قال الكاتب
الإسرائيلي، تسفي برئيل، إن أزمة العلاقات بين المملكة العربية
السعودية وإيران قد تعيق أو تفشل الجهود الدولية لإنهاء الحرب في
سوريا واليمن، علاوة على أن العلاقة أصلا كانت محطمة بين الدولتين.
وفي مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس"، الأربعاء، قال برئيل إن قطع العلاقات هو خطوة رسمية لهذه العلاقة المحطمة، وبلغت ذروتها بإعدام نمر النمر.
وتساءل: "هل كانت السعودية تعرف حجم الرد وأوجدت عن قصد سببا لقطع العلاقات؟ بحسب مصادر عربية، الجواب هو نعم. إنهم يذكرون أن السعودية لم تتردد في قطع علاقاتها مع قطر حينما اعتقدت أنها تنافسها في قيادة الشرق الأوسط، ولم تكن بحاجة في حينه إلى حدث دراماتيكي من أجل جر البحرين والإمارات وراءها".
وتابع: "في هذه المرة أيضا لم يتأخر الجواب؛ البحرين قطعت علاقاتها مع
إيران، ودولة الإمارات قلصت التمثيل الدبلوماسي في طهران، والسودان طردت السفير الإيراني من الخرطوم، ومصر لم تعلن عن موقفها بعد".
وأشار إلى أنه قبل عام من المحادثات النووية، كان هناك حديث عن إمكانية زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف للمملكة، وأبدت إيران رغبة في الحديث مع السعودية عن مصير النمر، إلا أن السعودية، بحسب المقال، لم تسارع للرد، حيث إن الرياض وضعت نفسها كرأس حربة ضد الاتفاق النووي. وفي محادثات سرية أوضحت للأمريكيين أنها تعتبر هذا الاتفاق خيانة للسياسة المناهضة لإيران والتي تم الاتفاق عليها بين القصر الملكي وبين البيت الأبيض.
وبعد حوارات فيينا، استدعت السعودية إلى الرياض العشرات من ممثلي الفصائل السورية المعارضة المقاتلة، من أجل الاتفاق على صيغة الحوار السياسي الذي سيتم مع الحكومة السورية، وعلى المجموعات التي ستمثل المعارضة. إيران غضبت كثيرا وكان هذا من أجل سحب البساط من تحت أقدامها وإعطاء السعودية رافعة التأثير على الحوار ولا سيما على المشاركين. التحالف السني أيضا الذي أعلن عن إقامته الملك سلمان في الشهر الماضي "من أجل محاربة الإرهاب" تم اعتباره في إيران صراعا على التأثير، ومن أجل كبح تأثير طهران، أكثر من كونه إعلان الحرب على الإرهاب.
وتابع: "إشارة أخرى واضحة على نية السعودية ملاحقة إيران في كل مكان في الشرق الأوسط ظهرت من خلال إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بعد 25 سنة من القطيعة الدبلوماسية الرسمية، العراق صاحب الأغلبية الشيعية، والذي يعتبر حليف إيران، تحول أيضا إلى ساحة للصراع بين الدولتين. هذا إضافة إلى الحرب التي تديرها السعودية في اليمن ضد الحوثيين الموالين لإيران".
ولفت إلى أنه إضافة إلى عدم الاتفاق بين المواقف السياسية بين السعودية وإيران، يأتي البعد القومي الديني الذي من شأنه أن يفشل الاعتبارات العقلانية والسياسية التي يجب أن تكون في مركز الجهود الدبلوماسية.