ما زالت العملية العسكرية التي أطلقتها قوات النظام السوري وروسيا لاستعادة مدينة
تدمر الأثرية، في ريف
حمص الشرقي، من يد
تنظيم الدولة؛ تراوح مكانها، رغم إعلان
روسيا أن طيرانها يشن ما بين 20 و25 غارة يوميا لمساندة قوات بشار الأسد.
وأعلن المسؤول الكبير في هيئة الأركان الروسية، الجنرال سيرجي رودسكوي، خلال مؤتمر صحفي في موسكو الجمعة؛ أن "القوات المسلحة والوطنية التابعة للحكومة (السورية) تشن عملية واسعة النطاق لتحرير مدينة تدمر والطائرات الروسية تنفذ معدل 20 إلى 25 غارة جوية في اليوم"، وفق قوله.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال الخميس إن "معارك عنيفة" تجري قرب تدمر، حيث بدأ الطيران الروسي، الثلاثاء، بشن غارات جوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتجري المعارك على بعد نحو أربعة كيلومترات من المدينة الأثرية، في حين ينظر النظام السوري لهذه المعركة، التي أحرز فيها تقدما تحت غطاء الطيران المروحي الروسي، باعتبارها مفتاحا نحو منطقة البادية للوصول إلى الحدود العراقية شرقا.
وتحدثت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري، الجمعة، عن سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية له؛ على تلة عرين قرب بلدة التمثيل شمال غرب تدمر، وأن هجمات أخرى تنطلق من تلة الـ900 في جبل الهايل، غرب تدمر، باتجاه مرتفعات محيطة.
من جهته، تبنى تنظيم الدولة مقتل خمسة عسكريين روس، خلال معارك قرب تدمر، وأظهر تسجيل مصور جثة مستشار عسكري روسي قال التنظيم إنه يحتفظ بجثته.
وبث موقع وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة؛ فيديو يظهر جثة رجل في زيه العسكري قال إنها للمستشار الروسي، فضلا عن صور لذخائر يفترض أنه تمت مصادرتها خلال المعارك، ومن بينها بندقية وخوذة.
ونقلت الوكالة أن "أربعة من العسكريين الروس قتلوا في منطقة قصر الحلابات غرب تدمر خلال محاولة اقتحام أحبطتها قوات (تنظيم) الدولة الإسلامية، بينما قتل المستشار الذي بثت الوكالة فيديو لجثته (الخميس) في منطقة الدوة" غرب تدمر.
كما تحدث التنظيم عن مقتل عناصر من حزب الله وقوات النظام السوري، خلال معارك قرب تدمر.
وقالت وكالة أعماق إنه قُتل 10 عناصر على الأقل وأصيب 20 آخرون من عناصر الحزب خلال معارك الخميس قرب تدمر.
وأضافت الوكالة عبر موقعها الإلكتروني: "شنت قوة من المليشيات هجوما على أحد مواقع مقاتلي الدولة الإسلامية في منطقة الدوة، وخلال تقدمهم فجر مقاتلو الدولة سيارة مفخخة كانوا قد ركنوها في وقت سابق، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم وتراجعهم إلى مواقعهم الخلفية".
وتابعت: "أعادت المليشيات بعد ذلك تجميع قوة جديدة، وبدأت اقتحاما من محور آخر، وخلال التقدم وقع العناصر المقتحمون في حقل للألغام قتل وأصيب على إثره عدد منهم، ثم تابعوا اقتحامهم ليتمكنوا بعد معارك عنيفة من السيطرة على الموقع، قبل أن يضطروا للانسحاب منه مجددا بعد تدمير مقاتلي الدولة الإسلامية لعربة BMP"، وفق الوكالة التابعة للتنظيم.
وفي المقابل، تحدثت وكالة أعماق عن سيطرة مقاتلي التنظيم، الخميس، على جبل الباردة (30 كيلومترا شرقي بلد القريتين) بعد هجوم على مواقع قوات النظام السوري فيه.
ويسيطر تنظيم الدولة على مدينة تدمر في أيار/ مايو 2015. وأعلن النظام السوري، الأسبوع الماضي، عن بدء معركة لاستعادة تدمر بغطاء جوي روسي.
وكانت موسكو قد أعلنت أنها ستسحب الجزء الأكبر من قواتها على الأرض، وقالت إنها "أنجزت" مهمتها التي بدأتها في
سوريا في 30 أيلول/ سبتمبر دعما للنظام. لكنها أشارت في الوقت ذاته؛ إلى أنها ستواصل ضرباتها الجوية على "أهداف إرهابية".
واعتبر الجنرال سيرجي رودسكوي، الجمعة، أن الفرصة مهيئة لإلحاق هزيمة كاملة بقوات تنظيم الدولة في تدمر، متحدثا عن مواصلة روسيا سحب معظم قوتها العسكرية من سوريا "وفقا للجدول".
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قد قال في وقت سابق، خلال مؤتمر صحفي، ردا على سؤال حول مقتل العسكريين الروس، إن "التقدم (في تدمر) تحققه قوات من الجيش السوري"، كما قال.
وتحدث بوتين في السابق عن مقتل أربعة جنود روس منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا.
ويشار إلى أن النائب العام السابق لمدينة تدمر السورية، القاضي محمد قاسم ناصر، كشف الشهر الماضي أن النظام السوري، بأوامر من بشار الأسد شخصيا، سهّل سيطرة تنظيم الدولة على تدمر، لإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي حول خطورة التنظيم. وكان حينها ناصر على رأس عمله في المدينة.
اقرأ أيضا: مسؤول سوري سابق يروي تفاصيل مثيرة عن تدمر وعلاقة داعش بالأسد (فيديو)
وحاولت موسكو القول إن تدخلها في سوريا، لا سيما في تدمر، يجري بتنسيق مع الولايات المتحدة، وهو ما نفته واشنطن.
وتحدث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الاثنين الماضي، عن أن "الأمريكيين اقترحوا علينا قائلين: دعونا نقوم بتقسيم العمل، أنتم، القوات الجوية الروسية تركز على تحرير تدمر، ونحن الأمريكيين سنركز على تحرير الرقة".
لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، رد قائلا: "ليس هناك خطط عسكرية لتقسيم العمل بطريقة تتلاءم مع المعايير الجغرافية التي حددها وزير الخارجية الروسي".