سياسة عربية

حذيفة عزّام: لماذا يجب ألّا نفرح بسيطرة داعش على خناصر؟

يتنقل عزّام بين الشمال السوري وتركيا، حيث يتعاون في مجالات شرعية مع بعض الفصائل - أرشيفية
دعا الدكتور حذيفة عزام، نجل الشهيد عبد الله عزام، جميع السوريين المؤيدين للثورة إلى عدم التفاؤل بسيطرة تنظيم الدولة على بلدة خناصر الاستراتيجية بريف حلب الجنوبي.

وأوضح عزّام أنه لا فرق بين بقاء خناصر بيد نظام الأسد، أو انتقالها إلى تنظيم الدولة، بالنسبة للشعب السوري.

وأضاف: "داعش تحتل خناصر، وتقتل وتفتك بالنظام -حسب زعم إعلامها الهوليودي-، والطيران الروسي يتجه أسرابا للرد في حلب، سبحان من وهب العقول لإعمالها لا لإهمالها!!".

وتابع عزّام عبر سلسلة تغريدات في "تويتر": "حوصرنا من قبل النظام في حمص من جهات ثلاث، وكانت الجهة الرابعة بيد داعش، فهل أفادنا وجود منفذ ومخرج بيد داعش، أم أن النتيجة كانت واحدة؟!".

وأكمل: "حوصرنا من قبل النظام وداعش في دير الزور، فهل أفادتنا الجهات التي كانت بيد داعش أم أن النتيجة كانت واحدة؟!!".

وانتقل حذيفة عزّام للحديث عن القلمون، قائلا: "ساهمت داعش في حصارنا بالقلمون بإغلاق شريان إمدادنا الوحيد من الشمال، حين قطعت علينا -لا على النظام- الطريق، باستيلائها على العقيربات، وكانت تصادر كل ما يرسل إلى القلمون من الشمال حتى الغذاء والدواء".

وبحسب عزّام، فإن تنظيم الدولة صادر كميات كبيرة من الأسلحة المتجهة للفصائل لمقاتلة النظام، متابعا: "صادرت داعش لجبهة النصرة ذات يوم عتاد ألف وثلاثمئة مقاتل، مع سلاح ثقيل ودبابات دفعة واحدة كانت متجهة إلى القلمون، ما أدّى إلى سقوطها".

ولفت عزّام إلى أن تنظيم الدولة يستخدم أنصاره في "تويتر"؛ لرسم صورة ذهنية بأن الفصائل السورية تقوم بالانسحاب من مناطق سيطرتها؛ كونها "صحوات ردّة وخيانة". منوها إلى أن المعارضة تنسحب من تلك المناطق؛ نظرا للحصار المطبق عليها من قبل النظام وتنظيم الدولة سويا.

كما بين عزام أن الثوار في حلب لم يستطيعوا التقدم منذ سنتين؛ بسبب "طعن داعش خاصرتهم من الخلف"، ما يضطرهم للتراجع من أجل صد التنظيم.

وعاد عزّام للحديث عن خناصر، قائلا: "الذين ذهبوا إلى القول بإفادة المجاهدين من سقوط خناصر، وبأن شريان النظام في حلب قد قطع، هم واهمون، فالطيران يذرع الأرض صباح مساء، ويستطيع أن يوصل كل ما يحتاجه إليه جيشه عبر جسوره الجوية، والإسقاطات المظلية، ريثما تعود خناصر".

وأكمل قائلا: "هل ستكون خناصر متنفسا للمجاهدين؟! وهل ستسمح لهم داعش بعبور خناصر أو مجرد المرور منها؟! أم أن أي مرتد صحوجي عميل خائن سيمر بجوارها سينحر على أعتابها، ويُذبح على أبوابها، وتُرد مؤازرات الصحوات إن حاولت عبورها على أعقابها؟".

وأضاف: "من ناحية ثانية، فإن المجاهدين في أرياف حلب يعانون من ضائقة ونقص في العتاد والسلاح والمؤن لم تمر بهم عبر تاريخ الثورة، وبالكاد يملكون ما يدافعون به عما تبقى، ويعدّ صمودهم الأسطوري معجزة ربانية".

وتابع: "هذا، وفي الوقت الذي تعيرهم فيه داعش بأنهم عبيد الموك وعبيد الدولار وعبيد السعودية وتركيا وقطر، تجد العتاد والسلاح الذي لديهم لا يقاس ولا يقارن بسلاح داعش وعتادها التي من المفروض أنها تنظيم إرهابي محاصر محارب من العالم كله، ومع ذلك هي تملك وفرة في المال والعتاد".

يشار إلى أن تنظيم الدولة تمكن قبل أيام من السيطرة على بلدة خناصر الاستراتيجية جنوبي حلب، قاطعا طريق البلدة المؤدي إلى مدينة حلب.