شنت وسائل الإعلام
المصرية حملة جديدة على حركة المقاومة الإسلامية (
حماس)، عاودت فيها وصم الحركة بالإرهاب، لجأت فيها للاستعانة بمصادر
إسرائيلية، وأخرى أمنية مصرية مجهولة، في ما اعتبره مراقبون إفلاسا تعاني منه وسائل الإعلام المصرية في حملتها الجديدة على حركة المقاومة
الفلسطينية، وأثار سخرية واسعة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
واتهم الإعلامي، المحسوب على الأجهزة المخابراتية والأمنية المصرية، أحمد موسى، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الاثنين، "حماس"، بإنتاج أنشودة تهاجم فيها القوات المسلحة المصرية، خلال عرض عسكري نظمته كتائب عز الدين القسام.
وبحسب نشطاء، ومواقع إخبارية عدة، فإن النشيد صحيح، ورفع فيه بعض عناصر الكتائب إشارة "رابعة" بالفعل، إلا أنه تمت فبركة مدخل أغنية أنتجها المتعاطفون مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعنوان "يسقط يسقط حكم العسكر" على نشيد "حماس" الأصلي المذاع مع العرض العسكري، لكن موسى قطع النشيد الأصلي (الفلسطيني)، وقام بتركيب النشيد الجديد (المصري)، على العرض، وأذاعه باعتباره من إنتاج كتائب عز الدين القسام.
وكشف هذه "الفبركة" قيام الإعلامية رولا خرسا، بإذاعة العرض العسكري نفسه يوم 23 آب/ أغسطس 2013، في برنامجها "ستوديو البلد"، عبر الفضائية نفسها (صدى البلد)، التي تذيع برنامج موسى، لكن خرسا أذاعت العرض العسكري، بدون جملة "يسقط حكم العسكر" المركب، التي أضافها "موسى" في فبركته.
فيديو أحمد موسى لحلقة برنامجه الاثنين:
الفيديو القديم نفسه لرولا خرسا بنشيده الأصلي، ودون إضافة النشيد الجديد، وليس فيه مطالبة بإسقاط حكم العسكر، وذلك بتاريخ 23 آب/ أغسطس 2013:
وهاجم موسى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وغيره من قيادات الحركة، قائلا: "شوفوا يا مجموعة خونة وإرهابيين.. بيادة (حذاء) أصغر مقاتل مصري أشرف منك، ومن كل قيادات القسام الإرهابية إلى حد خالد مشعل".
الوطن: الاعتماد على "واللا" والمصادر الإسرائيلية
ومع صورة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية والداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي؛ خصصت صحيفة "الوطن" صفحة كاملة، الثلاثاء، تحت عنوان يقول "الإخوان وحماس.. وجهان لخيانة واحدة"، نقلت فيه عن نائبين بمجلس النواب المصري، (تامر الشهاوي ومحمد أبو حامد)، ما اعتبرته "مطالبتهما الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية".
ووصفت الصحيفة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، بأنه "المتهم دائما" غير أنها لم تجد ما تتهمه به سوى الزعم بأنه لم يخرج للرد على الاتهامات المصرية الموجهة للحركة، بسبب سفره إلى السودان، للمشاركة في تشييع جنازة حسن الترابي.
وأقرت الصحيفة بأن "الاتهامات المصرية التي وجهتها مصر إلى حركته، مثل مساعدة وتدريب منفذي الاغتيال، والتورط في إعادة بناء الأنفاق في وضح النهار، واستخدامها للتواصل مع عناصر جماعة بيت المقدس الإرهابية في سيناء، وإمدادهم بالأسلحة، حسب تقارير إسرائيلية"، وفق الصحيفة.
وزعمت الصحيفة أن "الاتهامات الموجهة إلى حماس ليست الإشكالية الوحيدة التي تواجه مشعل الآن، فقبل الإعلان المصري بيوم واحد نشر موقع واللا الإسرئيلي تقريرا يتهم فيه الحركة الفلسطينية بالاستمرار في حفر أنفاق التهريب في المنطقة الحدودية بين سيناء وقطاع غزة"، وذلك بحسب الصحيفة، وتحديدا في صفحتها السادسة.
المصري اليوم: اتهامات أرشيفية ومتمرد مجهول
من جهتها؛ خصصت صحيفة "المصري اليوم" صفحة كاملة، الثلاثاء، تحت عنوان "حماس: 5 سنوات من العمل ضد مصر"، لكنها لم تجد في الجعبة سوى القول إن الحركة أصبحت متهمة في العديد من القضايا التي تضر الأمن القومي المصري، منها التخابر، واقتحام الحدود ، ولسجون، وارتكاب أعمال إرهابية، وتدريب ومساعدة عناصر تابعة للجماعات الإرهابية، مستعرضة ذلك كله من أرشيفها.
وأجرت الصحيفة حوارا مع شخص اسمه محمد أبو الرب، عرفته بأنه مسؤول الاتصال السياسي في "تمرد غزة"، وزعم فيه أن اغتيال النائب العام المصري تم بتمويل إيراني، وإشراف "حماس".
"الشروق" لم تنضم للحملة ونقلت إعلان "الشاباك"
ولم تنضم صحيفة "الشروق" إلى هذه الحملة على حماس، ولم تخصص لمهاجمتها أي ملفات، في عددها الثلاثاء، كما لم تنشر موادا سلبية بشأن الحركة، باستثناء خبر في الصفحة الثالثة جاء نقلا عن إعلان جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك" أنه أوقف فلسطينيا بتهمة تجنيد طلاب فلسطينيين في مصر لتدريبهم عسكريا في غزة ثم إرسالهم إلى الضفة الغربية المحتلة.
الأهرام: مصادرنا محاضر تحقيقات "أمن الدولة"
وانضمت صحيفة "الأهرام" إلى الحملة على "حماس"، ونشرت تقريرا في صفحتها الأولى، وآخرين موسعين في صفحتيها السادسة، والتاسعة عشرة، وجاء تقريرها بصفحتها الأولى تحت عنوان "حماس تشكل مجموعات عنقودية مسلحة من الإخوان بمصر.. المتهمون باغتيال بركات تدربوا على تفخيخ السيارات فى غزة".
وفي التفاصيل اكتفت الصحيفة - كدليل إدانة ضد حماس - بالنقل عن "محاضر تحقيقات قطاع الأمن الوطني" (جهاز أمن الدولة المنحل)، مع المتهمين باغتيال بركات زاعمة أنهم قاموا بالتخطيط للجريمة قبل تنفيذها بـ4 أشهر، وقاموا بالتدريب على ذلك مع ضباط بحركة حماس.
وذكرت الأهرام أمورا وصفها مراقبون بأنها "غير منطقية"، لم يذكرها حتى وزير الداخلية المصري نفسه، في اتهاماته للحركة، ومن ذلك أن المتهمين قاموا بتصنيع المتفجرات مع عناصر من حركة حماس، وذلك دون أن يعتقل عنصر واحد من "حماس"، أو يقدم كمتهم في القضية.
"البوابة" و"اليوم السابع": مصادر أمنية وأخرى مجهولة
ومن جهتها، آثرت صحيفة "البوابة" النقل عن "مصادر مجهولة"، فنقلت عن مصادر لم تسمها زعمها أن "حماس" استعانت بمهربي السلاح لاغتيال هشام بركات، وأنها اتفقت مع عناصر بدوية مقابل مبالغ ضخمة.
وتحت عنوان عريض يقول: "نكشف أخطر أسرار معسكرات حماس لتدريب الإخوان في غزة"، نقلت صحيفة "اليوم السابع"، عما اعتبرته "مصادر أمنية"، كشفها "الأسرار والتفاصيل الكاملة لمعسكرات حماس لتدريب عناصر الإخوان بقطاع غزة"، وذلك على خلفية الاعترافات التي أدلت بها خلية اغتيال النائب العام بتورط حماس في الإشراف على الحادث، والتخطيط له، وتدريبهم، وفق الصحيفة.