حذّر القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، د.
محمود عزت، من وصفهم بجيل الثورة، بألا يستدرج إلى العنف، وأن يقدم الابتكارات والمبادرات.
وقال -في بيان له مساء الأربعاء نشره على الموقع الرسمي الجديد للإخوان (https://ikhwan.site/)- : "آثرت أن يكون من أول ما أكتبه للموقع الرسمي للإخوان كلمة عن أحدث انتصارات الثورة المصرية. فقد انتصر الشعب انتصارا عظيما قد يغفل عنه كثير من الناس، وذلك في مقاطعة أغلبية شرائح المجتمع من الرجال والنساء والعمال والفلاحين والمثقفين والمهنين للانتخابات البرلمانية المزورة، كما قاطع الشعب من قبل تمثيلية الانتخابات الرئاسية".
اقرأ أيضا:
محمد عبدالرحمن: الالتفاف حول القيادة يمنع تفكك "الإخوان"
وأضاف "عزت": "ذروة الانتصار كانت لجيل الثورة الذي شهد العالم كله بأنه لم يستسلم للقهر والظلم والقتل، بل نجح في كشف خداع الانقلابيين وخيانتهم لشعبهم، فاتسعت الحاضنة الشعبية للثورة بفضل هذا الجيل".
وتابع القول: "على جيل الثورة أن يقوم باستكمال دوره بتنمية وتوسعة هذه الحاضنة الشعبية للثورة، وألا يستدرج إلى العنف، وأن يقدم الابتكارات والمبادرات".
وأردف قائلا، وأن يقدم (جيل الثورة) القدوة التي امتدحها ربنا من فوق سبع سماوات "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"، فقد قدمت الثورة قوافل الشهداء من كل شرائح المجتمع في نضالهم الثوري السلمي من الذين قاموا إلى السلطان الجائر المستبد الفاسد المفسد، فأمروه ونهوه، فقتلهم".
واستطرد "عزت" قائلا: "وهم لا يرجون بذلك، إلا أن يكونوا مع سيد الشهداء، كما وعدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله".
وأضاف: "نحن الإخوان المسلمون نعاهد شعبنا على الإحسان في نضالنا السلمي بعد أن عاهدنا الله على تقواه -عز وجل- فلا نقصد إلا وجهه بهذا النضال، ولا نرجو أجرا من أحد سواه "الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم".
وقال عزت: " كل ما نرجوه من شعبنا العزيز هو التفافه حول ثورته، كل على قدر طاقته، ولا يكون بيننا جميعا إلا المودة التي تذهب الشحناء والبغضاء والتدابر والتحاسد والجدال والمراء المذموم والظن السيئ، فكل ذلك من معوقات الثورة، هذه الثورة التي هي خير للشعب كله، من تقدم وشارك وضحى، ومن اكتفى بمشاعر المودة بينه وبين الثوار، وتيقنوا أن هذه الثورة المباركة منتصرة بإذن الله "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".
وكان "عزت" قد وجه رسالة مساء الثلاثاء -نشرتها لأول مرة بوابة "الحرية والعدالة" التي التزمت الصمت منذ حدوث الأزمة الأخيرة- إلى "الإخوان" في داخل السجون وخارجها والمهاجرين خارج الوطن.
وقال إن "منهجنا منهج إسلامي شامل يسع الخير في كل المناهج الثورية والإصلاحية، فلا يتم الإصلاح إلا بالتغيير الجذري، وانتزاع الحرية لنيل الحقوق، والصدع بالحق في وجه الظالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى، والثبات على الحق، وبذل النفس والمال، وكل ذلك من عناصر المنهج الإصلاحي ضروري للثوار، حتى يكونوا ثوارا حقا".
وشدّد على أن "الأعمال والأنشطة الثورية، من التوعية الثورية وإلهاب العواطف وتجييش المشاعر والحشود الجماهرية في المسيرات والمظاهرات ثم الاعتصام إلى العصيان المدني وعشرات الوسائل من حرب اللاعنف مطلوبة للمنهج الإصلاحي، فيما أوضحه الإمام البنا لتحقيق عنصري الإصلاح (النصح والإرشاد ثم الخلع والإبعاد)".
واستدرك قائلا: "لكن الاستدراج للعنف أو استهداف الأرواح خروج عن النضال الثوري وتقويض له، وكان إعلان المرشد العام في عبارته الموجزة أن "سلميتنا أقوى من الرصاص" تعبيرا عن السياسة العامة للجماعة، التي أكد عليها مجلس شورى الجماعة في كل قراراته، والتزمت بها كل وحدات الجماعة".
وأوضح أنه كان من ثوابت "عبارة المرشد" عدم استهداف الأرواح، وابتكار وسائل مناسبة لتأمين استمرارية الحراك الشعبي في المحافظات بالتعاون مع الإخوان والثوار، مضيفا: "أما ما تردد من شائعات عن بعض الفاعليات التي تجاوزت الثوابت، فكان أغلبها افتراءات يراد بها تشويه الثورة والثوار".
وقال القائم بأعمال مرشد الإخوان إن الجماعة أكدت على لسان علمائها وقادتها في الداخل والخارج على "سلمية منهجها في كثير من البحوث والمقالات التي أصبحت معلومة للكافة".
وذكر أنه أرسل خطابا لأعضاء مجلس الشورى ورؤساء المكاتب الإدارية أوضح فيه الإجراءات الواجب اتباعها مع من يخالف السياسة العامة، مضيفا: "وأنتم أيها الإخوان حراس هذه الدعوة، تسدون منافذ الشيطان بالنصح، ثم تحذير من يخالف أو يحاول أن يلتف على قرارات الجماعة".
وتابع:" الحق أعز علينا من الأشخاص، وسوف نلتزم جميعا بقرارات التحقيق بعد اعتمادها، نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل، وأن يمضي لنا أعمالنا، ويبقي أخوة الإسلام التي توجب علينا إحسان المعاملة والصفح الجميل والتعاون على البر والتقوى".
ودعا إلى أن ينشغل كل فرد في الصف بمهمته والاجتهاد في إنجازها على أحسن وجه، وألا يشغل الحديث عن التصريحات الإعلامية والسياسية، عن الواقع العملي وموازنة النتائج وكيفية تعويض ما فات، محذرا من "فساد ذات البين، فإنها الحالقة"، بحسب وصفه.
اقرأ أيضا:
10 مكاتب إدارية لإخوان مصر ترفض إقالة المتحدث الرسمي
وقال عزت إننا "نتعبد إلى الله بممارسة الشورى بآلياتها الصحيحة مع الالتزام بقراراتها وتطبيقها بطريقة صحيحة، مع التأكيد على أهمية النصيحة فيما بيننا، واحترام القرارات المتخذة بآليات صحيحة، والالتزام بها مع التجرد الكامل للدعوة ومصلحتها، والارتباط بالمبادئ لا الأشخاص من أهم عوامل تماسك الجماعة والحفاظ عليها".
ووجه رسالة إلى الإخوان قائلا:" ابعثوا الأمل ونحن مقبلون على هذه الموجة الثورية، وابتكروا الوسائل، وأحسنوا التواصل، واقبلوا كل مشاركة مهما كانت محدودة، ولا تحقروا من المعروف شيئا، فالباطل زهوق بطبعه يحمل عوامل زواله في ذاته، فلم يكن ثوار تونس يحملون سلاحا عندما هرب ابن علي، ولم يكن ثوار التحرير يملكون قوة حينما تنحى "مبارك".
واختتم "عزت" بقوله : "أخلصوا نياتكم لله عز وجل، فإنَّه مُطَّلع على قلوبكم، وتوشك الأيام أن تمر، ويتحقق وعد الله للمؤمنين، فنسعد جميعا بنصره في الدنيا وصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في جنة عرضها السماوات والأرض"، بحسب قوله.
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب، وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
اقرأ أيضا:
ماذا يحدث داخل الإخوان؟ وإلى أين تسير الجماعة؟