عرض الرئيس الإيراني،
حسن روحاني، مؤهلات بلاده بإيطاليا، خلال أول زيارة رسمية إلى
أوروبا، تتمحور بشكل كبير حول الاقتصاد مع رغبة شركات عدة في العودة أو افتتاح مكاتب لها في إيران بعد رفع العقوبات.
وقال روحاني، خلال لقاء جمعه بنظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، إن بلاده تتوفر على طاقات كبيرة في مجال الطاقة والموارد البشرية، وموقعا جغرافيا جعلها حلقة وصل بين آسيا الوسطى والقوقاز والمحيط الهندي، مما يمكنها من الاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي للصادرات المشتركة.
وقال مصدر قريب من أوساط الأعمال إن عقودا بقيمة تراوح بين 15 و17 مليار يورو ستوقع مساء الاثنين في العاصمة الإيطالية.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن روحاني قوله إن العقوبات على إيران خلال الأعوام الماضية منعت روما وطهران من الاستفادة جيدا من الفرص والطاقات المتبادلة، مضيفا أنه بعد الاتفاق النووي يمكن تدارك التأخر الحاصل.
وعبر روحاني عن استعداد بلاده "الكامل" لاستقبال الرساميل والتكنولوجيا الجديدة ومن ثم التعاون في مجال التصدير، مضيفا أن البلدين قادران على التعاون المشترك في مجال الطاقة والصناعة والمناجم والزراعة والتبادل العلمي والثقافي وكذلك التكنولوجيا الجديدة.
ويسعى الأوروبيون إلى إطلاق مبادرات تجارية لغزو السوق الإيرانية لتعويض ما خسروه لصالح روسيا ودول ناشئة كالصين وتركيا.
وفي مسألة إبرام العقود، يبدو الأوروبيون أفضل حال من الأمريكيين، لأن واشنطن التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع طهران منذ 35 عاما، أبقت العقوبات النفطية ضد أي شركة يشتبه في تمويلها للإرهاب.
وقبل بضعة أشهر، أكدت وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية، فيديريكا غيدي، أن بلادها "كانت الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لإيران قبل فرض العقوبات".
وقبل بدء العقوبات، ارتفع حجم التجارة بين
إيطاليا وإيران إلى 7 مليارات يورو، أما حاليا، فهو 1,6 مليار يورو، بينها 1,2 مليار صادرات إيطالية.
وفي السباق نحو إبرام العقود، كانت شركة "إيرباص" السباقة، إذ أعلن وزير النقل الإيراني السبت شراء إيران 114 طائرة، في صفقة سيوقعها روحاني الأربعاء في باريس.
والإعلان هو الأول عن صفقة تجارية مهمة منذ رفع العقوبات الدولية عن إيران، مع دخول الاتفاق النووي التاريخي حيز التنفيذ في 16 كانون الثاني/ يناير.
وسيتم مساء الاثنين في روما توقيع اثني عشر عقدا. وبين الشركات المعنية شركة سايبم النفطية للتنقيب والهندسة ومجموعة دانييلي المتخصصة في بناء مصانع الحديد والصلب، إضافة إلى شركة فينسانتييري للبناء.
وفي مؤشر إلى الاهتمام الذي تبديه الشركات الإيطالية، يشارك في المنتدى الاقتصادي نحو 500 من رجال الأعمال الإيطاليين.
وفي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، زار وفد اقتصادي كبير طهران حيث تبين أن قطاعي البنى التحتية والطاقة واعدان جدا.
وفي هذا السياق، أفادت مجموعة إينيل للطاقة أنها تستكشف الفرص في مجال الطاقات المتجددة. وأعلنت مجموعة البناء "بيسينا كوستروزيوني" أنها وقعت اتفاقا لبناء خمسة مستشفيات، ثلاثة منها في طهران.
وحتى الشركات الصغيرة تشارك في المنافسة، علما بأن السوق الإيرانية التي تشمل 79 مليون نسمة توفر بعد سنوات من العزلة فرصا كبيرة على مستوى تحديث البنية التحتية، واستكشاف النفط والغاز و أيضا مجالي السيارات والطيران.
ولمواكبة هذا الانتعاش التجاري، أعلنت شركة "إليطاليا" الاثنين أن رحلاتها بين روما وطهران ستصبح يومية اعتبارا من نهاية آذار/ مارس.
لكن هذا المناخ الجديد يثير قلق المعارضين لعقوبة الإعدام، ومن المزمع تنظيم تظاهرة الثلاثاء للتذكير بأن إيران أعدمت 700 محكوم على الأقل في عام 2015، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
ويمكن أن يثار هذا الموضوع أيضا في الفاتيكان، رغم أن الكرسي الرسولي يرحب بالخطاب الأكثر اعتدالا لطهران منذ انتخاب روحاني.