تشهد كل من المدينتين المحاصرتين
داريا ومعضمية الشام في هذه الأيام حملة عنيفة لإنهاء ملفهما والسيطرة عليهما من قبل النظام السوري.
وقال أهالي المدينتين المحاصرتين لـ"
عربي21" إنه لا وجود لفصائل تابعة لتنظيم
القاعدة فيهما، وجميع الفصائل العاملة في المنطقة هم من أبنائها الذين حملوا السلاح بعد اشتداد ظلم النظام.
القيادي في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، أبي مالك الشامي، قال في تصريح لـ"
عربي21"، إن فصائل الاتحاد ولواء شهداء الإسلام ولواء الفجر ولواء سيف الشام "هي الفصائل الوحيدة المتواجدة في المدينتين"، نافيا وجود أي فصائل أخرى فيهما، منوها إلى أن هذه الفصائل ذات طابع ثوري وطني وليس لها أي امتداد خارج سوريا.
وأشار الشامي إلى أن الثوار في كلا المدينتين تمرسوا على المعارك وحروب الشوارع، الأمر الذي أكسبهم كفاءة عالية في هذا المجال، وهم على استعداد لخوض معركة طويلة الأمد مع قوات الأسد "الأمر الذي ستبرهنه الأيام المقبلة" بحسب المتحدث.
وشهدت المدينتان الكثير من المعارك الضارية والاقتحامات العنيفة، وتمكن الثوار من صدها رغم قلة العدة والعتاد.
وفي حديثه عن المفاوضات الأخيرة التي تقوم بها الهيئة العليا للمفاوضات، أكد القيادي "أبو مالك الشامي" أن موقف الفصائل العسكرية في مدينة داريا يدعم بشكل كامل قرارات ومواقف الهيئة العليا للمفاوضات طالم التزمت بثوابت الثورة السورية.
وأضاف "الشامي" أن الفصائل العسكرية والفعاليات الثورية في مدينتي المعضمية وداريا على اتصال مباشر ودائم مع الهيئة العليا للمفاوضات متمثلةً برئيسها، رياض حجاب، مشيرا أن التزام الهيئة بثوابت الثورة جعلها مقبولة من جميع الكيانات الثورية.
وبحسب الشامي، فإن
نظام الأسد سيحاول الضغط على مدينة داريا خلال الأيام القادمة سعيا منه لتحقيق انتصار أمام المجتمع الدولي من جهة، وأمام الحاضنة الموالية له بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها في معركته التي بدأها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2015 والتي فصل فيها مدينة داريا عن جارتها
معضمية الشام، حيث إنه تمكن من فصل المدينتين بعد إبادة المنطقة الفاصلة بينهما وهدمها بشكل كامل وذلك باستخدام عشرات البراميل يوميا، إضافة إلى القصف المركز من قبل الجبال المطلة عليهما، وتزامن ذلك بعمليات برية عنيفة للنظام على عدة محاور للمدينتين المحاصرتين، نتج عنها إغلاق المعبر الوحيد للمعضمية من قبل النظام عند بداية الاقتحام.
والجدير بالذكر أن المنطقة التي سيطر عليها النظام السوري بين داريا والمعضمية كانت محرمة عليه منذ بداية الثورة، وبسقوطها أصبحت مدينة داريا محاصرة تماما.