قال مسؤولان في لجنة إدارية تابعة للحوثيين، الثلاثاء، إن مسؤولين في جماعة أنصار الله
اليمنية (الحوثيون) يزورون
السعودية حاليا لإجراء محادثات حول إنهاء الصراع في اليمن.
والزيارة هي الأولى منذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس آذار من العام الماضي.
وأضاف المسؤولان في اللجنة الثورية اليمنية التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة
الحوثيين أن الزيارة بدأت أمس الاثنين تلبية لدعوة من مسؤولين سعوديين بعد أسبوع من المحادثات التحضيرية السرية.
وقتل ما يقرب من ستة آلاف شخص نصفهم مدنيون جراء الصراع الدائر في اليمن وهو ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية أوسع نطاقا بين إيران والسعودية.
وقال المسؤولان إن الوفد الحوثي في السعودية يقوده محمد عبد السلام المتحدث الرسمي الرئيسي باسم الجماعة والمستشار الكبير لزعيمها عبد الملك الحوثي.
ورأس عبد السلام في السابق وفودا للحوثيين في محادثات أجريت في عمان مهدت الطريق للمحادثات التي أجريت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا العام الماضي.
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية على طلبات للتعليق على ما قاله المسؤولان، ويقاتل التحالف منذ العام الماضي لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية، وقال المسؤولان التابعان لجماعة الحوثي إن المحادثات تجري حاليا.
وأكد دبلوماسي إقليمي يتابع الشأن اليمني أنه "كانت هناك اتصالات ومحادثات مباشرة بين السعوديين والحوثيين".
وتتزامن زيارة الحوثيين للسعودية مع هدوء واضح في القتال على الحدود السعودية اليمنية وهي من أكثر الجبهات دموية في الصراع، كما تراجعت الغارات الجوية التي يشنها التحالف على العاصمة اليمنية صنعاء.
وعلى الرغم مما تذيعه قناة المسيرة الإخبارية الحوثية عن استمرار الهجمات على ما تصفه "بعدوان القوات السعودية-الأمريكية" داخل اليمن ومن بينها هجوم صاروخي أمس الاثنين فهي لم تعلن عن أي عمليات عند الحدود منذ الأول من مارس آذار.
وقال دبلوماسي إقليمي كبير يتابع الشأن اليمني "أعرف أيضا أنه لم تقع اشتباكات جديدة أو تحركات عدائية على الحدود السعودية-اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية".
وأوردت قناة المسيرة خلال الفترة من الرابع حتى 26 فبراير شباط تقارير عن شن عمليات عسكرية يومية ضد مواقع وبلدات حدودية سعودية من قبل الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بما في ذلك هجمات قناصة وهجمات بقذائف المورتر وكمائن وعمليات تسلل.
ووفقا لسكان في صنعاء كانت آخر غارة جوية شنتها قوات التحالف على المدينة قبل نحو أسبوع.
في السياق ذاته أعلنت مصادر أخرى أن المحادثات ستقتصر على التفاوض حول وقف إطلاق النار على الحدود بين اليمن والسعودية.
وقال أحد هذه المصادر طالبا عدم الكشف عن هويته "إن وفدا حوثيا يتواجد على الحدود الجنوبية للسعودية لإجراء مباحثات حول وقف لإطلاق النار على الحدود الجنوبية للمملكة".
وأشار مصدر آخر إلى أن "المحادثات تتركز فقط على وقف لإطلاق النار على الحدود من دون أي التزام بشأن قصف المدن والمناطق التي تتواجد فيها المليشيات الحوثية".
ولقي أكثر من تسعين شخصا بينهم عسكريون ومدنيون حتفهم في جنوب المملكة نتيجة إطلاق النار من شمال اليمن باتجاه مناطقها الجنوبية.
ويسيطر المتمردون الحوثيون على القسم الشمالي من اليمن وتتعرض مواقعهم لقصف عنيف من ائتلاف عربي بقيادة السعودية منذ السادس والعشرين من آذار/ مارس 2015.
ولم تتسرب أي معلومات حول ومدة هذه المفاوضات ومستوى التمثيل السعودي فيها.
وردا على سؤال حول هذه المفاوضات رفض مسؤول حوثي كشف أي معلومات بهذا الصدد، واكتفى بالقول في اتصال هاتفي معه في صعدة حيث يوجد، "لا تعليق".
وتتزامن هذه المفاوضات مع محاولات من الأمم المتحدة لم تثمر بعد لتحريك المفاوضات بين الطرفين التي تعطلت بعد عقد جولة يتيمة في سويسرا بين الخامس عشر والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر.