فيما يبدو تطبيقا لشعار حمل توقيع "جنود الأسد"، يخيّر السوريين بين "
الجوع أو الركوع"، يشتد
الحصار على عشرات الآلاف في بلدة
مضايا قرب
الزبداني في ريف دمشق، في وقت تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، لتشهد المدينة تساقطا مستمرا للضحايا بسبب الجوع.
وأطلق نشطاء هاشتاغ "#مضايا_تموت_جوعا" مع استمرار الحصار التام على البلدة منذ شهر تموز/ يوليو الماضي، وهو ما اعتبر انتهاكا لهدنة الزبداني مقابل الفوعة وكفريا، حيث كان من بنود الهدنة فتح طريق الإمدادات للمدينة.
وذكر نشطاء في المدينة أن السكان باتوا يأكلون أوراق الشجر والقطط والحشائش والنفايات وكل "ما لا يؤكل" للبقاء على قيد الحياة، وهو ما أكده أيضا القيادي في حركة أحرار الشام أسامة أبو زيد، الذي خرج مؤخرا من المنطقة بموجب الهدنة، في حديث لقناة الجزيرة، في حين يمنع النظام السوري إدخال أي نوع أو كمية من المواد الغذائية، بما في ذلك حليب الأطفال.
من جانبها، أوردت صفحة مضايا على فيسبوك أن خمسة مدنيين توفوا الأحد في المدينة، اثنان منهم بسبب سوء التغذية وشح المواد الغذائية، وهما أحمد عبد الكريم جواد وامرأة من آل المالح، فيما قتل ثلاثة آخرون عندما سقطوا في كمين لقوات حزب الله التي تتولى حصار المدينة، حينما كانوا يحاولون الخروج من المدينة لجلب بعض المواد الغذائية. والثلاثة هم زياد غليون، وامرأة من آل نعمة وابنها. كما تحدثت الصفحة عن انفجار ألغام أرضية بسكان حاولوا الخروج من المدينة.
وذكر نشطاء أن النظام السوري يرفض فك الحصار عن مضايا قبل رفعه عن بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب، في حين هدد الشرعي في جيش الفتح، عبد الله المحيسني، باقتحام البلدتين في حال عدم رفع الحصار عن مضايا، ونشر عدة تغريدات مستخدما "#إطعام_مضايا_أو_إبادة_الفوعة".
وتضم مضايا آلاف النازحين من الزبداني بسبب القصف على المدينة، كما تم تهجير آخرين قسرا من مناطق بلودان والإنشاءات والمعمورة الخاضعة لسيطرة النظام السوري وحزب الله اللبناني في الزبداني.
من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن الناشط في البلدة سمير تاتين أن "نحو 70 شخصا توفوا منذ بدء الحصار على البلدة، وأن حوالي 50 شخصا أصيبوا بأمراض جراء سوء التغذية".
وأوضح تاتين، أن أكثر من 40 ألف شخص يعيشون في البلدة الخاضعة للحصار، مؤكدا أن البلدة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمواد الصحية.
وأشار تاتين إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد من الأرز في البلدة يبلغ 40 ألف ليرة سورية (ما يقارب 117 دولارا). وناشد تاتين، الرأي العام العالمي بالضغط على قوات النظام السوري، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى البلدة خاصة مع دخول فصل الشتاء.
وشهدت المدينة القريبة من الحدود اللبنانية تساقطا للثلوج، وتكون الجليد بسبب انخفاض دردجات الحرارة، في ظل انعدام وقود التدفئة.