يسود التوتر منطقة
السعديات، جنوبي بيروت، لليوم الثالث على التوالي، بعد يومين من الاشتباكات المتقطعة بين "
سرايا المقاومة" التابعة لحزب الله، وبين عناصر من تيار "المستقبل".
ونقل شهود عيان أن "أصوات رصاص الرشاشات كانت مسموعة الليلة الماضية، ولمدة ليست بالقصيرة في السعديات، رغم أن الاشتباكات جاءت عقب الاستعداد لإجراء جلسة تلطيف أجواء بين الطرفين".
الاشتباكات التي تسببت بإلحاق أضرار بعدد من المنازل وبمسجد السعديات، تبرأ من المسؤولية عنها كلا الطرفين، ملقين بالتهم على بعضهم بالتسبب في ما حصل.
مراقبون اعتبروا أن أحد أسباب تواصل أزمة السعديات هو توقف الدعم السعودي عن
لبنان، وفي ذلك إشارة إلى أن "سرايا المقاومة وغيرها لا تعترف بحكومة ولا غيرها إن أرادت".
مختار السعديات، رفعت الأسعد، كان منزله أحد المنازل التي تم تفتيشها ومصادرة بندقية صيد منه، حيث قال في حديث لـ"النهار" اللبنانية: "منطقة السعديات وإقليم الخروب مفتوحان للعيش المشترك تحت جناح الجمهورية اللبنانية، ونحن تحت أمر القوى الأمنية، فنحن نحترم القوى الأمنية والجيش اللبناني، لقد فُتّشت منازلنا، وأعطيناهم ما عندنا، ولم نقم بأيّ خطأ".
وحذّر الأسعد من سعي بعض الأطراف لفرض تغيير ديمغرافي على السعديات، وتابع قائلا: "أرفض هذا الموضوع. هناك أناس من هنا يشقون الطريق أمامهم، وهم سرايا المقاومة، ويأتي بعدهم
حزب الله ليزفّت ويحدل الطريق".
وأكد الأسعد أنه وأبناء منطقته من مؤازري وليد
جنبلاط وسعد الدين الحريري.
بدوره، هاجم موقع "جنوبية" الشيعي اللبناني، المعارض لسياسات حزب الله، تقريرا قال فيه إن "حزب الله ينفذ مخططه الذي يعدّ امتدادا للمشروع الإيراني، من خلال احتلال الساحل الذي يصل بيروت بالجنوب".
كما اتهم التقرير السرايا بقيامها بتجنيد أطفال وشبان لا يتقنون الصلاة.
وبحسب "جنوبية"، فإن "حزب الله الذي ينتمي إلى مشروع توسعي استعماري هدفه إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية الساسانية، من خلال التمدد في العراق واليمن وسوريا ولبنان والبحرين، يزرع أدوات تنفذ هذه المخططات بحذافيرها، ينفذ أوامر ايران في التمدد داخل لبنان؛ عبر زرع أدواته التي يمدّها بالمال والسلاح والحماية.
ولم يخف "جنوبية" تمكن حزب الله من استقطاب عدد من شباب السنّة نحوه، قائلا إنه ومنذ بداية الأحداث الأخيرة قبل ثلاث سنوات، انضم إلى الحزب نحو 4000 مقاتل.