قال الممثل الأمريكي جورج كلوني، الجمعة، إن أزمة
اللاجئين أكبر من موجات النزوح الجماعية من سوريا والعراق التي سلطت عليها عناوين الأخبار، وإنه يعتقد أن الأمريكيين "سيفعلون الشيء الصحيح" برفض دونالد
ترامب ودعوات حظر دخول
المسلمين للولايات المتحدة.
وتحدث كلوني لرويترز في اليوم الذي التقى فيه هو وزوجته، المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان أمل علم الدين بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في اجتماع مغلق في مقر المستشارية لمناقشة قضية اللاجئين.
وكلوني وزوجته في زيارة للعاصمة الألمانية لحضور العرض الدولي الأول لفيلم "هيل سيزر"، الذي يؤدي فيه كلوني دور البطولة الذي افتتح
مهرجان برلين السينمائي السنوي الخميس.
وقال كلوني لرويترز: "بالنسبة لي.. أزمة اللاجئين لا تقتصر على اللاجئين السوريين فقط... تعلمون أنه لا يزال هناك نازحون ولاجئون في جنوب السودان وفي دارفور.. هناك الملايين ولا يزالون يموتون". وأضاف: "في الحقيقة الأزمة موجودة في أنحاء العالم - يوجد 60 مليون نازح حاليا في العالم - إنه شيء فظيع".
وأكد كلوني أنه لا يخشى التحدث علنا في القضايا الخلافية. وحاصرت الأسئلة كلوني في مؤتمر صحفي الخميس لحثه على استخدام شهرته في فعل المزيد للمساعدة في إنهاء أزمة اللاجئين. وقال: "يمكنني أن أتحدث عن دارفور أو عن أي شأن آخر دون قلق من التداعيات السياسية".
وعند سؤاله عن المرشح الرئاسي الأمريكي المحتمل دونالد ترامب الذي دعا إلى حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وبناء جدار حدودي لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك، قال كلوني، إنه يعتقد أن الأمريكيين سيفعلون الشيء الصحيح في نهاية الأمر.
وقال: "يكون عليّ دائما أن أحذر الناس عند مشاهدتهم مجريات السياسة الأمريكية.. من أننا ننزع للجنون قليلا خلال الموسم السياسي، وهو موسم طويل جدا".
وأضاف: "أعتقد أن وينستون تشرشل هو من قال: يمكنك دائما الاعتماد على الأمريكيين لفعل الشيء الصحيح، بعد أن يستنفدوا كل الاحتمالات الأخرى. لذلك تعلمون أن كل شيء سيسير على ما يرام.. لكن ذلك سيستغرق منا وقتا قصيرا".
وقال جوش برولين، الممثل الذي شارك كلوني في فيلم "هيل سيزر"، إنه لا يعتقد أن أفكار ترامب واقعية، برغم أنها قد تروق للبعض ممن يريدون حلولا سريعة.
لاجئون في مهرجان برلين
وكان قد افتتح الخميس مهرجان برلين السينمائي، ويأمل في اجتذاب اللاجئين وعشاق السينما على حد سواء هذا العام.
ويبذل المهرجان الذي بدأ عام 1951 عندما كانت ألمانيا وأوروبا تتعافيان من الحرب العالمية الثانية التي شردت ملايين الأشخاص، جهودا إضافية للترحيب بأحدث موجة من اللاجئين الذين هربوا من الحرب في سوريا والعراق ومناطق أخرى.
وقال المهرجان في بيان، إنه سيتاح للاجئين التجول في كواليس المهرجان بعضهم بصحبة عاملين في منظمات غير حكومية، يساعدونهم على التكيف مع الحياة في ألمانيا. كما ستكون هناك شاحنة طعام يعمل فيها لاجئون تقدم طعام البحر المتوسط بمساعدة أحد الطهاة المشهورين.
وقال ديتر كوسليك، مدير المهرجان، لرويترز في مقابلة، إن برنامج المهرجان هذا العام سيركز في جانب منه على تسليط الضوء على الأسباب التي تحول الناس إلى لاجئين، لكن المهرجان لن يغفل هدفه الرئيسي وهو تقديم أفضل الأعمال السينمائية في العالم.
وقال كوسليك: "عندما تفقد وطنك الأم، فإنك لا تفقده لأنك تريد أن تترك منزلك وحديقتك وورودك وأسرتك.. أنت تريد أن تكون سعيدا وترحل عندما لا تكون سعيدا".
واستقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ على مدى العام المنصرم، وهو أعلى رقم يصل أي بلد أوروبي.
ومن بين الأفلام التي ستنافس في المسابقة الرسمية، يتناول الفيلم الوثائقي "فوكواماري/فاير أت سي"، للمخرج جيانفرانكو روسي، قصة لاجئين تكدسوا في جزيرة لامبيدوسا بجنوب إيطاليا.
أما في برنامج بانوراما، وهو أحد البرامج الفرعية للمهرجان، فسيعرض فيلم "لا رو دي اسطنبول/ذا رود تو اسطنبول" وهو فيلم روائي درامي عن أم تحاول أن تنقذ ابنتها من متشددي تنظيم الدولة في سوريا.