مقالات مختارة

هل ما نعيشه في تركيا حرب حقيقية؟

1300x600
في النصف الثاني من عام 2015 الذي شارف على الانتهاء، احتل تعبير (مواجهة الإرهاب) بلا شك الصدارة في الساحة. حسنا، هل ما يحدث حقا مواجهة للإرهاب؟

هل نعيش حربا؟

إذا ما اقتنينا الصحيفة نرى صور مدينة قد ملأَت شوارعَها الدباباتُ، ويندرج الخبر تحت عنوان "مواجهة الإرهاب"، ننظر إلى التلفاز، فنرى الجنود من أجل "مواجهة الإرهاب" يقتحمون هذه المدينة أو تلك القرية. الصوت الخفي، يقول بأن العملية سيتم توجيهها من قبل جنرالات، لنقل إننا عرضنا هذه التسجيلات على موزمبيقي، فماذا سيكون أول سؤال سيوجّهه لنا بعد معاينة الصور؟.. نعم أحسنت التخمين: "أي حرب هذه؟".

هناك "حرب" صريحة تدور رحاها في منطقة الجنوب الشرقي، ولكننا حتى الآن، نطلق عليها اسم "حرب ضد الإرهاب"، أي إن هذه الحالة المأساوية التي نعيشها لم نستطع أن نطلق عليها بعد أي اسم.

حسنا، لماذا تقام هذه الحرب ضيقة القطر؟ وإلى أي شيء تهدف أنقرة؟ هناك من يعلّق قائلا: "كما قامت روسيا بإنهاء المقاومة في الشيشان من خلال استخدامها قوة عظيمة، وكما قام جيش سيرلانكا بإنهاء الأزمة من خلال تصفية متمردي التاميل الذين حرّكوا الصراع الانفصالي لأكثر من عشرين سنة.. ستقوم أنقرة أيضا من خلال استخدامها قوة مكثفة بإقصاء حزب العمال الكردستاني".

هل سيكون التقسيم هو النهاية؟

طبعا هذا هو الهدف، لكن هناك بعض الاختلافات: القاعدة المركزية لحزب العمال الكردستاني موجودة في قنديل، وليس داخل الحدود التركية. ولذلك، من المستحيل دخول الجيش إلى قنديل قبل إقناع اللاعبين الإقليميين والعالميين. وفي هذه الحالة، لا يبدو أنه من الممكن إنهاء المشكلة باستخدام القوة.

سابقا كان من الممكن الهروب من القرى التي تحدث فيها اشتباكات والمجيء إلى المدن، فبينما جزء من السكان الأكراد يتّجهون إلى الغرب التركي، فإن الجزء الآخر ذهب ليعيش في دولة أخرى.

هناك سؤال يتبادر إلى ذهني: تلك الإجراءات التي اتّخذناها لتلافي الانقسام، هل ستؤدي إلى تقسيمنا؟

(عن صحيفة صباح التركية، ترجمة عربي21)