نشرت صحيفة "جيبوليس" الفرنسية تقريرا حول دور العنصر النسائي في
تنظيم الدولة، بعد تواصل ظاهرة انضمام مئات
النساء للتنظيم من كافة أنحاء العالم، منذ ظهوره في سنة 2014.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن دور المرأة داخل تنظيم الدولة يتجاوز مجرد الزواج من المقاتلين وإنجاب الأطفال، ليشمل أدوارا أخرى أكثر تقدما، مثل المشاركة في الدعاية واستقطاب المقاتلين والنساء الأخريات، عبر منصات الدعاية التي يملكها التنظيم على الإنترنت.
وذكرت الصحيفة أن النساء اللاتي يغادرن بلدانهن الأصلية في
أوروبا والدول العربية، يطمحن من خلال الارتباط بمقاتلين في تنظيم الدولة لاختبار تجربة عاطفية استثنائية، وهو ما فهمه هذا التنظيم الذي يعمل على استغلال الصعوبات الاجتماعية التي يواجهنها لنشر فكره بينهن.
وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة يمثل بالنسبة لهؤلاء النساء ملاذا للتحرر من القيود الاجتماعية التي فرضتها عليهن مجتمعاتهن المحافظة في الشرق، لكنه يجسد بالنسبة للفتيات في الغرب سذاجة الفكر السائد بين الشباب وغياب التأطير الضروري في المجتمع؛ حيث إن أغلب الفتيات اللاتي يسافرن للالتحاق بالتنظيم لا تتجاوز أعمارهن 25 سنة.
واعتبرت الصحيفة أن طبيعة النظام الاجتماعي القائم في الغرب ساهمت في دفع عديد الفتيات إلى الانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة في العراق وسوريا، قادمات من بلدان أوروبية مختلفة، على رأسها فرنسا، لأن الأمر يمثل بالنسبة لهن "فرصة" للمشاركة في إعادة تشكيل المجتمع المثالي، وهو ما سمح للتنظيم باستغلال العزلة الاجتماعية التي يعانيها الفرد في المجتمعات الأوروبية، لترويج الفكر الجهادي في هذه الدول.
وذكرت الصحيفة أن دور العنصر النسائي في تنظيم الدولة لا يقتصر على الوظيفة التربوية، باعتبارهن زوجات لمقاتلي التنظيم، بل يرتبط بمجهودات الدعاية والاستقطاب من خلال نشاطات النساء المواليات للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تهدف إلى إغراء واستقطاب الشباب للالتحاق بمعسكرات التنظيم في العراق وسوريا.
وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة يعتمد في جزء كبير من نشاطات الدعاية على قدرة النساء المواليات إليه على استقطاب النساء في الدول الأوروبية، حيث نشرت إحدى الفتيات على حسابها في توتير، بعد انضمامها للتنظيم قادمة من المملكة المتحدة، تغريدة تدعو فيها النساء في الغرب "للهجرة مرة أخرى"، في إشارة إلى الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة استطاع منذ بداية ظهوره في سنة 2014، استقطاب أكثر من أربعة آلاف مقاتل أجنبي في العراق وسوريا، قادمين من دول أوروبية مختلفة، ومن بينهم أكثر من 550 عنصر نسائي.
واعتبرت الصحيفة أن تنظيم الدولة يضم في صفوفه نساء من جنسيات مختلفة، إلا أن النساء الفرنسيات يمثلن أكثر من 40 في المئة من جملة النساء داخل التنظيم، حيث ذكر جهاز الاستخبارات الفرنسي أن عدد الفتيات الفرنسيات اللاتي التحقن ببؤر التوتر بلغ قرابة 220 امرأة، كما أن فرنسا والمملكة المتحدة تمكنتا من إيقاف أكثر من 21 امرأة كن يعتزمن التوجه لسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير صدر في فرنسا كشف أن حياة بومدين وكاهنة، زوجتا أحمدي كوليبالي وسامي عميمور المشاركان في أبرز الهجمات في باريس، كانتا من بين النساء اللواتي التحقن منذ أشهر بتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن بعض النساء فقط تمكنّ من العودة لبلدانهن الأصلية بعد أن قضين أشهرا عديدة في بؤر التوتر في العراق وسوريا، لينقلن شهادات واقعية عن قسوة واستغلال تنظيم الدولة لهن.