شن عدد من أعضاء البرلمان
المصري والإعلاميين المصريين، حملة شعواء على الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، على خلفية التصريحات التي أكد فيها مؤخرا أن موقفه واضح، وهو أنه لن يلتقي رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، حتى يتم إلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق الرئيس محمد مرسي ورفاقه، مستدركا: "لم أكن قط ضد استمرار العلاقات مع الشعب المصري الشقيق، ويستطيع المسؤولون المصريون لقاء وزرائنا، ولكن أن يلتقيه رئيس وزرائنا فإني لا أراه أمرا صحيحا".
واتكأ المهاجمون المصريون لتصريحات أردوغان على ترديد اتهامات مكررة في الإعلام المصري لأردوغان بدعم الإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية، والتآمر على مصر، والتدخل في شؤونها الداخلية، ومحاولة إحداث وقيعة بين قائدها وشعبها، على حد وصفهم.
هجوم من باب برلمان السيسي
ولأول مرة، دخل أعضاء في مجلس النواب المصري على خط الأزمة بين البلدين، متهمين الرئيس التركي بعداوة الشعب المصري، ومدافعين بشدة عن مواقف السيسي.
وقال عضو حزب المصريين الأحرار، النائب عاطف مخاليف، إن العقبة في النظام التركي الذي يدعم الإرهاب والإرهابيين.
واتهم النائب محمود الصعيدي، أردوغان، بأنه يسعى لإحداث فرقة بين السيسي والشعب المصري.
وقال النائب جمال عقبى إن أردوغان عدو للشعب المصري، ويساند الجماعات الإرهابية ضد مصر، وهذا أمر مرفوض لدى الدولة، مضيفا أن الرئيس التركي يعد أكبر خطر يهدد المصريين بشكل عام، حيث يستقبل جميع الهاربين من قيادات الإخوان والتنظيمات الإرهابية داخل أراضيه ويدعم خطط تفتيت الدولة المصرية والشرق الأوسط بشكل عام، على حد زعمه.
أدوات السيسي الإعلامية تتحرك
وعلق الإعلامي عمرو أديب في برنامجه التليفزيوني: "القاهرة اليوم"، على شاشة شبكة "أوربت"، مساء الاثنين، على تصريحات أردوغان، مخاطبا إياه بالقول: "في ستين داهية أنت وموقفك.. طب ما تيجي تحكم مصر أحسن.. وقاحة وبجاحة أن أحدا يكلم الشعب المصري كده".
ومن جهته، قالت صحيفة "اليوم السابع": تعبيرا عن السخط الشعبي، والاستياء من المواقف التركية المسيئة، يعيد موقع الصحيفة الإلكتروني نشر أغنية "أردوغان البغبغان"، وهي أغنية خرجت إلى النور عقب الانقلاب العسكري في عام 2013 للنيل من أردوغان، ومواقفه ضد الانقلاب.
ورأت صحيفة "الدستور" أن التصريحات تمثل "نهاية العلاقة بين أنقرة والقاهرة"، قائلة: "أردوغان" يشترط الإفراج عن مرسي ورفاقه من أجل لقاء "السيسي".. وخبراء: "الرئيس التركي يحتقر العرب ويعلن وفاة الوساطة السعودية".
واتهمت الصحيفة الرئيس التركي بأنه مستمر في سياسته العدائية إزاء النظام المصري، بمساندة ودعم جماعة الإخوان، ما أثر على طبيعة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، التي يسودها توتر ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
وأضافت أنه برغم محاولات أطراف عدة تقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات بين البلدين، قبيل استضافة
تركيا مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في نيسان/ أبريل المقبل، جاءت تصريحات "أردوغان" لتطيح بهذه المحاولات.
حزبيون موالون للسيسي يهاجمون
وانتشر حزبيون ورؤساء أحزاب "كرتونية" داعمة للسيسي في وسائل الإعلام المختلفة منددين بأردوغان.
فزعم حزب "حماة الوطن"، برئاسة الفريق جلال الهريدي، أن المصريين لن يسمحوا بمحاولات أردوغان لإعادة جماعة الإخوان للمشهد السياسي من جديد من خلال دعوات المصالحة، أو بإطلاق تصريحات تشيد بالشعب المصري.
ووصف الرئيس التركي بأنه أكبر خطر يهدد المصريين بشكل عام، مشيرا إلى أنه يستقبل جميع الهاربين من قيادات الإخوان والتنظيمات الإرهابية داخل أراضيه، ويدعم خطط تفتيت الدولة المصرية والشرق الأوسط بشكل عام، وفق قوله.
واعتبر رئيس الحزب الإشتراكي، أحمد بهاء الدين شعبان، أن أردوغان يحاول التقرب للشعب المصري على حساب القيادة المصرية، مطالبا باتخاذ إجراءات حازمة في مواجهة تجاوزات تركيا التى فاقت كل حد، للحفاظ على الكرامة المصرية، على حد وصفه.
وقال المتحدث باسم إئتلاف "25-30"، أحمد دراج، إن تصريح الرئيس التركي ما هو إلا تدخل سافر في شؤون مصر الداخلية، مستدركا: "لكن لا يمكن إنكار أن حديثه عن كون الشعب التركي شقيق للشعب المصري، كلام طيب في مضمونه، ولكنه متناقض في مجمله"، وفق رأيه.
ومن جهته، قال نائب رئيس حزب المحافظين محسن فوزي: "لا بد من تحقيق شروط عدة لتحقيق المصالحة مع أنقرة، وأبرزها أن تساند تركيا الدولة المصرية في محاربة الإرهاب وعدم تصدير المتطرفين"، على حد قوله.
سبب الغضب المصري
وكانت أنباء ترددت حول وجود وساطة سعودية لتوفيق وجهات النظر بين القاهرة وأنقرة.
وقال مراقبون إن الغضب المصري الأخير سببه أن تصريحات أردوغان جعلت مستقبل تسليم قيادة مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي إلى السيسي في مأزق، وأن تمثيل مصر في المؤتمر سيكون بالتالي على مستوى الوزراء، مستبعدين أن يذهب السيسي إلى أنقرة.
وأضافوا أن تصريحات أردوغان، وحملة إعلام السيسي وبرلمانه وسياسييه عليها، تقضى على أي آمال في الوساطة بين البلدين، وإصلاح العلاقات المتوترة بينهما.