قال وزير الخارجية الأمريكي
جون كيري، الثلاثاء، إن
التحالف الدولي يدفع مقاتلي
تنظيم الدولة للتقهقر في معاقلهم في سوريا والعراق، لكن التنظيم يهدد
ليبيا، وقد يسيطر على ثرواتها النفطية.
ويجتمع مسؤولون من 23 دولة في روما لبحث محاربة تنظيم الدولة الذي أعلن دولة خلافة في مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق، ويتوغل في دول أخرى خاصة ليبيا، معربين عن عزمهم على دحر التنظيم وقلقهم من تنامي نفوذه بليبيا.
وهاجم مقاتلو التنظيم البنية الأساسية النفطية في ليبيا، وأصبح له موطئ قدم في مدينة سرت مستغلا الفراغ في السلطة في الدولة التي تتنافس فيها حكومتان.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في المؤتمر: "في ليبيا نحن على وشك تشكيل حكومة وحدة وطنية... ذلك البلد لديه موارد، وآخر شيء في العالم تريدونه هو خلافة وهمية يمكنها الاستفادة من عائدات نفطية بمليارات الدولارات".
وبموجب خطة تدعمها الأمم المتحدة للتحول السياسي، من المتوقع أن تشكل الحكومتان المتنافستان حكومة وحدة، لكن الاقتتال الداخلي مازال يعطل تشكيلها بعد شهر من الاتفاق على ذلك في المغرب.
وتدرس دول غربية كذلك توجيه ضربات للمتشددين في ليبيا، وهي بوابة لعشرات الألوف من المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، لكنها تريد موافقة حكومة الوحدة التي يعتزم تشكيلها قبل أن تبدأ العمل.
وقال كيري: "لم نصل بعد إلى النصر الذي نريد تحقيقه والذي سنحققه سواء في سوريا أو العراق، وشهدنا داعش يلعب لعبة الانتشار في دول أخرى خاصة ليبيا".
وأضاف أن على التحالف أن "يمضي قدما في إستراتيجيته التي نعلم بأنها ستنجح، والقيام بذلك بعزم لمنع داعش من تنظيم صفوفه أو الفرار أو الاختباء".
ودخل وزير الخارجية الاميركى جون كيرى فى جدل دينى إسلامى على نحو غير معتاد عندما وصف اتباع تنظيم داعش بأنهم "مرتدون". ورغم أن الولايات المتحدة تمنح مواطنيها حرية دينية، ولا تعتبر الردة جريمة، الا أن كيرى اختار استخدام هذا الوصف لدحض مزاعم الجهاديين بأنهم يطبقون الشريعة الاسلامية.
وقال كيرى "داعش هم فى الحقيقة ليسوا سوى مجرد خليط من القتلة والخاطفين والمجرمين والبلطجية والمغامرين والمهربين واللصوص". وأضاف "كما انهم فوق كل ذلك مرتدون، واشخاص خطفوا دينا عظيما، ويكذبون بشأن معناه الحقيقى ويكذبون بشأن هدفه ويخدعون الناس من اجل القتال لخدمة اغراضهم الخاصة".
من جهته، قال نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني: "نعلم أن أمامنا تنظيما يتمتع بصلابة شديدة وقادر على وضع خطة إستراتيجية، وعلينا بالتالي ألا نقلل من خطورته".
وتطرق الوزير الإيطالي، أيضا، إلى الخطر الذي يشكله التنظيم في ليبيا التي لا تبعد سوى 350 كلم عن الشواطئ الإيطالية، مشددا على ضرورة الاعتماد على حكومة الوفاق الوطني لمواجهة الوضع في هذا البلد.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن التدخل العسكري المتسرع في ليبيا غير وارد.
التقدم في سوريا والعراق
أشار كيري إلى أن التحالف المناهض لتنظيم الدولة حقق تقدما ملموسا منذ اجتماعه الأخير في حزيران/ يونيو عام 2015. وأضاف: "في آخر اجتماع وزاري لنا، كانت الرمادي قد سقطت للتو، وكانت تنتشر روايات قاتمة وخطيرة".
وقال إن القوات العراقية استعادت المدينة منذ ذلك الحين، وخسر التنظيم نحو 40 بالمائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، و20 بالمائة في سوريا.
ويعقد الاجتماع الذي يستمر يوما واحدا في روما، بينما بدأت في جنيف محادثات لمحاولة إنهاء
الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا منذ خمس سنوات، وأودت بحياة ما لا يقل عن 250 ألف شخص، وشردت عشرة ملايين، واستقطبت الولايات المتحدة وروسيا.
وتقول واشنطن منذ فترة طويلة إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، لكنها أوضحت أن أولويتها الأولى هي محاولة احتواء تنظيم الدولة.
وقال مسؤولون إن اجتماع الثلاثاء سيتناول سبل تحقيق الاستقرار في مناطق مثل مدينة تكريت العراقية التي انتزعت من تنظيم الدولة، وأيضا الجهود الأكبر لوقف التمويل، وتدفق المقاتلين الأجانب على التنظيم المتشدد، والتصدي لفكره.
وكان هذا التحالف تشكل قبل عام، ويضم 66 دولة، في حين تعتبر الدول الـ23 المجتمعة في روما المجموعة المصغرة له.
وعقد آخر اجتماع لدول التحالف في حزيران/ يونيو الماضي، حيث أشاد بالنكسات التي أصيب بها التنظيم على الأرض.
وفي ختام الاجتماع، أصدر المشاركون بيانا ختاميا جاء فيه: "سنكثف ونسرع حملتنا ضد داعش (...) ونكرر التزامنا بدحر هذا التنظيم الوحشي بشكل كامل".
وأضاف البيان أن تنظيم الدولة فقد في العراق نحو "40%" من الأراضي التي كان يسيطر عليها، كما تحققت في سوريا "نتائج ملموسة" بفضل الضربات الجوية بشكل خاص.
وشدد البيان الختامي أيضا على أن التحالف سيواصل متابعة تطورات الوضع في ليبيا عن كثب، وهو يبقى "مستعدا لدعم" حكومة الوفاق الوطني.
واستبعد وزراء خارجية 23 دولة أو من يمثلهم في ختام اجتماعهم في روما القيام بأي تدخل عسكري في ليبيا، حيث لا تزال الجهود منصبة لتشكيل حكومة وفاق وطني.