نشرت صحيفة "هافنغتون بوست" في نسختها الأمريكية، تقريرا عرضت فيه عددا من الإحصاءات والحقائق التاريخية، التي تؤكد وجود نوع من الإقصاء الممنهج لغير
البيض، في ترشيحات وتتويجات جوائز
الأوسكار السنوية في
الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن عبارة "جوائز الأوسكار يحتكرها البيض"، التي انتشرت في الفترة الأخيرة بين متابعي
السينما العالمية؛ تحمل جانبا من الحقيقة، حيث إن الأرقام تؤكد أنه خلال السنوات الخمس الماضية؛ تم ترشيح تسعة ممثلين فقط من غير البيض للفوز بالأوسكار عن أعمالهم الفنية.
واعتبرت أن غياب التنوع في توزيع الجوائز لم يقتصر على السنوات الأخيرة، وإنما كان متواصلا على مدى 88 عاما من عمر هذا الحفل الفني الذي يحظى بمتابعة عالمية كبيرة. ولذلك فإنه خلال السنة الماضية أصبح شعار "جوائز الأوسكار يحتكرها البيض" بمثابة نداء لإشراك الآخرين في المنافسة، ولكن هذه السنة لم تختلف عن سابقاتها، وهو ما تؤكده أبريل راين، الناشطة الأمريكية السمراء التي أطلقت هذه الفكرة الاحتجاجية.
وقالت راين إن "الأمر لا يتعلق بمن تم تجاهلهم، ومن تم ترشيحهم للفوز بجوائز الأوسكار، بل هو يتعلق بفتح باب الحوار حول طريقة اتخاذ القرارات، وأسباب استبعاد البعض، ومن يتحكم في مجريات الأمور وراء الكواليس".
وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من الممثلين البيض ساندوا هذه الاحتجاجات، وطالبوا هم أيضا بتمثيل أفضل لكافة الفئات، والاعتراف بالجهود التي يبذلها كل شخص في قطاع صناعة الأفلام. واعتبروا أن هنالك انحيازا ممنهجا أدى لتعكير أجواء "هوليوود" خلال العقود الماضية، "ولذلك فإنه يجب أولا فهم حقيقة ما يجري بالضبط، ثم إيجاد الحلول الملائمة".
وقالت "هافنغتون بوست" إن كل هذه الاتهامات تدعو إلى العودة للوراء، وفحص تاريخ جوائز الأوسكار خلال 88 عاما مضت، حيث يمكن اكتشاف عدد كبير من مظاهر
العنصرية والتحيز للبيض؛ على حساب الأفارقة واللاتينيين والآسيويين.
وذكرت الصحيفة أن عدد المرشحين غير البيض منذ انطلاق حفل توزيع جوائز الأوسكار في سنة 1929 بلغ 1668 مرشحا، أي بنسبة 6.4 بالمائة فقط من جملة الترشيحات. كما أن نسبة الأعضاء
السود في لجان التصويت على الفائزين تبلغ 2 في المائة فقط، رغم أن نسبة الأمريكيين في هذه اللجان تبلغ أكثر من 13 بالمائة..
كما أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، التي تقدم هذه الجوائز التي تعد من أرفع الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة والعالم؛ تضم في إدارتها التنفيذية 450 عضوا، 96 بالمائة منهم من البيض، و87 بالمائة منهم من الرجال، مما يكشف غياب التوازن بين الأعراق وبين الجنسين أيضا.
أما جائزة أفضل ممثلة؛ فقد رشحت لها 10 نساء فقط في الماضي، وفازت بها امرأة واحدة، هي هالي بيري عن فيلم "منستر بل" في سنة 2002. فيما تم ترشيح ثلاث نساء لاتينيات لهذه الجائزة نفسها، ولم تفز أي منهن.
وقالت الصحيفة إن الممثل البريطاني من أصول هندية بن كينغسلي هو الآسيوي الوحيد الذي تم ترشيحه لجائزة أفضل ممثل، وكان ذلك في مناسبتين عن فيلم "غاندي" في سنة 1982، و"بيت الرمل والضباب" في سنة 2003. كما أنه تم ترشيح أربعة لاتينيين لهذه الجائزة، وفاز بها فقط خوسي فيريرا في سنة 1950.
أما بالنسبة للأمريكيين السود؛ فقد تم ترشيحهم لهذه الجائزة في 13 مناسبة، وفاز بها أربعة منهم، وكانت المرة الوحيدة التي يفوز فيها رجل وامرأة من السود بجائزة أفضل ممثل وممثلة في سنة 2002، حين تم تتويج دانزال واشنطن، وهالي بيري.
وبالنسبة لجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي، فقد تم تتويج ست نساء فقط من السود على مر تاريخ المسابقة، وكانت من أبرزهن الممثلة كوين لطيفة التي كانت فنانة موسيقى الهيب هوب الأولى، والأخيرة التي تفوز بالأوسكار عن هذه الفئة، بفضل مشاركتها في فيلم "شيكاغو" في سنة 2002. وتعد لوبيتا نيوغو الممثلة الأفريقية الوحيدة التي تفوز بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي.
أما بالنسبة للاتينيات؛ فقد تم ترشيح ثماني ممثلات فقط أدّين أدوارا ثانوية، واثنتان منهن فزن بالجائزة، ويلاحظ أنه لم يفز أي ممثل أو ممثلة لاتينية بأي جوائز أوسكار خلال الفترة بين سنتي 1961 و1991، أي على امتداد فترة 30 عاما. فيما تم ترشيح خمس ممثلات آسيويات لهذه الفئة، وواحدة فقط من بينهن فازت بالأوسكار، هي اليابانية ميوشي أوماكي. وعن فئة الرجال تم ترشيح ستة آسيويين، وفاز بها فقط هاينغ نغور، المنحدر من أصول كمبودية.
وفي الفئة نفسها؛ جائزة أفضل ممثل لعب دورا ثانويا، تم ترشيح 14 ممثلا أسود في الماضي، فاز منهم أربعة فقط، فيما يعد الممثلون دانزال واشنطن ومورغان فريمان ودجيمون هونسو، الوحيدين الذين تم ترشيحهم أكثر من مرة.