كتبت مراسلة الشؤون الخارجية في صحيفة "التايمز" كاثرين فيليب، تقريرا عن تراجع عدد المقاتلين الأجانب لدى
تنظيم الدولة، مشيرة إلى أنه لوحظ بطء في تدفقهم نحو ما يطلق عليها "
الخلافة الإسلامية" ولأول مرة.
وتقول فيليب إن المقاتلين الأجانب تم نقلهم من وحدات النخبة القتالية؛ لتعزيز الوحدات المقاتلة في ميادين المعارك في كل من العراق وسوريا، وذلك بحسب تصريحات المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العاصمة بغداد العقيد ستيف وارن، الذي يعلق قائلا: "إن هذا يشير إلى الكثير من الدلالات، حيث نرى تراجعا في حجم الوحدات القتالية الخاصة؛ بسبب وصول أعداد قليلة من المقاتلين الأجانب".
وتورد الصحيفة أن تقديرا للمخابرات الأمريكية يشير إلى أن التراجع في نسب تدفق المقاتلين الأجانب أسهم في انخفاض القوة القتالية لدى التنظيم بنسبة 20%.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن عدد القوات التابعة للتنظيم تراجع من 31 ألف مقاتل إلى 25 ألف مقاتل، مع أن بعض التقديرات تشيير إلى أنه أكثر بعشرة ألاف.
وتنقل الكاتبة عن وارن قوله إن تنظيم الدولة يواجه مشكلة في تجديد قدراته القتالية البشرية؛ بسبب القتلى في المعارك والهرب، رغم التقارير التي تحدثت عن زيادة عدد المقاتلين الأجانب الذين وصلوا إلى العراق وسوريا العام الماضي، ويضيف وارن: "ما نراه هو انخفاض في العدد، لكن هناك زيادة في عدد من الأمور، أولا: شاهدنا زيادة في
التجنيد الإجباري، وثانيا: شاهدنا زيادة في تجنيد الأطفال، وهو أمر مثير للقلق، وثالثا: لاحظنا استخدام قوات النخبة في وحدات قتالية عادية".
ويقول وارن للصحيفة إن تراجع قدرات التنظيم البشرية في العراق وسوريا قد يكون مرتبطا بعوامل تقع خارج مناطقه، خاصة في ليبيا، التي يتجمع فيها المقاتلون بأعداد كبيرة، وفي الدول الغربية، حيث يرغب التنظيم باستعراض قوته، من خلال عمليات نوعية، ويضيف وارن: "يريدون إظهار أنهم لا يزالون قوة على قيد الحياة، وإحدى الطرق لعمل ذلك هو عمليات نوعية كبيرة خارج حدود ما يطلق عليها الخلافة، وهذا أمر نعيه، وهو أمر نقوم بمناقشته داخليا مع المجتمعات الأمنية في الدول، وهو أمر يجب أن نفهمه جميعا".
ويلفت التقرير إلى أن
الغارات الجوية على عصب التنظيم المالي، من مثل مخازن النقود، أجبرته على تخفيض رواتب المقاتلين إلى النصف، من 400 دولار إلى 200 دولار في الشهر. مع أن المقاتلين الأجانب كانوا يتلقون قبل قرار تخفيض الرواتب ما بين 600 إلى 800 دولار.
ويذكر العقيد وارن أن عدد القتلى على المستوى القيادي قد زاد، ويقدر عدد القادة العسكريين والميدانيين الذين قتلوا بحوالي 100، حيث تطورت المعلومات الأمنية حول مكان وجود القادة، وبالتالي استهدافهم، بحسب التقرير.
ويكشف وارن عن أن
التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين"يقتل قائدا بمعدل كل يومين"، مبينا أن الغارات الجوية "زرعت الخوف والرهاب داخل التنظيم، ولهذا السبب فهي مفيدة". ويقول: "عندما قتلنا الجهادي جون (محمد إموازي)، رصدنا حالة من النشاطات داخل تنظيم الدولة، المعبرة عن الذعر، حيث قاموا باعتقال مقاتليهم، ولاحظنا زيادة في حالات الإعدام، وتعديلا لطرق التواصل".
وتعلق فيليب بأن البريطانيين قللوا من أهمية وكفاءة الغارات بعد صدور تقدير من وزارة الدفاع، الذي أظهر أن سبعة من مقاتلي تنظيم الدولة قتلوا جراء القصف الذي شنته المقاتلات التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في سوريا، حيث يركز التنظيم وجود قيادته.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول وارن، إن الطيران البريطاني لم يكن مسؤولا عن القتلى المدنيين وعددهم 16، ممن تم التأكد من وفاتهم جراء الغارات الجوية.