يشهد
مجلس النواب المصري حالة من
الفوضى العارمة والارتباك بعد احتجاج عدد كبير من النواب على سيطرة ائتلاف "دعم مصر" المدعوم من الأجهزة الأمنية على قرارات البرلمان.
وكان الائتلاف قد نجح اليوم الاثنين في تمرير المادة 97 من اللائحة الداخلية للمجلس، والتي تنص على أنه لا يجوز تشكيل ائتلاف برلماني إلا من 25% من أعضاء المجلس على الأقل، كما يشترط في أعضاء الائتلاف أن يكونوا من خمس عشرة محافظة من محافظات الجمهورية، منهم ثلاثة أعضاء على الأقل من كل محافظة، وترشحوا على مقاعدها، ولا يجوز لعضو مجلس النواب الانضمام إلى أكثر من ائتلاف في ذلك الوقت.
مادة مثيرة للجدل
وأبدى عشرات النواب اعتراضهم على هذه المادة المثيرة للجدل، خاصة من المنتمين لحزب المصريين الأحرار، والوفد، والنور، والمستقلين،حيث احتجوا على طريقة التصويت على اللائحة وتمرير تلك المادة بطريقة ملتوية، على حد قولهم، وأعلنوا مقاطعة جلسات البرلمان حتى لا يكتمل النصاب القانوني للجلسة وبالتالي يصبح التصويت عليها غير قانوني.
لكن علي عبد العال، رئيس المجلس، طرح المادة للتصويت وأعلن موافقة 302 من النواب عليها، وسط اعتراضات جماعية لبعض النواب ومشادات وانسحابات من الجلسة.
وتجمع عدد كبير من النواب المنسحبين من جلسة الاثنين أمام المنصة الرئيسية اعتراضا على طريقة إدارة رئيس المجلس علي عبد العال للجلسات.
ويؤدي تمرير مادة تشكيل الائتلافات إلى عدم تمكن أي حزب من تشكيل هيئة برلمانية له داخل المجلس باستثناء
ائتلاف دعم مصر.
تلاعب في التصويت
كما وقعت مشادات حادة بين نواب "دعم مصر" والنواب المنسحبين من الجلسة بعد اتهامات بتزوير التصويت الإلكتروني، ودعا النواب المنسحبون زملاءهم إلى
الانسحاب من الجلسة العامة لإنقاذ سمعة المجلس.
وشهدت جلسة الاثنين طرد النائب محمد عمارة من جلسة البرلمان بعد تشكيكه في نتائج التصويت الإلكتروني على مواد اللائحة الجديدة، حيث أكد أن هناك تلاعبا يتم في التصويت لصالح ائتلاف دعم مصر.
وكان عمارة قال خلال الجلسة، إن نصاب المجلس غير مكتمل ورغم ذلك يتم التصويت على المواد، موجها حديثه لرئيس المجلس: "قمت بِعَد الأعضاء الحاضرين والنصاب غير مكتمل".
كما طرد عبد العال النائب أحمد الطنطاوي بعد ارتفاع صوته بالاعتراض على نتيجة التصويت، فقال له عبد العال: "عدت مجددا لتهييج النواب وإثارة الفوضى، هذا السلوك مرفوض ولن أسمح لك باختطاف المجلس"، ثم طرده من الجلسة.
بدوره، قال النائب أيمن أبو العلا، عضو حزب المصريين الأحرار، إن نواب الحزب انسحبوا من مناقشة لائحة مجلس النواب، ولن يعودوا إلى جلسات مناقشة اللائحة إلا بعد عدول المجلس عن قرار زيادة تشكيل الائتلاف إلى 25% من النواب.
وأضاف أبو العلا، في تصريحات صحفية: "قبل الجلسة توافق النواب على أن تكون النسبة 20%، لكن ائتلاف دعم مصر خالفوا التوافق في الجلسة، ليكونوا هم الائتلاف الوحيد في المجلس، وهذا أمر غير مقبول".
أزمة مفتعلة
وقال النائب طاهر أبو زيد، الأمين العام لائتلاف دعم مصر، إن شرط وجود 25% من عدد أعضاء المجلس في أي ائتلاف أمر مفيد لإثراء الحياة النيابية، حيث سيضمن وجود ثلاثة ائتلافات قوية تحت قبة البرلمان بدلا من وجود عدد كبير من الكيانات الصغيرة المتفرقة.
من جانبه، وصف النائب أسامة هيكل، عضو ائتلاف "دعم مصر"، انسحاب بعض النواب من الجلسة بأنها أزمة مفتعلة، فليس من المقبول أن يحاول عدد قليل من النواب فرض رأيهم على باقي المجلس.
وأضاف هيكل، في تصريحات صحفية، وفقا للتصويت الإلكتروني فإن المادة وافق عليها أكثر من 300 نائب، ورفضها 74 نائبا فقط،، وعلى الأقلية احترام رأي الأغلبية حسبما تقتضي الديمقراطية.
هناك من ينصب فخا للمجلس
وتعليقا على هذه الأزمة، حذر رئيس المجلس علي عبد العال، النواب من أشخاص يريدون إعاقة عمل المجلس وتعطيله، مشيرا إلى أن هناك من يريد أن ينصب فخا للمجلس.
وبعدما تعالت الأصوات داخل القاعة، طالب رئيس المجلس النواب بالهدوء قائلا: "مصر أمانة في أعناقنا ويجب أن نحافظ عليها، والبعض يريد هدم الدولة، هذه الدولة الأبية القوية المستقلة، ولا مكان لهم في هذه القاعة، وستظل مصر قوية وحرة رغم كيد الكائدين".
ووقع عدد كبير من النواب مذكرة احتجاج على طريقة إدارة الجلسات، مؤكدين أنهم لن يعودوا للمجلس حتى يجدوا ما يفيد التزام رئيس المجلس بتطبيق نصوص الدستور.
وقال النواب إن عبد العال يتحيز لجانب ائتلاف دعم مصر، ولا يدير المجلس بالحيادية المطلوبة.