اتفقت
إسرائيل وقبرص واليونان على تعميق علاقاتها في قطاعات الطاقة والأمن والسياحة في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو اتفاق قد تكون له آثاره على علاقة إسرائيل المتوترة مع الاتحاد الأوروبي أيضا.
وركز الاتفاق على الطاقة واستغلال مكامن الغاز الطبيعي قبالة إسرائيل وقبرص. ووقع على الاتفاق الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، ورئيس الوزراء
اليوناني أليكسيس تسيبراس، والرئيس
القبرصي نيكوس أناستاسيادس.
ومن غير المرجح أن يبدأ حقلا لوثيان وأفروديت التصدير قبل عام 2019 أو عام 2020، لكن الطموح هو أن يجري تصدير الغاز عبر خط أنابيب ربما يمر عبر تركيا، أو في شكل سائل يجري شحنه بالسفن إلى أوروبا، وهو ما يربط شرق البحر المتوسط بالشبكة الأوروبية، ويوفر بديلا لروسيا التي تربطها علاقات أسوأ بالاتحاد الأوروبي جراء الأزمة الأوكرانية.
وفي ظل التوقعات باستمرار انخفاض أسعار الطاقة لبعض الوقت، يشكك محللون فيما إذا كان غاز شرق البحر المتوسط سيكون المنجم الذي يأمل المستثمرون في الحصول عليه، ولكن هذا لم يمنع الزعماء من التوقيع على الإعلان المشترك.
وقال نتنياهو: "نعيش في بيئة مضطربة"، مؤكدا أن التعاون في مختلف السياسات من السياحة إلى إدارة المياه يجعل الدول الثلاث أقوى. وتابع قوله: "أمامنا فرصة لم يسبق لها مثيل لدفع أهدافنا المشتركة قدما، لقد حظينا بنعمة الغاز الطبيعي".
ولإسرائيل وقبرص واليونان، العضوان في الاتحاد الأوروبي، أسباب قوية تجاريا وعسكريا وسياسيا من أجل تعزيز التعاون.
وبالإضافة إلى جذب مزيد من الزوار والاستثمارات، تأمل قبرص واليونان في الاستفادة من نجاحات إسرائيل التكنولوجية بشكل يعزز اقتصادهما. ويمكنهما الاستفادة أيضا من خبرة إسرائيل في المجالات العسكرية، والهجرة، والأمن الإلكتروني، ومكافحة الإرهاب.
وتأمل إسرائيل في بيع خبراتها في هذه المجالات واكتساب المزيد من الحلفاء في منطقة تشعر أنها معزولة بها، إذ تعاني سوريا على حدودها الشمالية من حرب أهلية، وتمثل جماعة حزب الله اللبنانية تهديدا لها، كما أن الصراع الإسرائيلي
الفلسطيني مستمر.
العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
وهناك أيضا فائدة محتملة أخرى لنتنياهو: اكتساب المزيد من الشركاء داخل الاتحاد الأوروبي الذين قد يميلون إلى الدفاع عن مصالح إسرائيل، أو على الأقل لا يميلون على الفور إلى الفلسطينيين في قضايا الشرق الأوسط.
وكانت فرنسا قد حذرت إسرائيل، الجمعة، قائلة إنها ستعترف بدولة فلسطينية إذا لم تنجح مبادرة جديدة للسلام. وتأمل إسرائيل في أن تساعد تحالفاتها الجديدة بالاتحاد الأوروبي في درء التهديد الفرنسي.
واليونان مؤيد تقليدي للفلسطينيين، وكان من المتوقع أن تظل هكذا عندما انتخب تسيبراس- وهو يساري- العام الماضي. والشيء نفسه ينطبق إلى حد ما على قبرص، لكن الفلسطينيين يعتبرونهما الآن قد غيرا ولاءاتهما.
وقالت حنان عشرواي، العضو الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية، إن التحالف الثلاثي الناشئ يضعف العلاقة القوية التي تمتع بها دوما الشعب الفلسطيني مع قبرص واليونان.
وأضافت أن هذا الاتفاق سيشجع إسرائيل على انتهاج سياسات خطيرة لها عواقب شديدة على المنطقة بأكملها. وطالبت قبرص واليونان بالحفاظ على دعمهما للقضية الفلسطينية.
وفي النقاشات بالاتحاد الأوروبي، كانت إسرائيل تعتمد على ألمانيا وبريطانيا وهولندا وجمهورية التشيك مع دول أخرى لحماية مصالحها بما في ذلك استخدام حق النقض (الفيتو) الذي تمتلكه فعليا الدول الأعضاء في القرارات الخاصة بالسياسة الخارجية.
ومع وجود التحالف الإقليمي الجديد، قد تصبح اليونان وقبرص أكثر ميلا تجاه إسرائيل التي حققت أيضا بعض النجاح في كسب إيطاليا التي كانت في السابق مؤيدة لإقامة دولة فلسطينية.