أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للمقترح
المغربي المتمثل في "
الحكم الذاتي" للصحراء، في أحدث تطور لمواقف الدول الكبرى من قضية
الصحراء، على ضوء الخلاف بين المغرب والأمم المتحدة وأمينها العام
بان كي مون.
وجاءت تصريحات المتحدث باسم بعثة الولايات المتحدة بمجلس الأمن، بعد سلسلة مشاورات أجراها مسؤولون مغاربة مع نظرائهم الأمريكان في واشنطن هذا الأسبوع على رأسهم وزير الخارجية جون كيري، كما أنها تأتي قبيل جلسة مغلقة لمجلس الأمن حول التوتر المغربي مع بان كي مون.
أمريكا تدعم الحكم الذاتي
ونشر المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى
الأمم المتحدة، كورتيس كوبر، في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، السبت، أن الولايات المتحدة تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لنزاع الصحراء، ووصفه بـ"الجدي والواقعي وذي مصداقية".
وتابع كورتيس كوبر في التغريدات التي قام الحساب الرسمي لبعثة أمريكا لدى الأمم المتحدة بإعادة نشرها، أن المشروع المغربي الخاص بالحكم الذاتي يعد "جديا وواقعيا وذا مصداقية"، وأن هذا المشروع "يقدم مقاربة ممكنة قد تحقق التطلعات الخاصة بالصحراء المغربية".
وأضاف كوبر، أن الولايات المتحدة ستواصل "دعم عمل الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي مستدام ومتفق عليه للنزاع في منطقة الصحراء المغربية".
وأوضح أن الولايات المتحدة "تدعم عمل بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء التي تعرف اختصارا بالمينورسو".
وطرح المغرب مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء في سنة 2007، كحل لإنهاء النزاع الذي استمر منذ 1975، حيث تمنح منطقة الصحراء حكما ذاتيا موسعا مع الاحتفاظ برموز السيادة كالعلم والسياسة الخارجية والعملة وغيرها، واعتبرها مبادرة جدية لإنهاء النزاع تمر عبر استفتاء شعبي لسكان الإقليم ولاقت دعما دوليا واسعا.
وجوبهت المبادرة المغربية بإصرار جبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواذي الذهب) الانفصالية، على خيار الاستقلال، ورفضها التفاوض حول المقترح المغربي، الشيء الذي دفع المغرب إلى البدء بتنزيل مشروع الحكم الذاتي عبر العمل على تطبيق "الجهوية الموسعة".
وتأتي أهمية الموقف الأخير للبعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، كونها اعتراف دولة كبرى ومؤثرة في العالم لصالح المغرب، وأيضا "انتصارها" للمغرب في مرحلة توتر مسبوقة مع الأمم المتحدة بسبب وصف بان كي مون الصحراء بـ"المحتلة".
المغرب يواصل التصعيد
وأخطرت السلطات المغربية الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء بالصحراء، الكندية كيم بولدوك، وامتياز خان رئيس القسم الاقتصادي بالبعثة، بكونهما شخصين غير مرغوب فيهما على الأراضي المغربية.
وأمهلت السلطات المغربية رئيسة البعثة الأممية بمدينة العيون، ورئيس القسم الاقتصادي بالبعثة، مهلة 48 ساعة لمغادرة الأراضي المغربية.
وكان المغرب قد اعترض على تعيين رئيسة بعثة المينورسو الكندية، كيم بولدوك، بمنصبها في العيون، قبل أشهر من تعيينها، حيث اعتبر المغرب أن تعيينها جرى دون التنسيق مع الرباط، قبل أن يعود للموافقة على توليها المنصب من باب حسن التعاون مع المنتظم الدولي لإيجاد حل لنزاع الصحراء.
وأدت تصريحات بان كي مون التي لم يتراجع عنها، إلى تنظيم الأحزاب المغربية والجمعيات المدنية المغربية مسيرة حاشدة في الرباط ضمت مئات الآلاف ورفعت خلالها شعارات مناوئة لبان كي مون، مما دفع هذا الأخير إلى التنديد بالمسيرة وإبداء غضبه من "الإساءة إليه وإلى الأمم المتحدة".
ولم يقف التوتر عند هذا الحد، بل أعلن المغرب عن تقليص حضور بعثة المينورسو من الصحراء المغربية، وهدد بسحب جنوده من قوات حفظ السلام، قبل أن يتراجع عن التهديد الأخير.