حول العالم

تعرف على نساء عربيات تبوأن مناصب مرموقة في الحكومات الأوربية

نساء من أصول عربية تبوأن مناصب هامة في الحياة السياسية الأوروبية- أرشيفية
عرفت السنوات القليلة الماضية تبوأ نساء من أصول عربية مناصب هامة في الحياة السياسية الأوروبية، نذكر في هذا التقرير أشهرهن، فلسطينية وثلاث مغربيات.

خديجة عريب


         

انتخبت الهولندية من أصل مغربي خديجة عريب الأربعاء 13 كانون الثاني/ يناير 2016 رئيسة لمجلس النواب (البرلمان) الهولندي، وهو سابقة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة بينهم حوالي 380 ألف نسمة من أصول مغربية.

وحصلت عريب، وهي نائبة عن الحزب العمالي منذ 1998 مع انقطاع قصير بين 2006 و2007، على 83 صوتا من أصل 134 خلال عملية تصويت في مجلس النواب الذي يضم 150 عضوا.

وتتولى عريب، التي ولدت في المغرب عام 1960 وأتت إلى هولندا عندما كانت في سن المراهقة، رئاسة المجلس بالوكالة بعد استقالة سلفها السيدة أنوشكا فان ميلتنبورغ في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

واستقالت ميلتنبورغ بسبب فضيحة مخدرات أدت أيضا إلى استقالة وزير العدل وآخرين.

ويعتبر الحزب العمالي الثاني من حيث عدد المقاعد في مجلس النواب (36 مقعدا) بعد الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الحكومة مارك روته (40 مقعدا)، ويشكلان معا التحالف الحاكم حاليا.

يذكر أن عريب ليست المسؤولة السياسية الوحيدة من أصل مغربي التي تتولى منصبا رفيعا، فهناك أحمد أبو طالب رئيس بلدية روتردام، ثاني أكبر مدينة في هولندا، وهو يشغل منصبه منذ عام 2009.

سوسن شبلي


                

مهاجرة مسلمة فلسطينية، وهي حاليا المتحدثة باسم وزارة الخارجية في ألمانيا.

نجحت سوسن شبلي المتحدرة من أسرة فلسطينية غير متعلمة، في أن تصبح أول امرأة من أصول أجنبية تتولى رئاسة قسم حوار الثقافات لدى وزير داخلية الحكومة المحلية في ولاية برلين.

وفي 24 كانون الثاني/ يناير 2014، شغلت شبلي منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية في ألمانيا، لتكون بذلك أول مسلمة تشغل هذا المنصب الرفيع في تاريخ ألمانيا.

وأصبحت شبلي العربية الأولى والمسلمة الثانية التي تشغل منصبا مهما في الحكومة الألمانية الجديدة، بعد تعيين التركية، إيغول أوزكان، وزيرة الدولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاستيعاب في ألمانيا، وهي سابقة لم تشهدها ألمانيا من قبل.

كانت عائلة شبلي قد اضطرت بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 إلى الانتقال للعيش في لبنان، حيث أمضت 20 عاما هناك قبل أن تهاجر العائلة الفلسطينية إلى ألمانيا للعيش فيها، وهناك ولدت سوسن، التي تبلغ الآن من العمر 35 عاما، ونشأت في ظروف صعبة، إذ ظلت إلى حين بلوغها سن الـ 15 بدون جنسية وبدون أوراق إقامة دائمة.

وافتقدت شبلي دعم والديها في مسارها الدراسي لكونهما كانا أميين ويتحدثان فقط اللغة العربية في المنزل، كما كان ترتيبها الـ11 من بين 12 أخا وأختا، وبالرغم من ذلك استطاعت أن تتغلب على قساوة هذه الظروف وتمكنت من الحصول على شهادة الثانوية العامة والتحقت بالجامعة لدراسة العلوم السياسية. وإن اختيارها لهذه الشعبة لم يكن وليد الصدفة، كما تقول سوسن. فكونها تربت كلاجئة فلسطينية أدركت منذ صغرها كيف يمكن للسياسة أن تساهم في صنع مصير عائلة بأكملها.

نجاة بلقاسم


                

هي سياسية فرنسية، شغلت منصب وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم حكومة جان مارك إيرولت في عهد رئاسة فرانسوا هولاند منذ 16 أيار/ مايو 2012 حتى 2 نيسان/ أبريل 2014، عندما تم تعيينها وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة في حكومة مانويل فالس.

وتعتبر بلقاسم نموذجا لنجاح النساء العربيات المهاجرات في فرنسا، لكونها أصغر وزيرة في الحكومة الفرنسية، تتولى حقيبة شؤون المرأة ووزارة الشباب والرياضة مع القيام بمهام الناطقة الرسمية باسم الحكومة.

وبلقاسم، التي تظهر دائما وهي مبتسمة، لم تتجاوز الـ 36 من العمر، وتحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية. ولدت في بلدة "بني شكير" بإقليم "الناظور" بشمال المغرب، وغادرت عام 1982 إلى فرنسا وهي طفلة مع أمها للالتحاق بأبيها الذي كان يشتغل عامل بناء في مدينة ليون وسط فرنسا، ولها ستة أشقاء وشقيقات، وهي في الأصل من عائلة فقيرة.

اجتهدت بلقاسم في دراستها، وتابعت تعليمها العالي في اختصاص الحقوق والعلوم السياسية، وبعد حصولها على الجنسية الفرنسية، في عمر الـ 18، بدأت تخطط لمستقبلها المهني، فبدأت حياتها المهنية بالعمل مستشارة قانونية في مكتب محاماة في مجلس الدولة، في بلدية مدينة ليون، التي تعد إحدى أكبر وأهم المدن الفرنسية، وفي محكمة النقض، حيث أمضت ثلاثة أعوام، وانضمت إلى الحزب الاشتراكي عام 2002، وعملت كمستشارة في ديوان رئيس بلدية ليون، جيرار كولومب، الذي كان أيضا عضوا في مجلس الشيوخ الفرنسي.

وبعد فوز هولاند في الانتخابات الرئاسية، في أيار/ مايو 2012، تم تعيين بلقاسم وزيرة لحقوق المرأة، وناطقة رسمية باسم الحكومة، لتكون بذلك الوزيرة الأصغر سنا في حكومة جان مارك إيرولت، حتى أن صحيفة "غارديان" البريطانية، أطلقت عليها لقب "الوجه الجديد لفرنسا"، فهي تمثل جيلا جديدا من الشباب.

 رشيدة داتي


                

رشيدة داتي من مواليد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1965، وهي سياسية فرنسية من أصل مغربي، أب مغربي وأم جزائرية، وتعتبر أول امرأة من أصل عربي تتولى حقيبة وزارية في الحكومة الفرنسية.

عملت داتي متحدثة باسم نيكولا ساركوزي خلال الانتخابات الرئاسية عام 2007، وشغلت منصب حارسة أختام الجمهورية ووزيرة العدل في حكومة فرنسوا فيون الأولى والثانية منذ أيار/ مايو 2007 حتى 23 حزيران/ يونيو عام 2009، وهي أيضا رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس منذ 29 آذار/ مارس 2008، ونائبة في البرلمان الأوروبي منذ 14 تموز/ يوليو 2009.

نشأت داتي في مدينة "سان ريمي" الفرنسية لعائلة مهاجرة فقيرة وغير متعلمة، فأبوها عامل مغربي وأمها جزائرية، وهي ثاني مولود من بين إخوتها وأخواتها البالغ عددهم 11، وعملت مساعدة ممرضة لتمويل دراستها التي كانت متفوقة فيها، ودرست القانون في جامعة دييغو الفرنسية، وحصلت على درجة ماجستير في القانون العام وماجستير في العلوم الاقتصادية وإدارة الشركات.

وفي عام 2002، بدأت تشق طريقها في السياسة التي لم تتنازل عن ولوجها من أوسع أبوابها، من باب نيكولا ساركوزي، الذي كان وزيرا للداخلية حينذاك وعينها مسؤولة ضمن مبادرته التي أطلقها لمكافحة الجريمة، وكانت داتي همزة الوصل بين ساركوزي وشبان الضواحي الفرنسية التي شهدت أعمال عنف واسعة النطاق في أواخر عام 2005، ولعبت دورا بارزا في تحسين العلاقات المتوترة بين ساركوزي والجاليات المهاجرة في الضواحي الفرنسية.

وفي عام 2006، التحقت داتي بصفوف حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية بزعامة ساركوزي، وفي 2007 أصبحت الناطقة باسم ساركوزي خلال معركته في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه بالرئاسة عينها في حكومته وزيرة للعدل لتصبح أول شخصية متحدرة من أصول عربية تتولى ذلك المنصب في دولة أوروبية وظلت في حكومة فرنسوا فيون، الأولى والثانية حتى تنحت في أيار/ مايو عام 2009.