أكد عدد من المعلقين
الإسرائيليين أن إسرائيل تستفيد كثيرا من العمليات التي ينفذها
تنظيم الدولة، معتبرين أن رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو "يستفيد" من هذه العمليات.
وقال معلق الشؤون الخارجية في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، عراد نير، إن تفجيرات إسطنبول وبروكسل أتاحت لحكومة بنيامين نتنياهو "الفرصة لطرح مقارنات بين عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الفلسطينيون في الضفة الغربية وبين هذه التفجيرات"، موضحة أن إسرائيل "توظفها في حملاتها الدعائية ضد أعدائها".
وفي تعليق له بثته القناة الليلة الماضية، أضاف نير: "هناك وصفة تبسيطية تطرحها نخب اليمين الحاكم في إسرائيل لتفجيرات إسطنبول وبروكسل قوامها: داعش تساوي حماس وهنية يساوي أبا بكر البغدادي".
من ناحيته، قال أورن نهاري، معلق الشؤون الخارجية في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، إن تفجيرات بروسكل مكنت نتنياهو ووزراءه من تذكير القادة الأوروبيين بـ"القواسم المشتركة بين إسرائيل والدول الأوروبية وعلى رأسها عداء الإسلام المتطرف لكل منهما".
وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية حول تصريحات نتنياهو وعدد من قيادات اليمين الحاكم، استدرك نهاري: "لا أعتقد أن الأوروبيين سيشترون الرواية التي يطرحها نتنياهو وزملاؤه، فهم يعتقدون أن الصراع مع الفلسطيني صراع ذو طابع قومي ناجم عن الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أن "الأوروبيين يقولون لإسرائيل بشكل واضح وجلي: لا يمكن النظر لحماس على أنها نظير لداعش، على الرغم من أنها على قائمة الإرهاب الأوروبية، وهم يرون أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة عن تواصل الصراع الدائر حاليا بين نهر الأردن وحوض البحر المتوسط".
وهاجم وزير الداخلية والسياحة الأسبق العمالي عوزي برعام، نتنياهو ووزراءه بسبب توظيفهم تفجيرات
بروكسل، معتبرا أنها "تكرس انطباعا سلبيا عن إسرائيل في نظر الأوروبيين، وتظهرها بشكلها الانتهازي الذي يسعى لتوظيف مصائب الآخرين".
وفي حديث مع الإذاعة العبرية صباح الأربعاء، قال برعام إن "التنظيم الإرهابي داعش يقتل الأبرياء من الشيعة والسنة والأوروبيين بوحشية، لكنه أيضا يقدم خدمات هامشية لليمين في إسرائيل ويمكنه من طرح مسوغات لتبرير رفضه الوفاء بمتطلبات التسوية مع الفلسطينيين".
من ناحيته، توقف معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الثانية إيهود يعاري، أمام ما جاء في العدد الأخير من مجلة "دابق" التابعة لتنظيم الدولة، معتبرا أن التنظيم يطمئن إسرائيل بشكل غر مباشر بنيته عدم مهاجمتها.
وبحسب يعاري الذي تحدث الليلة الماضية في نشرة أخبار الساعة الثامنة مساء، فإن التنظيم طرح في المجلة عدة مسوغات "تبرر من ناحية دينية واستراتيجية عدم مسارعته لاستهداف إسرائيل في الوقت الحالي".
وفي السياق، استغل نتنياهو تفجيرات بروكسل، مدعيا أنه لا يمكن الفصل بين عمليات المقاومة في الضفة الغربية وهذه التفجيرات.
وخلال كلمة له أمام الاجتماع السنوي لمنظمة "إيباك"، كبرى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة عبر "الفيديو كونفرنس"، قال نتنياهو إن "هدف داعش والفلسطينيين في الضفة الغربية واحد، الفلسطينيين يشقون طريقهم نحو الدولة عبر السكاكين وداعش تشن التفجيرات".
وحاول نتنياهو في الكلمة، التي نقلتها قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية، أن يربط بين تفجيرات تنظيم الدولة وعمليات المقاومة في الضفة، حيث قال إن "ما يحدث هو هجوم متواصل علينا جميعا، ففي مختلف هذه العمليات لا شيء يمكن أن يرضيهم لا في إسطنبول ولا بروكسل أو حتى في الضفة الغربية، فهذا لن يكفيهم، وما يكفيهم هو إبادتنا جميعا وفرض سيطرتهم المطلقة، لكن هذا يا أصدقائي لن يحدث".