حذر المرشد الأعلى للثورة
الإيرانية علي
الخامنئي، الولايات المتحدة الأمريكية من المس والتأثير على
الانتخابات الإيرانية المقبلة، ودعا الشعب إلى التصدي للأهداف الأمريكية، وهاجم
المعارضة التي تشكك في الانتخابات، كما تحاشى الحديث من قريب أو بعيد عن
السعودية.
ونقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية الإيرانية، عن علي الخامنئي قوله، خلال استقباله أئمة الجمعة في أنحاء البلاد الاثنين، بأن "الشعب الإيراني العظيم واليقظ لن يسمح لأمريكا بالتأثير على الانتخابات المقبلة في البلاد".
وأضاف الخامنئي أن "الأمريكيين يسعون مثلنا للتحول ولكن التحول الذي نريده نحن يقلل المسافة بين البلاد والمجتمع وبين أهداف الإسلام والثورة، فيما هم في الطرف المقابل للتحول الذي يطمح إليه الشعب الإيراني، إذ يسعون لإبعاد المجتمع عن أهداف الثورة وتقريب إيران من أهدافهم".
وتابع الخامنئي أن "الأمريكيين وبغية تحقيق هذا الهدف، يتربصون بهذه الانتخابات، إلا أن الشعب الإيراني العظيم واليقظ، سواء في الانتخابات أو في قضايا أخرى، سيتصدى لمآرب الأعداء وسيوجه الصفعة لهم كما في السابق".
واعتبر الخامنئي أن "الانتخابات نعمة كبرى ومن بركات الرؤية الجلية والثاقبة للإمام الراحل خميني"، مؤكدا أنه "لا يجب تشويه الانتخابات، فالبعض يحبذون ومعتادون على أن يقرعوا مع اقتراب موعد الانتخابات على طبل أن الانتخابات غير موثوق بها، فهذه عادة ومرض سيئ للغاية"، في إشارة إلى المعارضة الإيرانية، التي تقول بأن الانتخابات يتم تزويرها.
وأكد أن "عمليات الانتخابات التي جرت في البلاد كانت نزيهة على الدوام، ولم تكن هنالك مخالفات ممنهجة في الانتخابات منذ انتصار الثورة لغاية الآن إطلاقا، وأن تصرف الحكومات كافة كان تصرفا مسؤولا".
وشدد على أن "القبول بالنتيجة القانونية للانتخابات يعتبر بعدا آخر للحق العام"، وقال: "لقد طرحوا (في انتخابات العام 2009) كلاما منكرا بزعم أن تزويرا حدث في الانتخابات التي شارك فيها 40 مليونا ودعوا إلى إبطالها".
وأفاد الخامنئي: "لقد أبدينا الكثير من المحاباة معهم وقلنا تعالوا وافرزوا من جديد أي عدد تريدونه من صناديق الاقتراع، لكنهم أبوا ذلك، لأنه لم يكن من المقرر أن يقبلوا كلمة الحق".
وأكد بأن موقفهم ذاك ومزاعمهم (المعارضة) ألحقت أضرارا جسيمة بالشعب والبلاد.
كما اعتبر قضية الانتخابات المقبلة (مجلس الشورى، ومجلس خبراء القيادة) التي ستجري في شباط / فبراير المقبل بأنها "مهمة جدا ونعمة حقيقية كبرى".
ودعا الخامنئي إلى "المشاركة الأوسع فيها من قبل الشعب"، مسجلا أن "المفهوم العميق للحق العام في مجال التنفيذ والمراقبة وحقوق المترشحين واللوائح الانتخابية وصون أصوات الشعب والقبول بنتائج الانتخابات تعتبر أبعادا مكملة ومفعمة بالمعاني".
وكان لافتا في التقرير الذي نشرته الوكالة الإيرانية، تجاهل الخامنئي الحديث عن التوتر الحاد بين إيران والسعودية بعد إعدام المملكة 47 شخصا من بينهم رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.