بأكثر من 200 سيارة ومدرعة تابعة للجيش والداخلية، اقتحمت قوات الأمن
المصرية، قرية "العدوة" بمحافظة الشرقية (مسقط رأس الرئيس
محمد مرسي)، عقب صلاة الفجر، الجمعة، وداهمت بيوت الأهالي وحطمت أثاثها في مشهد وصفه أهالي القرية بـ" البربري"، كما اقتحموا منزل الرئيس مرسي.
وانتشرت قوات الأمن بشكل موسع بشوارع ومداخل القرية بأعداد ضخمة من القوات الشرطية والمدرعات، واعتقلت قوات الأمن ما يزيد عن 30 مواطنا أطلقت سراحهم في وقت لاحق.
وأبقت قوات الأمن على ستة أشخاص، على رأسهم سعيد مرسي (شقيق الرئيس مرسي)، بالإضافة إلى كل من صبري إبراهيم زكي (صاحب محل موبايلات)، وعمر إبراهيم طنطاوي (طالب)، وأسامة أسعد الجزار (طالب)، وسعيد الحسيني ونجله الطالب محمد سعيد الحسيني، قبل أن تطرق سراح مرسي بعد ساعات من توقيفه من منزل العائلة.
ولا تزال قوات الأمن بالتشكيلات الخاصة تحاصر القرية من جميع مداخلها، فضلا عن انتشار أعداد كبيرة من القوات داخل القرية لتتحول إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.
يشار إلى أن "العدوة" قرية الرئيس محمد مرسي تخرج في تظاهرات حاشدة منذ الانقلاب العسكري، ولم تتوقف التظاهرات حتى الآن. وهذا هو الاقتحام الثالث لقرية الرئيس مرسي وجاء قبل أيام قليلة من الموجة الثورية في
25 يناير 2016، مثلما حدث من قبل في العامين السابقين، في محاولة لترويع الأهالي وإرهابهم.
من جهته، قال مصدر بالتحالف الوطني لدعم الشرعية بمحافظة الشرقية (رفض الكشف عن هويته)، إن الانقلاب يحاول طمس أي شيء يمت بصلة للرئيس مرسي وشرعيته، مؤكدا أن قرية العدوة وكل النقاط الثورية الأخرى ستظل عصية على الاتقلاب وجيوشه، على حد قوله.
وأشار – في تصريح لـ"
عربي21"- إلى أن اقتحام منزل الرئيس مرسي واعتقال شقيقه يأتي ضمن ما وصفها بالمحاولات اليائسة للضغط على الرئيس مرسي، مشدّدا على أن تلك المحاولات لن يكون لها أي تأثير بشكل ما أو بآخر، فالثوار وفي القلب منهم وعلى رأسهم الرئيس مرسي ماضون في طريق ثورتهم دون تراجع.
وبالرغم مما حدث، انتفض ثوار محافظة الشرقية بعدة تظاهرات صباحية مع بدء تظاهرات أسبوع "الوفاء للثورة"، الذى دعا إليه التحالف الوطني لدعم الشرعية، ضمن موجة "ثورة حتى النصر" المتواصلة إلى 25 كانون الثاني/ يناير الجارى.
ورغم الانتشار الأمني الكثيف بمدن ومراكز المحافظة والاقتحام "المروع" لقرية العدوة بههيا، خرجت التظاهرات في مناطق "فاقوس"، و"القرين"، و"الحسينية"، و"الإبراهيمة"، و"أولاد صقر"، و"بلبيس".
وتنوعت التظاهرات بين المسيرات الحاشدة والوقفات الاحتجاجية والسلاسل البشرية، التي تقدمها أسر الضحايا على أيدي قوات الأمن والمعتقلين وشباب الحركات الثورية.
"الموجة قوية"
وفي سياق متصل، أكدت قوى شبابية أن موجتهم الثورية القادمة ستكون "قوية"، وسيرى فيها نظام الانقلاب مفاجآت كثيرة، مشددين على أن الشباب يصر على استكمال نضاله ونزع حريته بيده، وأن نضالهم مستمر ولو مرت السنوات.
وقالت - في بيان لها مساء الخميس - إن الشباب عاد في التظاهر مرة أخرى في عدة مناطق على مستوى الجمهورية، استعدادا لموجة يناير، مؤكدين أن صدورهم لا تزال تقبل الرصاص، وأنهم يأملون أن تنتصر الثورة وأن يتخلص الوطن من "يد هذه العصابة الآثمة الظالمة الفاسدة، التي أهلكت الحرث والنسل واستباحت كل محرم في جنبات الوطن"، حسب قولهم.
كما شددوا على أن الشباب مصرون على "القصاص لدماء الشهداء لاعتباره واجبا وحقّا، وأن على الظالم ألا يلومن إلا نفسه بما اقترفت يمينه".
ووجهوا رسالة إلى المعتقلات في سجون الانقلاب مفادها: "أيتها الحرائر الفضليات المعتقلات في سجون الظالمين، لن يهدأ لنا بال ولن يستقر لنا حال، ولن يغمض لنا جفن، حتى نحرركن من سجونهم الآثمة ومعكم كل الأحرار".