أكدت مصادر ميدانية مقتل قرابة 25 شابا من أبناء مدينة
دمشق، وتم تسليمهم لعائلاتهم جثثا هامدة خلال الشهر الأخير، حيث كانوا يقاتلون ضمن قوات النظام السوري في جبهات متفرقة، بعد حملات اعتقال شنتها قوات النظام في أحياء العاصمة، شملت كل من هو قادر على حمل السلاح، واقتياده للتجنيد.
وقال ناصر الدمشقي، وهو الاسم الحركي لطالب جامعي من أبناء دمشق، إن حواجز الأمن العسكري المتنقلة التي تقطع أوصال المدينة، في كل من نهر عيشة، والزاهرة الجديدة والقديمة، وباب مصلى وباب سريجة، وأحياء الصالحية والشعلان، والمزة، وكفرسوسة، والبرامكة، وشارع الثورة، اعتقلت خلال الشهر الفائت مئات الطلاب الجامعيين المؤجلين للخدمة العسكرية بشكل رسمي، فضلا عن الموظفين وأصحاب الحرف، وحتى المعفيين من الخدمة.
وأردف الدمشقي، في حديث لـ"عربي21"، بالقول: "باتت نعوات الشباب الدمشقي تتوالى تباعا، موزعة على الأحياء، بعد فترة وجيزة من الاعتقال التعسفي، خاصة للطلاب الجامعيين البعيدين كل البعد عن الأعمال العسكرية".
وأضاف: "شهدت الفترة الأخيرة فقدان بعض الشبان، دون أي معلومات عنهم، إن كانوا على جبهات القتال، أم أنهم قتلوا، أو أنه تم أسرهم من قبل جهة ما".
وفي معضمية الشام بغوطة دمشق الغربية، ذكر مصدر عسكري، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ"عربي21"، أن الثوار في المدينة نجحوا في أسر عنصرين اثنين من قوات النظام السوري، خلال المعركة التي أطلقها النظام للفصل بين مدينتي
المعضمية وداريا قبل أيام.
وأكد المصدر أن العنصرين الأسيرين هما من أبناء دمشق وريفها، فأحدهما ينحدر من حي جوبر الدمشقي، والآخر من مدينة يبرود.
وأشار القائد العسكري إلى أن النظام السوري يفاوض الثوار عبر لجنة المفاوضات على تسليمه الجنديين الأسيرين لديها، لكن أحد الأسيرين رفض العودة إلى النظام السوري، مبررا ذلك بأنه قد جند قسريا قبل فترة وجيزة، وتم وضعه بشكل تعسفي على الخطوط الأمامية للمعارك التي اندلعت في المنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية. وأفاد القيادي العسكري في الجيش الحر بأن العنصر يريد البقاء مع المعارضة المسلحة في المدينة، في حين يرغب العنصر الأسير الآخر في العودة إلى مواقع النظام السورية العسكرية.
وفيما يتعلق بالمفاوضات حول صفقة لتبادل الأسرى، تحدث المصدر عن وجود بعض الأمور التي تعرقل عملية التبادل بين الجانبين.