عبّر الفنان
المصري محمد شومان عن حبه لإسلاميين، قائلا: "أنا من بعد 30 يونيو ماقولتش حاجة تقول إني ضد 30 يونيو، وكنت أحاول أن أكون مع الإسلاميين بعد 25 يناير لأني أحبهم، وتحديدا أحب السلفيين، وليس حزب النور".
بهذه الكلمات التي نطق بها شومان في حواره مع مذيع فضائية "الشرق"، معتز مطر، حدّد المعادلة الصعبة التي حكمت حياته منذ ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 إلى ما قبل أيام قلائل، إذ إنه تمكن من الخروج من مصر والتوجه إلى تركيا، حيث انضم إلى مذيعي القناة، عبر برنامج جديد يقدمه فيها.
وقال شومان خلال البرنامج إن هناك فنانين داخل مصر يحبون الإسلاميين، ولكنهم يخشون إعلان موقفهم ذلك.
على إثر ذلك، هاجم الإعلام الموالي للانقلاب، شومان، إذ مثَّل خروجه من مصر وظهوره بفضائية "الشرق" فجأة صدمة له.
وقررت نقابة المهن التمثيلية في مصر
فصل شومان إلى جانب وجدي العربي المعروفين بموقفهما الرافض للانقلاب العسكري، الأحد.
اقرأ أيضا: فصل وجدي العربي ومحمد شومان من نقابة "الممثلين" بمصر
المسيرة الفنية لشومان
يُعد "محمد شومان" أحد أبرز الفنانين المصريين الذين بزغ نجمهم خلال السنوات الماضية، إذ قدم الكثير من الأعمال الفنية والأفلام والمسلسلات مع نجوم الصف الأول، وشارك في العديد من الأدوار مع نجوم بارزين منهم عادل إمام، وكريم عبد العزيز، وعبلة كامل، ومحمد هنيدي.
وارتبط شومان، البالغ من العمر 57 عاما، عند الجمهور، أيضا من خلال أدائه دور ضابط المباحث الفاسد في فيلم "واحد من الناس" أمام كريم عبدالعزيز عام 2006.
ومن أشهر أفلامه كذلك فيلم "فول الصين العظيم" مع محمد هنيدي والمخرج شريف عرفة، وكان بمثابة تذكرة العبور لشومان إلى الشهرة في عالم الكوميديا.
واستطاع من خلال دوره مراسلا للتقارير في فيلم "السفارة في العمارة" مع الفنان عادل إمام والمخرج عمرو عرفة، ومن خلال مشهدين فقط، أن يترك بصمة قوية.
وقدم دوره بشكل كوميدي رائع في مسلسل "عمارة يعقوبيان"، الذي عرض على شاشات التلفزيون في شهر رمضان عام 2007.
ونجح شومان أيضا في وضع بصمته بالأفلامة التراجيدية، إذ نجح في تقديم دور الضابط في فيلم "واحد من الناس"، كما سلف، وفيلم "نقطة رجوع" مع شريف منير والفنانة نور.
واشتهر بدوره أيضا في فيلم "أدرينالين" مع غادة عبد الرازق.
وشارك في أفلام أخرى منها "مافيش فايدة، وأشرف حرامي، وأيامنا الجاية، ومرجان أحمد مرجان، و1/8 دستة أشرار، وأيظن، وحليم، وعودة الندلة، وبوبوس". وكان آخر أدواره السينمائية فيلم "طمبولا".
وفضلا عن ذلك، اشتهر شومان ببطولة الحملة الدعائية لمصلحة الضرائب المصرية، مع وكالة "طارق نور" للإعلان، لتعريف المواطنين بكيفية دفع الضرائب، وتشجيعهم على الالتزام بالسداد.
محمد شومان.. السياسي
كان لشومان موقف واضح من ثورة 25 يناير، إذ كان من أبرز الداعمين لها، كما أنه كان من الداعمين للرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة، ودستور عام 2012.
وإلى جانب ذلك، كان بطلا لفيلم "تقرير" الذي أنتجه شركة "سينما النهضة" في عهد حكم مرسي، التي كانت تهدف إلى تقديم فن مختلف يقوم على المعايير الأخلاقية للمجتمع المصري، وينطلق من المقومات الحضارية والثقافية للمجتمع.
ولم يتغيب شومان عن تظاهرات مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب، فقد شارك في الاعتصام السلمي في ميدان "رابعة العدوية"، واعتلى المنصة ذات مرة، قائلا: "جئت أواسي الجرحى، وأحتسب القتلى شهداء عند الله عز وجل، وما جئت إلا لتطبيق الشريعة الإسلامية".
وأضاف: "إن الحرية التي نطالب بها هي خروج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وتحكيم شرع الله".
ودعا قائلا: "اللهم حكِّم فينا كتابك.. اللهم استعملنا، ولا تستبدلنا".
وأكد شومان أن قناعته بمشروع "النهضة" الذي تقدمت به جماعة الإخوان هو الأمر الذي دفعه لتأييد مرسي، موضحا أن النهضة أمل مصر في المستقبل.
الظهور مع بدء العام الجديد
في ظهوره مع معتز مطر، عبر فضائية "الشرق"، في السهرة التي أعدتها بمناسبة رأس السنة، أكد شومان أن ما حدث في 30 يونيو ليس ثورة، بل "انقلاب"، وأن 25 يناير هي الثورة الوحيدة في مصر، كما أنه دافع عن جماعة الإخوان، وقيادات الجماعة في السجون، ووصفهم وأترابهم بـ"المظلومين".
وكشف أنه منذ البداية لم يكن متعاطفا مع العسكر، بل الأمر كله كان لصالح التيار الإسلامي الذي تعرض للظلم والقمع على يد الجميع في البلاد.
وأكد أنه منذ الثلاثين من يونيو 2013، لم يصرح بأنه ضد الانقلاب، كما أنه لم يعلن تضامنة معه، مشددا على أن هواه إسلامي، بحسب قوله.
وأضاف أنه ترك الضرائب في عز قوة وجبروت نظام مبارك، على الرغم من أنه تعرّض لتهديدات مبطنة، مشددا على أن مواقفه قبل 30 يونيو وحتى أيام مبارك كانت واضحة.
واستطرد أنه بعد ثورة يناير حاول أن يكون مع الإسلاميين بالتحديد، معربا عن حبه لهم خصوصا للسلفيين، "لكن مش حزب النور"، بحسب قوله.
وحول ندرة الفنانين الذين يتعاطفون مع الحق أكد شومان أن هناك عددا من الفنانين متعاطفين مع الإسلاميين، لكنه لا يستطيع أن يقول أسماءهم، لأنهم ما زالوا مقيمين في مصر حاليا، ويمكن أن يتضرروا ويصيبهم أذى إذا ما صرَّح بأسمائهم.
أُعلن شومان (مواليد 25 آذار/ مارس عام 1958) أنه سيقدم برنامجا خاصا على فضائية "الشرق"، يحمل اسم "شومان شو"، ويقدم فيه الأحداث في مصر بشكل هزلي.
من جانبه، علّق خيري رمضان، على استضافة مطر لشومان، قائلا: "دي كانت مفاجأة لي"، لكنه أردف: "هما حرَّان".
وأضاف في برنامج "ممكن"، عبر فضائية "سي بي سي"، الجمعة الماضي، أن الفنان محمد شومان ذهب إلى تركيا، وأعلن انه سيقدم برنامجا من هناك، وأن انتماءه سلفي، وأنه يقف مع الإسلاميين، معلقا، بمرارة: "هو حر طالما مش هيشيل سلاح".