قال صندوق النقد العربي، إن
قطر احتلت المركز الأول على مستوى الدول العربية في مكافحة
الفساد الإداري، وذلك بحسب
تقرير تنافسية الاقتصاديات العربية لعام 2016 الذي يصدره الصندوق.
وأوضح التقرير، وفقا لما نشرته صحيفة "الراية" القطرية، أن قطر تصدرت هذا المؤشر الذي يركز على مدى ممارسة الأفراد في السلطة العامة تحقيق مكاسب خاصة، ومدى تفشي الفساد الإداري داخل السلطة القضائية، وكذلك كل أشكال الفساد التي تعيق تنفيذ الأعمال بجانب قياس جدية الدولة في مكافحة الفساد.
ويأتي ذلك ترجمة لجهود دولة قطر التي تبذلها للمحافظة على مراكزها المتقدمة في المؤشرات الدولية لمكافحة الفساد الإداري، وبفضل الاهتمام الذي يوليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد، بوضع التشريعات الضرورية لمكافحة الفساد الإداري بكافة أشكاله، وجدية الدولة في تطبيق حكم القانون، والحرص على معايير الشفافية والمؤسسية وفعالية الأداء بجميع مؤسسات الدولة.
ويعكس مؤشر التنافسية دور الدولة في
عدالة المحاكم والسياسات التي تمارسها تجاه المواطنين، ومدى فعاليتها في التصدي للمحسوبيات وقدرتها على صياغة وتنفيذ السياسات الفعالة والسليمة واحترام حقوق المواطنين، ودور القضاء في التصدي للفساد الإداري والرشاوى، إضافة إلى جميع العمليات التي يتم تحديدها ومراقبتها من قبل الحكومة والتي تصب في خدمة المواطن.
وحصدت قطر المركز الأول في مكافحة الفساد الإداري، واتخاذ الإجراءات القضائية لحماية سيادة القانون ومكافحة الفساد في مؤسسات الدولة، بما فيها الشرطة، بتطبيق عقوبات على الأفراد المرتشين، وكذلك تطهير قطاع الأعمال من الفساد، وإعطاء الشركات الأجنبية درجة عالية من الأمان والثقة.
وحصدت قطر في هذا المؤشر درجة معيارية 1.608، وأكد التقرير أن المركز المتقدم الذي حققته قطر جاء نتيجة الجهود الحكومية التي تمثلت في تأسيس مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، حيث ساهم المركز في التوعية وبناء الشراكات في نشر الوعي المعرفي بأطر مكافحة الفساد الإداري.
وكشف تقرير التنافسية عن تصدر قطر لعدد من المؤشرات الأخرى مثل مؤشر القروض المتعثرة، حيث احتلت دولة قطر المركز الأول في تسجيل المعدل الأقل في القروض المتعثرة بقيمة معيارية 0.927 حيث بلغت نسبة التعثر 1.8% في متوسط السنوات الثلاث الماضية.
وقدم التقرير تفسيرا لتقدم دولة قطر في هذه المؤشرات بأن الدولة استفادت من التقدم الذي تحقق على ثلاثة مستويات رئيسية تتمثل في سيادة القانون، ومكافحة الفساد، وفعالية الحكومة.
ونوه التقرير كذلك بجهود قطر في مجال سيادة القانون والتي تمثلت في ثقة المواطنين ومدى التزامهم وفقا لقواعد المجتمع المدني، بالإضافة إلى فعالية القضاء والمحاكم والشرطة، وكيفية تنفيذ العقود وحقوق الملكية ومحاسبة المسؤولين الذين ثبت أنهم استخدموا مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية، ومحاسبة أفراد الشرطة المدانين بالإساءة للمواطنين أو المقيمين.
وأشار التقرير إلى الجوانب الإيجابية في القطاعات الرئيسية لمؤشر التنافسية الاقتصادية، والتي تضم القطاع الحقيقي الذي يشمل نمو الناتج المحلي الإجمالي، ونصيب الفرد من الناتج الإجمالي ومساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج الإجمالي، وكذلك قطاع مالية الحكومة والمتمثل في الإنفاق والدخل والتمويل والفائض المالي، بالإضافة إلى قطاع المؤسسات والحوكمة الرشيدة ويتمثل في فعالية الحكومة وسيادة القانون، وقطاع بيئة الأعمال، ويشمل بدء النشاط التجاري وتسجيلات الملكية والحصول على الائتمان وحماية المستثمرين، والقطاع النقدي والمصرفي بالإضافة إلى القطاع الخارجي.
وتصدرت قطر المؤشرات الرئيسية للتقرير على مستوى العالم العربي، وحلت الأولى عربيا في مؤشر سيادة القانون بقيمة معيارية 1.310.