يتعرض المدنيون خلال انتقالهم بين ريف
حماة الغربي وريف
إدلب الجنوبي؛ لمضايقات من
حواجز النظام المنتشرة على طول الطريق، حيث تمتد هذه الحواجز من بلدة السقيلبية بريف حماة، إلى مدينة حماة وحتى مناطق سيطرة الفصائل في ريف حماة الشرقي.
وتختلف أشكال المضايقات بين الاعتقال والابتزاز المالي فالسرقة، وتصل إلى التصفية الجسدية في بعض الأحيان، وقد أصبح التنقل عبر هذه الحواجز صعبا ومكلفا ماليا بالنسبة للسكان الذين يضطرون بشكل متواصل للمرور بين هذه المناطق.
فبعد أن أغلقت قوات النظام الطريق الواصل بين بلدتي قلعة المضيق والسقيلبية، لم يعد هناك طريق مباشر بين ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي، وبات على السكان استخدم طريق طويل يقطعون فيه أضعاف المسافة فيتجهون من ريف إدلب الجنوبي باتجاه ريف حماة الشرقي ثم إلى مدينة حماة، ومنها إلى الريف الغربي، لتصبح رحلتهم أطول بأكثر من ثلاثة أضعاف.
وأصبح السكان يتداولون أسماء خاصة للمبالغ التي يدفعونها للحواجز، مثل "تسعيرة الحاجز"، وهي ما يشبهها أبو أحمد الحموي بأجرة الطريق الإضافية، لكنها تعادل أضعاف أجرة الطريق، حسب قوله لـ"
عربي21".
وتختلف "التسعيرة" بحسب الحاجز، وفقا لأبي أحمد. فحاجز اللجان الشعبية يختلف عن حاجز قوى الأمن وعن حاجز الجيش، وترتفع تسعيرة الحاجز أيضا إذا كان يتولاه ضابط.
ويشير أبو أحمد إلى وجود حوالي 15 حاجزا بين بلدة السقيلبية ومدينة حماة، عدا "الحواجز الطيارة" أي التي تنصب بشكل مفاجئ ويتغير مكانها باستمرار.
وقد كانت الرحلة بين ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي في السابق تكلف حوالي 500 ليرة سورية (أقل من دولارين)، أما اليوم فأحيانا يضطر أبو أحمد لدفع 20 ألف ليرة سورية ليستطيع الوصول إلى المكان ذاته.
ووفق السكان، تختلف "تسعيرة الحاجز" بحسب بطاقة هوية المسافر، فالأشخاص الذين يكون مكان ولادتهم حماة تأخذ منهم العناصر مبلغا أكبر، فهم بنظرهم ذاهبون لرؤية أبنائهم الذين يعيشون في الريف الخارج عن سيطرة النظام، ويقاتلون في صفوف المعارضة، حيث أصبحت هذه ورقة
ابتزاز جديدة.
ويرى أبو أحمد أن تعامل عناصر النظام مع المارين أحيانا هو بهدف "التسلية بالناس"، وذلك عندما ينخفض عدد المسافرين على الطريق حيث يشعرون بالملل، على حد تعبيره.
وتختلف أسباب السكان في السفر بين ريفي حماة وإدلب، فبعضهم يذهب لتفقد بيته أو أرضه في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة، بينما يذهب الآخرون بالفعل لرؤية أولادهم الذين يعيشون في تلك المناطق. كما يضطر البعض للذهاب لزراعة أرضه التي يعتاش من محصولها، مثل حسين أبو أديب الذي يسافر كل شهر من أجل تفقد أرضه في ريف حماة الغربي.
ويقضي أبو أديب على الطريق قرابة يوم كامل ليستطع الوصول من ريف إدلب الجنوبي إلى قرى ريف حماة الغربي كما يفيد أبو أديب بأن قوى النظام تمنع بعض المسافرين من المرور إلى ريف حماة الغربي، كما تتعرض النساء للتحرش الكلامي من عناصر النظام، وفق قوله لـ"
عربي21".
ويعتقد السكان أن النظام يسعى تدريجيا لإغلاق الطريق ومنع المدنيين من الذهاب إلى ريف حماة الغربي، لأنه محاذ للقرى الموالية للنظام، حيث أفرغت قوى النظام الكثير من القرى من سكانها في وقت سابق، كقرية المغير وبريديج، بينما اتُهمت بارتكاب مجازر كبيرة في البعض الآخر، مثل مجزرتي الجلمة وحيالين.