صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: هل ستتدخل السعودية وتركيا حقا بسوريا؟

صورة التقطها طيار تركي وبجانبه مقاتلات سعودية خلال مناورات وسط تركيا- تويتر
قال البروفيسور والمحلل السياسي الإسرائيلي إيال زيسر، إنه يصعب القول إن السعودية وتركيا ستقومان بإرسال قوات عسكرية إلى سوريا وتغامران بمواجهة مباشرة أو غير مباشرة مع روسيا وإيران، دون الحصول على غطاء من "الناتو" ودون الموافقة الأمريكية.

وقال زيسر بمقاله في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن بوتين جاء إلى سوريا لـ"إنقاذ بشار الأسد والقضاء على المتمردين، أما السعوديون والأتراك فيريدون الوصول إلى هناك من أجل الهدف المعاكس تماما، وهو إنقاذ الثورة السورية من الهزيمة ومحاولة إسقاط بشار".

ولفت إلى أن السعودية بقيادة الملك سلمان "الملك الجديد والدينامي والأكثر شجاعة من أسلافه أنجزت الخطوات الأولى حينما خرجت لمحاربة تأثير إيران المتزايد في اليمن. وكانت على استعداد للمواجهة مع التدخل الإيراني في أوساط الشيعة في السعودية حتى لو كان الثمن قطع العلاقات مع طهران".

وأضاف: "أما تركيا فقد أسقطت الطائرة القتالية الروسية التي حلقت في أجوائها وبدأت بقصف القوات الكردية في شمال سوريا، التي تحاول استغلال القصف الروسي والإيراني على المتمردين، والسيطرة على مناطق حدودية في شمال الدولة من أجل إقامة الحكم الذاتي".

وعلى الرغم من ذلك، فقد قال الكاتب إن "تصميم السعودية وتركيا على التدخل رغم حذرهما السابق لا يأتي من موقع قوة، بل من موقع ضعف وضائقة وشعور بأنهما بقيتا وحدهما أمام التهديد المتزايد على أمنهما القومي".

ولفت إلى أنهما اعتمدتا في السابق على الولايات المتحدة في حال تعرضهما للتهديد، لكن في هذه الأثناء فقدتا ثقتهما بواشنطن وتوصلتا إلى استنتاج أنهما إذا لم تفعلا شيئا فلن يساعدهما أحد.

وأوضح أن تهديدات الرياض وأنقرة فاجأت الكثيرين لأن الحديث يتعلق بدولتين امتنعتا في السابق عن التدخل في الخلافات الإقليمية وعن إرسال جيوشهما من أجل القتال خارج حدودهما.. وعلى الرغم من تبنيهما لهجة كلامية تصعيدية، وخصوصا الحكومة التركية برئاسة أردوغان، فإنهما كانتا حذرتين من التورط في الحروب الإقليمية.
 
وأضاف: "لكن التهديد الكردي لتركيا والتهديد الإيراني الشيعي والروسي للسعودية وتركيا فرض عليهما القيام بشيء غير مسبوق".

ورأى زيسر أن الصراع تحول في سوريا إلى صراع إقليمي بين "إيران الشيعية وبين الدول العربية السنية إضافة إلى تركيا وتحول إلى صراع دولي، حيث تحاول روسيا كسب التأثير والسيطرة. وتحت غطاء هذا الصراع تعمل إيران على زيادة تأثيرها في العراق وفي اليمن. أما الأكراد في سوريا الذين يسيرون وراء حزب العمال الكردستاني، وهو حزب كردي سري يعمل في تركيا، فسيحاولون السيطرة على مناطق كاملة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا".