كشفت هدى، ابنة الرئيس
المصري الراحل
جمال عبد الناصر، جانبا من أسرار علاقة والدها بالكاتب الصحفي محمد حسنين
هيكل، الذي غيبه الموت الأربعاء، مؤكدة أنه كان "نافذة والدها على أحوال العالم"، وفق تعبيرها.
وأضافت في تصريحات نقلتها صحيفة "المصرى اليوم" الخميس، أن "هيكل" كان بمثابة المستشار الصحفي لوالدها، مؤكدة أن كلا من ناصر وهيكل استفادا بشكل متبادل.
وأردفت أن هيكل كان بالنسبة لوالدها مصدر معلومات كبيرا، ونافذة للعالم، من خلال لقائه بعدد كبير من الصحفيين الدوليين، كما أنه استفاد من خبراته وقدرته على التحليل، إذ لم يكن لهيكل أدنى قيود في الداخل والخارج، وفق قولها.
وقالت: "هيكل هو صاحب اقتراح دفن عبد الناصر بجوار مسجده في كوبري القبة، وهو من كتب على الضريح عبارة: رجل عاش لأمته، واستشهد في سبيلها".
وأضافت: "كان هيكل يتردد على منزل عبد الناصر في منشية البكري عشية كتابة الخطابات، ودائما ما ساعد ناصر في الكثير منها، فيما كان يخرج والدها كثيرا عن النص ليرتجل مخاطبا الشعب بعيدا عن الرسميات".
وأردفت: "كان هيكل مفسرا لخطابات والدي، ولكل ما يعتنقه من أفكار وآراء، ولم يحدث بينهما أي خلاف في وجهات النظر، وكان سندا للأسرة بعد وفاة الوالد، وكانت دائما تسعى لاستشارته في الكثير من القضايا، خاصة في ظل حملات التشويه التى تعرض لها عبد الناصر على مدار 45 سنة بعد وفاته"، على حد قولها.
وقالت: "فرح هيكل كثيرا عندما أهديته منذ فترة وثائق أمريكية لم تكن لديه، خاصة بعد حرق منزله في برقاش الذى ضم الكثير من الوثائق التي كان يمتلكها".
وتابعت: "اللغة العربية الرصينة، وحرصه على حفظ الكثير من الشعر مكّناه من مخاطبة الوجدان العربي، والتأثير على القارئ. وتعامل مع عبد الناصر بسياسة الند بالند، فلم يهمه أن يقول رأيه، لذلك كان عبد الناصر ينصت له".
وبالنسبة لرفض هيكل قبول منصب وزير الإرشاد، أوضحت أنه كتب لناصر في 26 نيسان/ إبريل عام 1970 أن الوزارة تتعارض مع مهنة الصحافة، مؤكدا أن مهنة الصحافة هي "حياته ذاتها".
واستطردت: "أبلغ هيكل والدي بأول معلومات عن زوجي الدكتور حاتم صادق، إذ إنه كان زميلي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان متحمسا لزواجنا، ومن هنا توطدت العلاقة بيني وبينه، وأسرتي كانت تستطيع أن تتعرف عليه بمجرد دخوله المنزل لكونه الوحيد من الزوار الذي يدخن السيجار".
واختتمت تصريحاتها بالقول: "تعلمت على يديه الاهتمام بالفن التشكيلي المصري، وسافرت برفقته مع والدي وعلي صبري إلى روسيا في أثناء عقد مباحثات بين الجانبين المصري والسوفييتي، فضلا عن إجراء والدي بعض الفحوصات".
نجل عبدالناصر: هيكل كان أحد أفراد عائلتنا
من جهته، قال عبد الحكيم، نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إن العلاقة التى ربطت والده بمحمد حسينن هيكل، كانت أكبر من كونها علاقة تربط بين رئيس جمهورية ورئيس تحرير جريدة أو وزير.
وأضاف في مداخلة هاتفية لقناة "سي بي سي إكسترا"، الأربعاء، أن عائلة عبد الناصر كانت تعتبر هيكل فردا منها.
وأوضح أن بداية العلاقة بين عبد الناصر وهيكل، بدأت بلقاء عابر في أثناء حرب 1948، استمرت بعدها اللقاءات، خاصة يوم ثورة 1952، إذ إنه حضر مع الوالد في مجلس قيادة الثورة.
وتابع :"اختاره عبد الناصر وزيرا للإرشاد القومي عام 1970، كما أنه طلب من هيكل تحرير كتبه، وبعد وفاة الوالد استقال من منصبه، وعادة لرئاسة الأهرام"، بحسب قوله.