قال مسؤول
إسرائيلي بارز، الاثنين، إن إسرائيل قد لا تتمكن من إبرام اتفاق جديد بشأن
المساعدات العسكرية مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقد تنتظر خلَفه لضمان شروط أفضل في انتقاد مبطن يشير إلى عقبات في المفاوضات.
لكن مسؤولا أمريكيا بارزا حث إسرائيل على القبول بحزمة قيمتها مليارات الدولارات، ستحصل عليها على مدار عشر سنوات تعرضها إدارة أوباما، وقال إنه أيا كان حاكم البيت الأبيض فلن يظهر على الأرجح التزاما أكبر تجاه أمن إسرائيل.
وعكست الخلافات بين الجانبين -التي طفت على السطح بعد جولة مفاوضات تتعلق بمذكرة تفاهم دفاعية جديدة الأسبوع الماضي- التوتر المستمر بسبب الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية بمشاركة الولايات المتحدة مع إيران التي تناصب إسرائيل العداء.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين، أنه أبلغ مجلس وزرائه المصغر بأنه إذا لم تتم تلبية احتياجات إسرائيل الأمنية بشكل كاف، فقد يحجم عن توقيع اتفاق المساعدات، وينتظر الرئيس الأمريكي التالي الذي سيتسلم المنصب في كانون الثاني/ يناير 2017.
وربما يأمل نتنياهو الذي يملك تاريخا من العلاقات المتوترة بأوباما في معاملة أكثر ودا من الإدارة التالية، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية. لكن تعليقاته قد لا تعدو حيلة تفاوضية للحصول على تنازلات.
وفي نقد واضح لإدارة أوباما، قال الوزير في الحكومة الإسرائيلية زئيف إلكين، المقرب من نتنياهو في حزب الليكود اليميني الحاكم، إن إسرائيل لا تزال تنتظر عرضا واقعيا من الولايات المتحدة.
وبموجب الاتفاق الحالي الذي ينتهي في 2018، تحصل إسرائيل من الأمريكيين على نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا. ويقول مسؤولون إن نتنياهو بدأ المفاوضات بطلب زيادة المبلغ إلى خمسة مليارات سنويا، وهو مبلغ لا يرجح أن تقبل به واشنطن.
وقال مسؤول إسرائيلي، الاثنين، إن نتنياهو يأمل في الحصول على أربعة مليارات دولار، وسيسعى للحصول بشكل منفصل على مئات الملايين لمشروعات عسكرية كمنظومة الدفاع الصاروخي. لكن مصدرا بالكونجرس الأمريكي قال إن المناقشات بخصوص مذكرة التفاهم ركزت على عرض أمريكي بقيمة 3.7 مليار دولار.
لعبة الانتظار
وقال إلكين لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "عندما تم إقرار الاتفاق مع إيران، تعهد الرئيس الأمريكي بأنه سيفعل كل ما بوسعه لتزويد الأمن الإسرائيلي (بالقدرة) الملائمة."
وعلى الرغم من ذلك، ربما سيضطر نتنياهو لانتظار وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض قبل أن يوقع مذكرة التفاهم الدفاعية الجديدة.
وشدّد إلكين على أن إسرائيل تريد مذكرة تفاهم "تعكس تقييما واقعيا فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية، على ضوء التغيرات الكبيرة التي تعد بها السياسة الأمريكية الشرق الأوسط. ففي النهاية لا ينفصل أي من هذه الأشياء عن الآخر."
وكان إلكين يشير في تصريحاته إلى الاتفاق الدولي الذي عارضته إسرائيل بشدة، والذي كبح قدرة إيران النووية، في مقابل رفع العقوبات عنها، والتدفق المحتمل للأموال من طهران على حلفائها العسكريين في المنطقة، فضلا عن صفقات الأسلحة التي تبرمها الولايات المتحدة مع الدول العربية التي تتطلع للجم نفوذ إيران في المنطقة.
وتسعى إدارة أوباما للتوصل إلى اتفاق جديد قبل نهاية عهده؛ لتكون جزءا من الإرث الذي سيتركه.
ويقول مسؤولون من الطرفين إن التوصل لاتفاق على مذكرة التفاهم غير مرجح قبل زيارة متوقعة لنتنياهو إلى واشنطن في آذار/ مارس، لكنهم لم يستبعدوها تماما.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز -قبيل الجولة الثالثة من المحادثات- إن أي مذكرة تفاهم دفاعية جديدة بين البلدين يجب ألا تعدّ "تعويضا" لإسرائيل عن الاتفاق مع إيران.
وشدد المسؤول الأمريكي البارز الاثنين على أن الإدارة واثقة من التوصل إلى مذكرة تفاهم جديدة، تلبي حاجات إسرائيل، وتشكل رغم "أجواء الموازنة الحافلة بالصعوبات... أكبر تعهد بمساعدة عسكرية لدولة واحدة في التاريخ الأمريكي."
ومضى المسؤول قائلا: "بالتأكيد يعود لإسرائيل (خيار) انتظار الإدارة المقبلة؛ لإبرام مذكرة التفاهم الجديدة إذا لم ترض بمثل هذا التعهد."
وأضاف: "لكننا نحذر بأنه من غير المرجح أن تتحسن أجواء الموازنة الأمريكية خلال العام أو العامين المقبلين، كما أن إسرائيل لن تجد رئيسا أكثر التزاما بأمنها من الرئيس أوباما."