أعاد الكاتب الصحفي المقرَّب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، محمد حسنين هيكل، الجمعة، مدح دولة إيران بوصفه لها بأنها دولة كبرى تحررت من أوامر الغرب، مبديا تعاطفه مع السيسي الذي لا ينام إلا ساعتين في اليوم من كثرة الهموم والمشكلات.
ولم يفوت هيكل الفرصة ليجدد هجاءه لدول الخليج أثناء حديثه في برنامج "مصر أين.. ومصر إلى أين؟"، المذاع على "سي بي سي"، معربا عن استيائه منها لأنها لم توظف القوة المالية بشكل جيد لخدمة الدور الدولي والإقليمي للمنطقة، حسب اعتقاده.
واتهم دول التحالف العربي بتدمير اليمن قائلا: "الغارات الجوية دمرت ما استطاع الشعب اليمني إنجازه في 100 عام، وما قامت به الدول العربية في اليمن خاضوه بالوكالة عن أمريكا".
كما لم يخف عراب النظام الحالي دعمه لإيران، مشيرا إلى أنه من الخطأ أن يكون الخلاف المذهبي له علاقة بتوجهات مصر الإستراتيجية، وأن معاداة العرب لإيران جاء بعد خروجها من طوع الغرب".
وأعرب هيكل عن تعاطفه مع السيسي، قائلا: "الله يكون في عونه، وأنا أستغرب كيف يستطيع أن ينام؟"، مضيفا لقد قال لي: "إنه لا ينام إلا ساعتين في اليوم من كثرة الهموم والمشكلات"، موضحا أن هناك حالة من القبول وليس الرضا بين الجماهير بالوضع الحالي، لأنهم يدركون أن البدائل مُزعجة جدا".
وشدد، على أنه يتوجب على عبد الفتاح السيسي، أن يجعل مصر تعمل بكل طاقاتها، وحشد قوى الوطن بناء على رؤية محددة. مشيرا إلى أن هناك نوايا طيبة ولكنها لا تكفي، "أخشى أن نترك الكثير من الأمور للتمني فقط، فالأماني لا تصنع مستقبل أو رؤى".
وحذر
هيكل السيسي من إعطاء الشعب أمالا زائفة، أو خطة غير واضحة، قائلا: "أتمنى أن يضع الرئيس، خريطة للأمل خلال عام 2016، على أن يوضح فيها كيف سيصنع هذا الأمل الحقيقي في الداخل والخارج، وإذا نجح في هذا الأمر سيصنع نموذجًا لمكافح".
وأثنى هيكل على مشروع قناة السويس الجديدة، معتبرا المشروع نموذجا جيدا لخلق الأمل، وأن عليه القيام بمشروعات أخرى مشابهة.
وأكد أن الخطاب العام في البلد مرتبك ومختلط بشكل غير طبيعي، قائلا: "ما يحدث من تعدي حدود التلاسن إلى التخوين وسيادة خطاب الجهل؛ بسبب الفراغ في الرؤى السياسية والقصور في توصيف شكل المستقبل".
وأكد على ضرورة أن يحتوي خطاب الرئيس أمام مجلس النواب المرتقب على خريطة عمل واضحة لما هو آت في المستقبل، قائلا: "خطابه يجب أن يكشف الحقائق كاملة أمام الناس، ووضع خطة واضحة للخروج من الأزمات، كما يجب أن يتضمن دعوة واضحة لمشاركة كل القوى في الحياة السياسية، وفي طرح الرؤى والبدائل للقضايا الخطيرة التي تواجه الوطن داخليا وخارجيا".
وقال معلقا على أزمة سد النهضة الإثيوبي، إنه "لابد أن تعي إثيوبيا بأن قضية سد النهضة تخص العالم العربي وليس مصر فقط".