دعا مشاركون في مؤتمر
نفطي شهدته الإمارات، دول
الخليج إلى تبني سياسات جديدة من شأنها تنويع
مصادر الدخل، في ظل ما تشهده أسعار النفط من تراجعات حادة.
وكشف المشاركون في فعاليات الدورة الثانية من "مؤتمر دول مجلس التعاون الخليجي للأسواق المالية والخزانة" عن وجود تضارب كبير بين الخبراء في توقع موعد تعافي أسواق النفط وتحديد السعر خلال السنوات المقبلة.
فيما أجمع خبراء على أن أهم الظواهر في "الواقع النفطي الجديد" تتمثل في ضعف قدرة وتأثير منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، على ضبط الأسعار وتحديد سقف الإنتاج، مؤكدين أن نجاح سياسات التنويع
الاقتصادي وزيادة الفوائض المالية المحققة من ارتفاع أسعار النفط على مدار السنوات الماضية، جعلت الإمارات من أقل الدول المنتجة للنفط تأثرا بالتراجع الحالي في سعر النفط.
وقال الدكتور محمد السهلاوي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول، إن دول الخليج مطالبة بتشجيع الاستثمار الأجنبي وزيادة عدد القطاعات المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.
وفيما يخص المخاوف من زيادة المعروض من النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، أكد السهلاوي ضرورة عدم المبالغة في تأثير هذه الخطوة، خصوصا أن التراجع الحادث حاليا في أسعار النفط لم يأت من زيادة المعروض فقط، وإنما جاء من تراجع الطلب أيضا، نظرا لتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، متوقعا أن تستقر أسعار النفط عند المستويات السعرية المنخفضة الحالية في حدود الـ20 دولارا للبرميل خلال عام 2016، ومشددا أن "تخمين" سعر معين للنفط خلال السنوات القادمة يعد أمرا صعبا للغاية؛ نظرا لتعدد العوامل المؤثرة في السوق حاليا.
وذكر السهلاوي أن أسواق النفط العالمية تشهد واقعا جديدا في الوقت الحالي، يتمثل في ضعف تأثير وقدرة منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) على ضبط الأسعار وتحديد سقف الإنتاج، إلى جانب دخول منتجين جدد بتكاليف أقل للإنتاج في ظل التطور التكنولوجي الحادث في العملية الإنتاجية، مشيرا إلى أن أسعار النفط تمر بدورات صعود وهبوط؛ حيث كانت أسعار النفط في عام 2000 تقل عن الأسعار الحالية قبل أن تصل للذروة في بداية عام 2014 عند مستوى يقارب 140 دولارا للبرميل.
وقال محمّد الهاشمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق، إنه من الواضح أن "الواقع النفطي الجديد" سيفضي إلى ظهور أساليب جديدة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب ضمن قطاع النفط والغاز في مختلف أنحاء العالم، متوقعا تعافي أسعار النفط خلال الربع الثالث من العام الحالي.
ودعا الهاشمي الدول المنتجة للنفط إلى التكيف مع "الواقع النفطي الجديد"، لكنه استبعد في الوقت ذاته حدوث ركود وشيك في أسواق المال في المنطقة، لافتا إلى أن ما يحدث في أسواق الأسهم في المنطقة لا يعكس أساسيات تلك الأسواق، وإنما يعبر عن مشاعر وتخوف المستثمرين.