قدم مذيع لأحد البرامج الغربية نتائج استطلاع مثيرة حول تقبل المجتمعات في كل من أمريكا وبريطانيا والشرق الأوسط لمسألة "قتل المدنيين".
وكانت المفاجأة الصادمة أن 86 بالمئة من المسلمين في الشرق الأوسط يرفضون تبرير قتل المدنيين تحت أي ظرف، وفقط 14 بالمئة منهم يرونه مبررا، فيما رأى 33 بالمئة من البريطانيين أن قتل المدنيين مبرر، والأكثر صدمة أن 50 بالمئة من الأمريكيين يرون قتل المدنيين أمرا مبررا في بعض الأحيان، ويقدمون المبررات لذلك، ويدافعون عنها.
وقال المذيع الغربي خلال برنامجه: "نحن غالبا ما نتحدث عن دراسات واستطلاعات تخرج لنا من الدول المسلمة والدول غير المسلمة، فيما يتعلق بمواضيع مختلفة، الآن واحد منها الإرهاب، والآخر هو قانون الشريعة؛ لذلك أريد أن أقتبس استطلاع للرأي هنا: هل تؤيد تطبيق الشريعة كقانون رسمي؟".
ونوه إلى أنه تم طرح هذا السؤال للتصويت في دول ذات أغلبية مسلمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهذا رقم مرتفع بشكل مذهل 74 بالمئة من الناس في تلك الدول قالوا: نعم، ويؤيدون الشريعة الإسلامية، وهنا الكثير من الناس يتوقفون ويقولون: يا إلهي، كلهم يؤمنون بقطع الأيادي والرؤوس... الخ ولكن تفسير الشريعة متنوع بشكل كبير، أنا لست مسلما؛ لذلك لن أزعج نفسي في محاولة فهم من على الصواب ومن هو المخطئ في كيفية فهم الشريعة.
وأضاف المذيع قائلا: "حسنا، نحن سنتحدث بشكل محدد عن قتل المدنيين، حتى اذا اتضح كمثال أن الشريعة تريدك حقا أن تقتل المدنيين، وهذا طبعا سيكون إشكالية، إذا كان هذا فهم الناس في هذه البلدان، لذلك سألوا هل تؤمن أن الاستهداف المتعمد وقتل المدنيين أحيانا مبرر؟ والخيار الآخر أنه غير مبرر".
وأكد أن 14 بالمئة من الناس في الدول ذات الأغلبية المسلمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط قالوا: نعم إنه أحيانا مبرر، هذا مزعج قليلا، ولكن هذا غير قريب من الـ74 بالمئة، وهذا لا يعني أن أغلب الناس لا يفهمون الشريعة، ولكن 14 بالمئة هو عدد كبير للأسف.
وأوضح مقدم البرنامج بالقول: "قبل أن تحكم لنرى ما هي إجابة الدول الأخرى على هذا السؤال نفسه، في المملكة المتحدة 33 بالمئة قالوا نعم إن الاستهداف المتعمد للمدنيين مبرر أحيانا، دون أضرار جانبية، وليس بشكل خاطئ، بل الاستهداف المتعمد للمدنيين. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فأظهر الاستطلاع أن الاستهداف المتعمد للمدنيين مبرر أحيانا باعتقاد 50 بالمئة من الأمريكيين".
وقال: "لذلك إذا نظرنا إلى التصويت، ومن هو الأكثر عنفا، وعرضة لما نسميه أحيانا إرهابا، الذي هو الاستهداف المتعمد للمدنيين".
وأوضح أن سكان الولايات المتحدة بحوالي أربعة أضعاف المسلمين، وهم على الأرجح يدعمون عمليات القتل المتعمدة للمدنيين.
وأكد المذيع في نهاية البرنامج أن كثيرا من الأمريكيين سيحاولون تبرير النتيجة، متسائلا: "هل تعتقد أن الناس في الشرق الأوسط لا يعرفون ما معنى الإرهاب وقتل المدنيين"، إنهم يعيشونه يوميا، ولذلك يرفضون قتل المدنيين، وهذا ما أظهرته نتيجة الاستطلاع.
وطالب بتقويم السلوك داخل أمريكا؛ لتجاوز مثل هذه المسائل الأخلاقية، التي تكشف حقيقة المجتمع الأمريكي عبر
استطلاعات الرأي.