قتل الفرنسي
شرف المؤذن المقاتل في
تنظيم الدولة والذي له "علاقة مباشرة" بالبلجيكي
عبد الحميد أباعود في ضربات في
سوريا، قضت أيضا على عشرة آخرين من قادة التنظيم الجهادي، بحسب الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع الفرنسية.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء مقتل المؤذن في 24 كانون الأول/ ديسمبر في غارة جوية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وقال ردا على سؤال للصحافة خلال لقاء في باريس مع الجنود: "نعم، أستطيع أن أؤكد ذلك"، مضيفا: "لا تعليق آخر".
وكان متحدث أمريكي مقره بغداد كشف، الثلاثاء، أن عشرة قياديين من تنظيم الدولة قتلوا الشهر الجاري في ضربات في العراق وسوريا.
وقال الكولونيل الأمريكي ستيف وارين، لدى إعلانه عن مقتل الفرنسي، إن المؤذن كانت "له علاقة مباشرة" بالبلجيكي (المغربي الأصل) عبد الحميد أباعود المخطط المفترض لاعتداءات باريس وأنه "كان يعد لهجمات أخرى في الغرب".
وقال مسؤولون الأربعاء إن شرف المؤذن القيادي بتنظيم الدولة الذي قتلته غارات جوية في سوريا قبل أيام كان على صلة باثنين من منفذي
هجمات باريس وتدرب في ناد للرماية مع أحدهما.
وفي تطور جديد بالتحقيق في سلسلة الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي وأسقطت 130 قتيلا، أكد مصدر مقرب من التحقيق أن شخصا واحدا على الأقل يشتبه بأنه تولى تنسيق الهجمات من بلجيكا عبر هاتف محمول أثناء تنفيذها.
وساعدت هذه التفاصيل الجديدة في رسم صورة للمنفذين وكيف نفذت العملية وتحديد ثغرات في عمليات جمع المعلومات ومراقبة من يشتبه بأنهم متشددون بفرنسا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس بلدية درانسي بشمال شرق باريس جان كريستوف لاجارد قوله إن المؤذن كان على صلة وثيقة بسامي عميمور، وهو سائق حافلات سابق عمره 28 عاما فجر نفسه في قاعة باتاكلان للحفلات.
وقال رئيس البلدية إن الاثنين خططا للسفر إلى اليمن، في 2012 وتركا فرنسا إلى سوريا في 2013، مضيفا أنه كان ينبغي فعل المزيد لوقفهما.
وأضاف: "اعتقلا في 2012 عندما حاولا السفر إلى اليمن ووضعا تحت الرقابة القانونية"، مضيفا أن المجموعة ضمت أيضا رجلا ثالثا، في إشارة إلى شخص يدعى سمير بوعبوط.
وأوضح أن المؤذن "كان أول من سافر إلى سوريا في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو 2013. وسافر الآخران بعد ذلك بنحو شهرين. هو مهد الطريق.. ما لا أفهمه هو أنه لم يثبت وجوده لدى الشرطة لمدة شهرين ولم يصدر أي رد فعل ولم يلاحق أحد الاثنين الآخرين".
وأكد المصدر القريب من التحقيق، الذي طلب عدم نشر اسمه، وجود صلة بين المؤذن وعميمور، وأضاف أنه من المتوقع أيضا أن يكون المؤذن يعرف إسماعيل عمر مصطفاي، وهو فرنسي من أصل جزائري كان أحد المهاجمين في مسرح باتاكلان وقتل فيها، مضيفا أن المؤذن وعميمور أفلتا من رقابة الشرطة.
وأضاف: "لا يزال السؤال عن دوره (المؤذن) المحتمل في هجمات باريس قائما، من واقع الصلة بينه وبين عميمور فإن كل التساؤلات يجب طرحها".
وتمت مداهمة منزل عائلة المؤذن في درانسي بالضاحية الشمالية لباريس بعد أربعة أيام من هجمات باريس، بحسب مصدر مقرب من الملف.
يشار إلى أن المؤذن ولد في 15 تشرين الأول/اكتوبر 1989 من أبوين مغربيين في بوندي، شمال شرق باريس.
وأمضى شبابه في درانسي القريبة من بوندي، وفي هذه المنطقة اعتقل في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 بينما كان يستعد للمغادرة مع اثنين من أصدقائه (سامي عميمور وسمير بوعبوط) إلى اليمن أو أفغانستان عبر الصومال.
كما أعلن مصدر آخر أن المؤذن اشترى معدات شبه عسكرية، وحصل على قرض للاستهلاك بقيمة 20 ألف يورو.
وكشف الكولونيل وارن أيضا أنه بين مسؤولي تنظيم الدولة الإسلامية الذين قتلوا في شهر كانون الأول/ديسمبر على يد التحالف في سوريا والعراق، مواطن من بنغلادش مستقر في سوريا يدعى سيف الحق سوجان.
وكان هذا الرجل الذي قتل قرب الرقة "عاصمة" المناطق التي يحتلها تنظيم الدولة، مهندسا في المعلوماتية تخرج في بريطانيا.
وكان بحسب الولايات المتحدة في عداد فرق قراصنة معلوماتية في تنظيم الدولة، لكنه ساعد أيضا في تنظيم الحماية من الهجمات المعلوماتية وإحباط وسائل المراقبة الإلكترونية وكذلك تطوير أسلحة.
وأكد بيان للتحالف أن "داعش فقد بمقتله رابطا رئيسيا بين الشبكات".