أكد الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية خالد أبو هلال، الأحد، أن عمليات البحث عن
الأنفاق التي يقوم بها الاحتلال
الإسرائيلي على حدود قطاع
غزة ماهي إلا "مظاهرة إعلامية".
وأضاف في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن هذه المظاهرات الإعلامية هدفها؛ ابتزاز الإدارة الأمريكية للحصول على المزيد من التمويل، وتبرير الموازنات العسكرية الضخمة المخصصة للبحث عن الأنفاق.
ونوه إلى أنه "رغم كل ذلك، لم نلمس أن هناك أي نجاح إسرائيلي على الأرض بهذا الخصوص".
وفي رده على تصريحات آفي ديختر، حول وجود إمكانية قائمة بتحويل أنفاق المقاومة الفلسطينية إلى "مقبرة"، قال أبو هلال: "ما هي إلا محاولة لتصدير الخوف والإرهاب الذي يعاني منه الاحتلال إلى الساحة الفلسطينية".
وتابع: "هي محاولة لرفع معنويات المجتمع الصهيوني والجمهور الإسرائيلي؛ خاصة بعد تحطيم نظرية الأمن الشخصي لدى المستوطنين بفعل الانتفاضة الفلسطينية".
وشدد أبو هلال، على أن المقاومة الفلسطينية "بخير، وقدرتها متنامية، وتمتلك القدرة على ردع العدو الصهيوني عن ارتكاب أي حماقة بحق قطاع غزة، وهذا هو الواقع"، مؤكدا أن "سلاح الأنفاق الاستراتيجي؛ شكل إضافة نوعية إلى معادلة الردع القائمة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، برغم كل ما يمتلكه من إمكانيات عسكرية متطورة، تجعله في موقع المتوفق من الناحية العسكرية اللوجستية".
مقبرة كبرى
وقال: "من الواضح أن معادلة الردع المتبادلة موجودة وقائمة"، لافتا إلى أن المقاومة "تجاوزت مرحلة الاحتواء أو التهديد؛ فكل متابع يرى حجم الرعب المسيطر على المجتمع الإسرائيلي خاصة المستوطنين المقيمين على حدود غزة".
وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي سابقا، وعضو "الكنيست" الإسرائيلي آفي ديختر، قد أكد أن الخطر الذي تمثله أنفاق المقاومة الفلسطينية؛ يمكن "تحويله إلى فرصة، تقصر جدا الطريق لدفن مئات وآلاف الإرهابيين".
وفي رؤيته لحل خطر أنفاق حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، قال ديختر لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "أعتقد أن من شأن العمل الحكيم لجهاز الأمن بشكل عام، والجيش الإسرائيلي بشكل خاص، أن يحوّل الأنفاق في غزة إلى مقبرة كبرى لحماس، وهذا رأيي".
وأضاف: "هذا هو الهدف الذي يجب العمل عليه وذلك بفضل المفاهيم المتعلقة بمحاربة المقاتلين من تحت الأرض"، معتبرا أنه من الممكن لهذه الرؤية "أن تقصر جدا الطريق لدفن عشرات، مئات، بل وآلاف الإرهابيين".
وتابع ديختر: "هذه رؤيا أؤمن بها جدا، وهذا تهديد يمكن تحويله إلى فرصة".
إقامة حاجز
ونشرت تصريحات ديختر الأحد، عقب كشف رئيس الأركان الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عن أن الاحتلال يستثمر ملايين الدولارات في "إقامة حاجز" بين قطاع غزة والأراضي المحتلة التي تسيطر عليها (إسرائيل)، وذلك للتصدي لخطر الأنفاق.
وتشير التقديرات، بحسب موقع "المصدر" الإسرائيلي، إلى أن "البناء (الحاجز) سيستغرق سنتين، وأنه سيتم بسرية عالية جدا"، ولوحظت خلال الأيام الماضية آليات الاحتلال تعمل على حدود قطاع غزة، فيما يعتقد أنه بحث عن أنفاق المقاومة الفلسطينية، التي يتوقع الاحتلال أنها تمكن من اجتياز الحدود.
من الجدير بالذكر أن نحو 11 من عناصر وحدة الأنفاق التابعة لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، استشهدوا خلال الشهر الماضي في حوادث انهيار أنفاق للمقاومة (منهم 7 بسبب تسرب مياه الأمطار)؛ التي كان يجري حفرها أو ترميمها، حيث أكد الاحتلال أن "حماس" تمكنت من ترميم كل أنفاقها التي تعرضت للقصف خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
يذكر أن "كتائب القسام" استخدمت الأنفاق في حروبها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي مبعث قلق دائم للجيش الإسرائيلي، حيث إن الكتائب نجحت من خلال الأنفاق في حرب 2014، في التسلل خلف خطوط العدو، وتمكنت من الاشتباك مع قوات الاحتلال وقتلت العديد منهم من نقطة "صفر".