انتهت محادثات السلام، الأحد، بين وفد الحكومة
اليمنية المعترف بها دوليا، والوفد المشترك لجماعة
الحوثي وحليفهم علي عبدالله صالح، الأحد، دون إحراز أي تقدم فيما يتعلق بهدف هذه الجولة في "إنهاء الحرب" والتي استمرت خمسة أيام في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، بالتزامن مع إعلان نائب الرئيس اليمني، ورئيس الحكومة خالد بحاح، عن عملية عسكرية للقوات الموالية للشرعية ستنطلق خلال الساعات المقبلة.
وأعلن الوفد الحكومي اليمني في مؤتمر صحفي بمدينة برن السويسرية، الأحد، عن تجديد قرار وقف إطلاق النار لسبعة أيام أخرى، بحسب ما أفادت به وكالة الأناضول التركية.
وكشف المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، الأحد، عن تقدم ملحوظ في المفاوضات، من بينها "الاتفاق على تدابير لبناء الثقة، والإفراج عن كل السجناء لدى الطرفين".
لكن ولد الشيخ اعتبر، خلال مؤتمر صحفي، أن التقدم في المحادثات "غير كاف"، مطالبا بعقد جولة جديدة من المشاورات، في 14 كانون الثاني/ يناير من العام المقبل.
ودعا المبعوث الأممي، جماعة الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، إلى "رفع كافة أشكال الحصار"، مشددا على إيصال المساعدات لكل المناطق المتضررة والمدنيين المحاصرين في بؤر الصراع.
وأعلن أن الأمم المتحدة، تدعو لـ"تمديد وقف إطلاق النار"، مؤكدا أنها تقدمت بطلب تجديد الهدنة لكل الأطراف.
قضايا بناء الثقة
من جهته، أكد عضو وفد الحكومة اليمنية ومستشار الرئيس اليمني، محمد موسى العامري، أن خلاصة ما خرج به جنيف2، مجموعة من القضايا لبناء الثقة مع الطرف الآخر في المفاوضات.
وسرد العامري، عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، مجموعة من نقاط بناء الثقة وهي "الكشف والإفراج عن السجناء والمختطفين والمعتقلين لدى القوى الانقلابية ـ أي الحوثي وصالح ـ، وفتح الطرقات وعدم التعرض للمساعدات الإنسانية والإغاثية، خصوصا لمدينة تعز (جنوب البلاد)، والتي لم تصلها المساعدات إلى الآن رغم تعهد الحوثيين وأتباع صالح بعدم التعدي أو التعرض لقوافل الغذاء والدواء".
ومن ضمن النقاط، بحسب عضو وفد الشرعية، "تشكيل لجنة عسكرية بغرض التواصل والتهدئة، ومواصلة جهود المشاورات في المستقبل في ضوء تطبيق القرار 2216، واستعادة الدولة ومؤسساتها، وتسليم السلاح للدولة وبسط نفوذها على جميع مناطق اليمن حتى يتم التوصل بعدها إلى وقف إطلاق النار بصورة دائمة".
نهاية فاشلة وتخاذل الأمم المتحدة
وفي شأن متصل، علق الكاتب والمحلل السياسي، زيد السلامي، على اختتام محادثات جنيف2 بأن "فشلها كان متوقعا"، بسبب أن الحوثيين وصالح، "غير جاهزين للسلام"، من خلال "إصرارهم على مشروع القتل والدمار الذي ينتهجوه، فضلا عن الأجندة الإيرانية الطائفية، التي تهدف لتنفيذها في اليمن"، وفق تعبيره.
وانتقد السلامي في حديث خاص لـ
"عربي21"، "مواقف الأمم المتحدة العائمة والمتخاذلة تجاه مليشيات الحوثي وصالح"، نتيجة غياب الضغط الذي تمارسه على الحوثي وصالح، وتحمليها مسؤولية عرقلة تنفيذ قرارات مجلس الأمن، علاوة على ذلك "نظرتها المختلة للجماعة، والتعامل معها على أنها "كيان سياسي" بينما الواقع يؤكد أن ميليشيا مسلحة تمارس الإرهاب".
وقال: "ليس هناك حاجة لعقد جولة جديدة للمشاورات مع وفد الانقلاب"، داعيا الحكومة الشرعية إلى "التركيز على تحرير المدن اليمنية من خلال دعم المقاومة والجيش الوطني اللذين يحرزان تقدما ملحوظا على الأرض ونقل المركز المالي من صنعاء، وتجريد الميليشيا من الأوراق التي تستخدمها للضغط على المواطن البسيط".
وأشار السياسي اليمني، إلى أن هناك مكاسب حققها وفد الحكومة، أبرزها "تعرية الحوثيين وحليفهم صالح، أمام العالم بأنها قوى شر وقتل ودمار وليست قوى سياسية وسلام".
بحاح يعلن عن عملية مرتقبة
من جانب آخر، كشف نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، عن عملية عسكرية واسعة ستشنها القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الساعات المقبلة، دون أن يحدد مسرح هذه العملية.
وقال بحاح، عبر حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك" مساء الأحد، إن "القوات الموالية للشرعية ورجال المقاومة يعلنون عن عمليات عسكرية واسعة خلال الساعات المقبلة، سيتم فيها السيطرة على مواقع إستراتيجية".
وحقق الجيش الموالي لهادي، تقدما نوعيا، خلال اليومين الماضيين، عندما استعاد السيطرة على محافظة الجوف (شمالا)، ووصول طلائعه إلى صنعاء، على بعد 40 كيلو مترا من قلب العاصمة.