لقد تعديت الأصول وفسقت عن المعقول وركبت المحظور وأخذت تمارس عمل الخادم المأمور وتؤدي دور المأجور، لكن أنا لا أوجه رسالتي إليك؛ لأنني على قناعة تامة أن ما تقوم به من بذاءة على أشقائنا الكرام في المملكة العربية السعودية ليس سوى تنفيذ لمن أوجعتهم قذائف ونيران “عاصفة الصحراء”، ولمن طارت عقولهم من الانتصارات التي تحققها الشرعية اليمنية، وإن ساعة الانتصارات النهائية للشعب اليمني على العدوانية الحوثية باتت قريبة جدا ومعها سقوط سيدك في دمشق.
أنا حقيقة أريد أن اسأل حكومتنا: ألسنا نحن جزءا من منظومة دول “مجلس التعاون الخليجي”، وملتزمون بجميع قراراتها، إذا كيف نسمح لمثل هذا المخلوق أن يتهجم على أشقائنا ويستفز مشاعرنا ويبث ثقافة الفتنة؟
إن ما يقوم به المدعو عبدالحميد دشتي هو الإرهاب بعينه، بل هو مشروع فتنة ومحاولة لتشويه علاقتنا بأشقائنا في دول “مجلس التعاون” وفي مقدمنهم المملكة العربية السعودية. وأنا أسأل: ما الفرق بين ما يقوم به دشتي وما يقوم به تنظيم “داعش”؟.
لماذا يا حكومة حتى الآن لستم مدركين حجم الأخطاء والتحديات التي تهدد المنطقة لتتخذوا الإجراءات والمعالجات المناسبة لها؟ انظروا إلى دول العالم فرنسا وبلجيكا وألمانيا والدنمارك، أم إننا أكثر ديمقراطية واحتراما للقوانين من هذه الدول؟
لقد قامت حكومات هذه الدول بما يمليه عليها واجبها إزاء وطنها وشعبها، حيث الديمقراطية نظام للأمن وبسط الاستقرار، لكن متى ما أصبحت هذه الديمقراطية أداة تستغل لبث الفتنة وممارسة الإرهاب والعمل على الإساءة لدول الجوار، أو التدخل في شؤون الدول الداخلية، فقد عالجتها بقرارات فورية ففرضت قوانين تتعلق بحالة الطوارئ، أي أن يقوم جهاز الأمن بمعالجة أي قضية لها طابع إرهابي، دون الرجوع للدوائر القضائية، وأن تسحب الجنسية من أي مواطن يحاول الإضرار بأمن البلد، أو يدعو للفتنة وغيرها من القوانين الرادعة!
إذا، لماذا المدعو عبدالحميد دشتي ينشر الفتنة ويتعدى بالعدوانية اللفظية على أشقائنا ولا يحاسبه أحد؟ لماذا؟ هل لأنه نائب في مجلس الأمة ويحمل حصانة تمنع عنه المساءلة؟ وهل يحق لأي عضو في مجلس الأمة أن يمارس ما يحلو له من عدوانية على الغير بحجة الحصانة؟
إن مكتب المجلس هنا مسؤول أيضا بأن يطبق ما لديه من إجراءات تقوِّم سلوك النائب إذا خرج عن المهنية النيابية، وكذلك أعضاء المجلس ينبغي أن يصوتوا على رفع الحصانة عن النائب الذي يعرض علاقة بلاده مع الأشقاء للتأزم، لا أن يرفضوا باعتبار “شيلني وأشيلك”!
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها دشتي لعلاقاتنا مع الأشقاء؛ فقد سبق أن مارس العدوانية اللفظية على شقيقتنا مملكة البحرين ولم يحاسب، واليوم يكرر الأمر نفسه مع السعودية! فإلى متى يتم السكوت والتغاضي عنه، ومن هو عبدالحميد دشتي حتى لا تطبق عليه القوانين؟
إن ما يقوم به دشتي من عدوانية على الأشقاء هو بمنزلة الخيانة العظمى؛ لأنه يقف في صف الأعداء، فهل يجوز الاستمرار بالسكوت عليه؟
عن صحيفة السياسة الكويتية