في ضوء القرارات الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب وأخيرا الجامعة العربية باعتبار
حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، يطرح مراقبون تساؤلا حول مدى تأثير ذلك على
شعبية حزب الله في الشارع العربي.
حزب الله من جهته قلل من أهمية تلك القرارات معتمدا على شعبيته في الشارع العربي، فعندما تحدث أمينه العام في 6 آذار/مارس حول قرار مجلس التعاون الخليجي باعتبار حزبه منظمة إرهابية، أشار إلى "وجود اختلاف بين وجهة نظر القادة السياسيين العرب ومنظور الشعب العربي حيال الحزب". لكن
استطلاعات رأي أجريت في معظم الدول العربية أكدت
تراجع شعبية الحزب، رغم أن ذلك ليس انعكاسا لتلك القرارات، بقدر ما هو ناتج عن تدخل الحزب في سوريا لصالح نظام بشار الأسد.
ووفقا لاستطلاعين للرأي أشرف عليهما ديفيد بولوك (زميل كوفمان في معهد واشنطن ومدير "منتدى فكرة") في الشارع الخليجي، الأول في أيلول/سبتمبر 2014 والثاني في أيلول/سبتمبر 2015، تلقى حزب الله دعما شعبيا بنسبة 13-15 في المائة في السعودية والإمارات. أما في الكويت، فسجل الدعم الشعبي لصالح الحزب نسبة أعلى قليلا بلغت 24 في المائة، علما أن الأقلية الشيعية تشكل نحو ثلث عدد سكان الكويت. وعلى نحو مماثل، حصلت إيران، وهي الجهة الراعية لحزب الله، شعبية متراجعة تتساوى في النسبة مع شعبية الحزب. وفق تقرير نشره "منتدى فكرة".
كما أظهرت نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "زغبي" في أيلول/سبتمبر 2015 أن حوالي 85 في المائة من الجمهور في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة، يصف "الجماعات المدعومة من إيران لاسيما حزب الله" بأنّها "الآفة الأساسية" وراء الصراع الدامي في سوريا. كما أظهرت نسب عالية مطابقة تقريبا في كلا البلدين، أن المعضلة الأساسية في المنطقة ككل منسوبة إلى "المليشيات والجماعات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني".
لكن الملاحظ أن شعبية حزب الله تراجعت في الدول غير الخليجية بنسب أكبر، حيث تفيد نتائج استطلاعات الرأي المتوفرة، بأن حزب الله خسر معظم شعبيته في البلدان العربية الأخرى بنسب أعلى بكثير من تلك المسجّلة في دول الخليج. ففي مصر، وفقا لاستطلاعين للرأي أشرف عليهما (ديفيد بولوك، وهو زميل كوفمان في معهد واشنطن ومدير "منتدى فكرة")، الأول في أيلول/سبتمبر 2014 والثاني في أيلول/سبتمبر 2015، سجّلت غالبية ساحقة من الأصوات موقفا سلبيا تجاه حزب الله.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة "زغبي" في أيلول/سبتمبر 2015، أن 96 بالمائة من المصريين قالوا إن الجماعات المدعومة من إيران على غرار حزب الله، تضطلع بدور أساسي في اندلاع الحرب في سوريا، وتشكل مشكلة كبيرة في إثارة التطرف الإقليمي الشامل. أما في الأردن، فتشير أحدث استطلاعات الرأي أن 86 في المائة من الأردنيين يحملون نظرة سلبية عن حزب الله، بالرغم من أن الأصوات المندّدة بالحزب هي أقل نسبة في الأردن، مقارنة مع تلك المسجّلة في مصر، إلا أنها ما تزال تعكس آراء غالبية الشعب الأردني التي تعتبر تلك الجماعات، لاسيما حزب الله سببا رئيسيا في اندلاع الحرب في سوريا (بنسبة 74 في المائة) وتحريض المنظمات المتطرّفة على نطاق المنطقة ككل (بنسبة 64 في المائة).
ويخلص تقرير "منتدى فكرة" الأمريكي إلى أن الجماهير العربية، كما يشير التحليل السابق، تؤيد إلى حد كبير موقف حكوماتها المعادي، مؤخرا، لـ حزب الله. ويتساءل التقرير عن موقف أمينه العام حسن نصر الله حيال هذا التغيير السلبي السريع في موقف الشعوب العربية تجاه حزبه بعد مضي عقد واحد فقط من حرب تموز؟ فها هو اليوم يُنعَت بـ "الإرهابي" بعد أن كان ذلك "البطل" في حربه على إسرائيل في عام 2006.