قال موقع "عصر
إيران" المقرب من التيار الإصلاحي الإيراني إن
الانتخابات الإيرانية والمرحلة السياسية المقبلة في البلاد سوف يحدثان نقلة نوعية وتاريخية في تكوين صورة إيران الحديثة لتصبح (إيران) أمام مفترق طرق وخيارين اثنين لا ثالث لهما إما العقلانية أو التطرف.
وتابع "
عصر إيران" محذرا من السقوط في وحل التطرف في المرحلة المقبلة قائلا: "إيران اليوم من المنظور الكلي والشامل للتأريخ، وصلت إلى مرحلة (اختيار المسار) من جديد عن طريق الشعب الإيراني وأن أي خيار في الانتخابات المقبلة، على الأقل في المدى المتوسط، سوف يؤثر على الجيل الحالي والجيل الإيراني المقبل، وعلينا أن نحدد أي مسار نختاره لأجيالنا المقبلة".
وأضاف الموقع ذاته، في تقريره نشره الأربعاء: "هناك صراع جديد نشاهده اليوم في المجتمع الإيراني وهو الصراع بين التطرف والعقلانية، ولدى الشعب الإيراني قابلية كبيرة للتعاطي مع هذين المعطيين والاندماج داخل مشروع التطرف أوالعقلانية، ويستطيع الشعب الإيراني أن يتحول في المرحلة المقبلة إلى شعب متطرف يقضي على العقلانية ويدفع ثمن هذه المرحلة بكل تأكيد في حال وافق على هذا الخيار ويحرق نفسه ويحرق مستقبل إيران ويتحول إلى الرماد تحت النار، وأيضا لدى الشعب الإيراني الإمكانية في مواجهة التطرف والتشدد وأن يصل إلى المكانة التي تليق بتاريخه وثقافته وحضارته".
وأوضح الموقع الإيراني بأن "هناك مشكلة حقيقية أيضا موجودة في صراع التيارات السياسية في إيران وهي وجود تيارات متطرفة ومتعددة، ولا يدرك هؤلاء حساسية المرحلة ومقتضياتها لصالح مستقبل البلاد، خصوصا التيار الأصولي المتشدد، فهو السبب في أضرار كثيرة داخل إيران، كما أنه سيسبب كثيرا من الضرر في المستقبل تحت حجة الدفاع عن نفسه وعن مشروعه المتطرف".
وتابع الموقع قائلا: "يوجد بين التيار المحافظ والتيار الإصلاحي في إيران عقلانيون، وعلى هذين الطيفين الجلوس فيما بينهما، ويستطيع هؤلاء العمل بشكل جماعي في ظل الخلافات السياسية الموجودة بينهم، وعليهم تجاوز التفاصيل للعمل المشترك من أجل مصلحة إيران ومستقبلها"، على حد تعبيره.
وتساءل "عصر إيران" حول الانتخابات الإيرانية المقبلة وقال: "الانتخابات الإيرانية المقبلة تستطيع أن تحدد مصير البلاد في المدى المتوسط، ولكن هل تنقل البلاد إلى العقلانية أم إلى التطرف؟".
وأجاب عن هذا التساؤل، الذي اعتبره أهم تساؤل يتداول في إيران، قائلا: "على الرغم من الأحداث المؤسفة المتعلقة برفض غالبية ترشيحات الإصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور الإيراني، إلا أن الواقع يحتم علينا أن ندخل الانتخابات رغم ضعف الخيارات الموجودة، من أجل ما تم استثماره خلال العامين الماضيين، حتى نستطيع إيجاد سكة وإن كانت غير مكتملة لقطار العقلانية، لأن البديل عن العقلانية سوف يكون خطير جدا وسيذهب بالجميع إلى الهاوية".
وطالب الشارع الإيراني بألا يترك ساحة الانتخابات للمتطرفين وقال: "نحن نمر بمرحلة سياسية صعبة تشبه مرحلة رفض ترشيح رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية السابقة، وعندما رفض ترشيح رفسنجاني سادت أجواء اليأس والإحباط في عموم إيران، ولكن انتخاب روحاني غير المعادلة تماما لصالح الإصلاحات والعقلانية في البلاد، ولو لم يشارك الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية لصالح روحاني، لما شاهدنا هذه العلاقات التجارية والانفتاح الاقتصادي والسياسي من دول العالم على إيران، واليوم نقرأ أخبار فرض عقوبات اقتصادية جديدة على البلاد وأيضا نسمع أخبار الهجوم العسكري على إيران بدل أخبار رفع العقوبات الاقتصادية وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية التي نسمعها يوميا".
وشدد على أن الإيرانيين "في حاجة ماسة إلى العقلانية للخروج بالبلاد من هذه المرحلة المخيفة، ولو يئس الشعب الإيراني بسبب رفض ترشيحات الإصلاحيين، ولم يشارك في الانتخابات وقاطعها لصالح المحافظين، فإنه يقدم مستقبلنا ومستقبل أطفالنا لأيدي المتطرفين لعشرات السنين المقبلة، وسوف يكون مستقبلنا ومستقبل أجيالنا مظلم جدا".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن التيار الإصلاحي الإيراني يحذر من مقاطعة الانتخابات، حيث طرح مشروعا تحت عنوان (الانتخاب الإستراتيجي)، وهذه النظرية كما يسميها أصحابها هي الخيار بين السيئ والأسوأ، وعلى الناخب الإيراني أن يختار المرشحين الأقل تطرفا من بين المحافظين حتى لا يكون
البرلمان المقبل ثوريا ومتطرفا تماما، على حد تعبيرهم.
وتمر إيران داخليا بأزمة انتخابات حقيقية حيث تم إقصاء غالبية التيار الإصلاحي من المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم 26 شباط/فبراير الجاري، وأفرغت الساحة من الخصوم ليشكل
المحافظون والمتشددون من رجالات الحرس والحوزة الغالبية الساحة في البرلمان الإيراني المقبل.