نشر موقع "لونغ وور جورنال" تقريرا قال فيه إن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أمس عن تحويل السجين المصري طارق أحمد
السواح، الذي كان محتجزا في
غوانتنامو منذ عام 2002، إلى حكومة
البوسنة والهرسك.
ويشير التقرير إلى أن مسؤولين أمنيين وعسكريين أمريكيين اكتشفوا بأن السواح كان خبيرا في صناعة القنابل لتنظيم
القاعدة، وفي ذلك الدور يتهم بصناعة قنبلة حذائية "تشبه من ناحية فنية تلك التي استخدمها ريتشارد ريد في محاولته الانتحارية الفاشلة"، في كانون الأول/ ديسمبر 2001، بحسب تسريب لمذكرة تقدير للتهديد الذي يشكله السجين، أعدتها فرقة العمل المشتركة في غوانتنامو (JTF-GTMO) في 30 أيلول/ سبتمبر 2008. كما أنه صمم لغما لاصقا بإمكانه إغراق زورق بحري أمريكي.
ويذكر الموقع أن فرقة (JTF-GTMO) كانت في الظروف العادية ستعد معتقلا بوزن السواح وخبرته يشكل خطرا كبيرا على الولايات المتحدة ومصالحها وعلى حلفائها، وتنسب بإبقائه رهن الاعتقال، ولكن كان لقصته جانب آخر.
ويوضح التقرير أن السواح أصبح أحد أكثر المصادر خصوبة حول تنظيم القاعدة بالنسبة للحكومة الأمريكية خلال فترة احتجازه، مشيرا إلى أنه كان متعاونا لدرجة أن فرقة (JTF-GTMO) نسبت بأن يتم إخراجه من السجن، مع أن هناك ملفا كاملا عنه كونه جهاديا في البوسنة وأفغانستان وغيرهما.
ويلفت التقرير إلى أنه في البداية كان السواح عدوانيا تجاه موظفي غوانتنامو، بحسب المذكرة المسربة، ولكن بعدها أصبح متعاونا منذ عام 2008، واستمر "مصدرا خصبا للمعلومات، وقدم معلومات لا تقدر بثمن حول المتفجرات وحول تنظيم القاعدة، والكيانات المرتبطة بها وأنشطتها".
وينقل الموقع عن الفرقة في تقريرها قولها باختصار: "إن تم إطلاق سراحه، فقد يسعى إلى إعادة تشكيل علاقات متطرفة، ولكن سيمنعه تعاونه مع الحكومة الأمريكية في الغالب من ذلك؛ لأن ذلك التعاون سيجعله هدفا لأولئك المتطرفين".
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن فرقة المراجعة في غوانتنامو، التي أنشأها الرئيس أوباما في بدايات عام 2009، اختلفت مع توصيات (JTF-GTMO)، وأوصت فرقة المراجعة في تقريرها في كانون الثاني/ يناير 2010 بمحاكمة السواح.
ويفيد الموقع بأن لجنة المراجعة الدورية قالت في شباط/ فبراير 2015، إنه ليس من الضروري الاستمرار في اعتقال السواح "للحماية ضد التهديد الخطير لأمن الولايات المتحدة"، وأضافت أن السواح "تغير فكره، وتخلى عن العنف، بالإضافة إلى كونه أحد أكثر السجناء مطاوعة"، كما أن السواح يعاني من مشكلات صحية، ويعاني من البدانة المفرطة.
ويورد التقرير نقلا عن لجنة المراجعة في 12 شباط/ فبراير 2015، قولها: "إن المعتقل ليس على اتصال بالمتطرفين خارج غوانتنامو، والتزمت عائلته بمساعدته في الاندماج في المجتمع لدى نقله"، وبناء عليه، فقد أوصت اللجنة بنقله إلى بلد فيه الدعم اللازم والعناية الصحية، وأن تعطيه ضمانات أمنية.
وينوه الموقع إلى أن السواح يتهم بأنه عمل مع كبار قيادات تنظيم القاعدة، مثل سيف العدل، وهو أحد كبار المسؤولين في تنظيم القاعدة، الذي كلف السواح بتطوير قنابل مرتجلة، بما في ذلك قنبلة حذائية شبيهة بتلك التي فشل ريتشارد ريد في استخدامها لإسقاط طائرة متجهة إلى أمريكا.
ويكشف التقرير عن أنه بعد 11 أيلول/ سبتمبر، طلب سيف العدل من السواح تطوير لغم بحري يلصق بأسفل السفينة، ربما كان تنظيم القاعدة سيستخدمه في موانئ باكستان ضد السفن الحربية الأمريكية، وأن السواح قام فعلا "بتصميم وتصنيع أربعة ألغام مغناطيسية، يمكن إلصاقها بأسفل السفينة الحديدي، بحيث يغرقها عند تفجيره".
ويشير الموقع إلى أن صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت في تقرير لها أن المسؤولين الأمريكيين لم يصدقوا ادعاء السواح حول الألغام المغناطيسية، ولكن بعد أن قام السواح برسم التصميم لهم، قاموا ببناء وفحص اللغم ووجدوا أنه يعمل.
ويذكر التقرير أن سيف العدل بقي لسنوات في السجن في إيران، قبل إطلاق سراحه العام الماضي، وهو لا يزال قياديا في تنظيم القاعدة، وينشر الأخير مقالاته على الإنترنت. وأخبر السواح السلطات الأمريكية بأنه قام بتعليم تصنيع القنابل لناشطين آخرين في تنظيم القاعدة في مزرعة ترنك في أفغانستان، التي كان يدعمها أسامة بن لادن. كما أخبرهم بأن ابن لادن امتدح "عمله الجيد" في معسكر التدريب، كما يزعم أن السواح عمل لدى أبي خباب المصري، الذي كان متخصصا بالسموم والأسلحة الكيماوية. وبحسب فرقة (JTF-GTMO)، فقد كان السواح والمصري يراجعان طلبات الناشطين المقدمين على دورات التدريب المتقدمة التي يقومان بها.
ويورد الموقع أنه في حديث السواح مع السلطات الأمريكية ناقش علاقاته مع قيادي آخر في تنظيم القاعدة، وهو خالد الشيخ محمد، وهو المخطط الرئيسي لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر، وبحسب ملف فرقة (JTF-GTMO)، فإن خالد الشيخ محمد كان يمد بالمال والسلاح وحدته القتالية في البوسنة في التسعينيات.
وينقل التقرير عن السواح قوله إنه رأى خالد الشيخ محمد "في أكثر من مناسبة بين 1995 و1999، عندما حضر خالد الشيخ محمد إلى البوسنة لتجنيد مقاتلين ليدربهم، وليساعد في تدريب مقاتلين آخرين في أفغانستان"، مضيفا أن خالد الشيخ محمد كان زميلا قريبا من ناشط تنظيم القاعدة أبي زبيدة، ولكنه قال إنه لا يعرف إن كان خالد الشيخ محمد زار أفغانستان أم لا.
وينوه الموقع إلى أنه في هذه النقطة بالذات يعتقد محللو الفرقة (JTF-GTMO) بأن السواح كان يتهرب، وأنه من غير المعقول أن يكون لا يعلم عن تواجد خالد الشيخ محمد المكثف في أفغانستان. ويقول السواح إنه أراد مغادرة أفغانستان إلى البوسنة قبل هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001؛ لأنه كان يسمع "بأن ابن لادن يخطط لمهاجمة الولايات المتحدة".
ويرجح التقرير أن يكون خالد الشيخ محمد هو من أخبر السواح عن الهجمات، وذلك بحسب رأي محللي فرقة (JTF-GTMO)، الذين يرون أن السواح ربما كان يحاول عدم ربط نفسه به، خاصة بعد أن تم نقل مهندس الهجمات عام 2006 إلى غوانتنامو.
ويبين الموقع أن خالد الشيخ محمد لم يكن هو المتآمر الوحيد في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، الذي كان السواح على علاقة به، حيث وجدت أوراقه الثبوتية وجواز سفره البوسني في مداهمة لبيت آمن لتنظيم القاعدة في كراتشي في باكستان، حيث تم اعتقال رمزي بن الشيبة، الذي كان نقطة الاتصال في عملية 11 أيلول/ سبتمبر.
وبحسب التقرير، فقد قدم السواح معلومات عن سجناء سابقين تم نقلهم لدول غربية، وبعضهم أعطوا معلومات عنه خلال وجودهم في غوانتنامو أيضا.
ويختم "لونغ وور جورنال" بالإشارة إلى أن ملف فريق (JTF-GTMO) يشير إلى أن ديفيد هكس قبل نقله من غوانتنامو إلى بلده أستراليا "تعرف على السواح على أنه المدرب الرئيسي في مزرعة ترنك". وأخبر هكس السلطات بأن السواح "خبير في تصنيع وتعليم صناعة المتفجرات".