أكد الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي
المصري، عبد الله السناوي، أن "القوى الدولية الكبرى" طلبت وقف التصعيد في (النزاع السعودي -
الإيراني)، خشية أن يفضي إلى إرباك المشهد الإقليمي بألعاب "الدومينو"، حيث يسقط حجر فيؤدي ذلك إلى سقوط أحجار أخرى في مسلسل لا يمكن إيقافه، وفق وصفه.
وأشار إلى أنه كان أمام هذه القوى تداعيات للنزاع أبرزها احتمالات تعطيل تسوية الأزمتين اليمنية والسورية، ووضع المصير اللبناني، على حافة الانزلاق إلى الاحتراب الأهلي.
وقال إنه برغم الحملات المتبادلة بين
السعودية وإيران، فإن لها أسقفا لا تتجاوزها، مشيرا إلى أن واشنطن تطلب التهدئة، وموسكو تعرض الوساطة، فيما لا يوجد أحد في الاتحاد الأوروبي مستعد أن يراهن على تقويض فرص تسوية الأزمة السورية التي ينظر إليها باعتبارها مركز الإرهاب الدولي، ومستوطن تنظيم "داعش".
وكشف عن أن "تسوية الأزمة السورية قرار دولي شبه نهائي، قد يتعطل بعض الوقت لكن استحقاقاته لا يمكن حذفها"، مضيفا أنه غير مسموح دوليا بالتفريط في "تفاهمات فيينا" على أبواب حوار متوقع وفق خطة معلنة بين نظام الرئيس السوري الحالي "بشار الأسد"، ومعارضيه للتوصل إلى حكومة انتقالية.
جاء ذلك في مقال للسناوي بصحيفة "الشروق"، الأربعاء، تحت عنوان "سعوديون وإيرانيون: النمر والدومينو".
وفي البداية أشار السناوي إلى أنه لم يكن إعدام الداعية الشيعي المثير للجدل "نمر باقر النمر" جوهر الأزمة السعودية-الإيرانية الجديدة، وأن التصعيد مظهر عصبي للأزمة لا الأزمة نفسها، وأن هناك تنازعا سعوديا-إيرانيا في ملفات ملغمة واحتقانات بالقرب من تسويات وهواجس على صورة الإقليم التي توشك أن تُعلن.
ورأى أن إقدام السعودية الآن على إعدام "النمر" رسالة راهنت بها الرياض على صون حدودها عند خاصرتها الجنوبية في اليمن قبل التوصل إلى تسوية سياسية، حيث عمدت طهران إلى استنزاف أعصابها بخرق حلفائها الحوثيين المتكرر للحدود.
وشدد السناوي على أن "الاستفراد بالإقليم، وهم مطلق، وأن الاستقطاب المذهبي عنوان تراجع لأي دور"، وأن السعوديين لا يستبعدون فكرة الحوار مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وبرغم كل تصعيد فلا السعودية يمكن الاستغناء عنها، ولا إيران يمكن استبعادها"، على حد تعبيره.
وأضاف أن أنقرة أخذت مسافة كبيرة نسبيا عن الموقف السعودي في أزمة "النمر" وتداعياتها، فلم تبادر باتخاذ أية إجراءات ومواقف تناهض إيران انتظارا لتدخلات دولية متوقعة تضع حدا للأزمة.
وتابع بأنه في الاستنزاف العصبي للسعودية، قبل الدخول إلى أي تسوية محتملة في الملف السوري، سعي لشيء من المقايضة.. مرونة سعودية أكبر في الملف السوري مقابل خفض الضغوط عليها عند حدودها اليمنية.. غير أن اللعبة أفلتت حساباتها، وتبدت الانكشافات فادحة على الجانبين، على حد قوله.
وأردف بأنه "بذات القدر لم يكن بوسع إيران أن يتمدد نفوذها بغير روادع، وخسارات في صورتها"، مشيرا إلى أنه "يمكن تفهم الأسباب الإيرانية في الاحتجاج على إعدام النمر، غير أن الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية خطأ لا يغتفر بأي نظر للقانون الدولي، وقواعده الصارمة".