لقي ثلاثة
أطفال أشقاء حتفهم في قرية البارة، بجبل الزاوية بريف إدلب، جراء سقوط مدفأة المازوت عليهم أثناء تواجدهم داخل المنزل، حيث اشتغل المنزل بالكامل، واحترق الأطفال الثلاثة داخله.
مرصد الجبل "أحمد"، وهو من سكان بلدة البارة روى لـ"عربي21" تفاصيل الحادث الذي وقع الاثنين، قائلا: "بينما كنت أقضي السهرة مع عائلتي في منزلي، سمعت صوتا عبر الأجهزة اللاسلكية ينادي "
حريق، حريق" بحكم عملي كمرصد، بدأت أنادي للدفاع المدني، والإسعاف، ليحضروا إلى المكان، وخرجنا مسرعين باتجاه مكان النيران".
ويضيف قائلا: "عندما وصلنا إلى مكان الحريق، كان باب المنزل مقفلا، فقمنا بكسر الباب، وبدأنا بإطفاء النيران، حملنا الأطفال الذين كانت النيران قد التهمتهم، في محاولة لإنقاذ حياتهم، وتم إسعافهم إلى مشفى كفرنبل، لكننا عرفنا بأنهم ماتوا جميعا منذ أن أخرجناهم من المنزل، وما إن وصت سيارة الإسعاف إلى المشفى حتى عادت أدراجها؛ لأنهم كانوا قد فارقوا الحياة، كما توقعنا.
ويعتقد جيران العائلة أن سبب الحريق يعود إلى نوع المازوت المكرر الذي يستخدمه الأهالي في التدفئة، وهذا المازوت يتميز بسرعة اشتعاله؛ لاحتوائه على الغاز ومواد أخرى. وبحسب روايتهم، فإنه من الممكن أن تكون سرعة اشتعال المازوت تسببت باحتراق شيء ما داخل المنزل؛ ما تسبب بحدوث الكارثة.
ويقول أحمد: "صحيح أن النظام السوري لم يقتل الأطفال الثلاثة، ولكن سبب وجود المازوت المكرر وانعدام المازوت النظامي؛ هو بسبب النظام السوري، بعد أن قطع المازوت عن المناطق السكنية التي تقع تحت سيطرة الثوار.
ويؤكد "مرصد الجبل" أن الأطفال الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم عشر سنوات، وأصغرهم رضيع عمره سنة ونصف، كان والدهم "علي الجابر" قد هاجر إلى ألمانيا منذ فترة، وكان يسعى إلى إكمال إجراءات لم الشمل بعد أن حصل على إقامة.
يتابع أحمد: "علي والد الأطفال كان هدفه كهدف أي أب في العالم، الحفاظ على أطفاله؛ بإبعادهم عن القتل والدمار في
سوريا، وإنقاذهم من آلة القتل اليومية في سوريا، لكن وفاتهم منعته من تحقيق ما رنا إليه".
وحاولت "عربي21" التواصل مع من والد الأطفال، لكن تدهور حالته الصحية بعد أن علم بالخبر الذي سبب له صدمة كبيرة، حال دون ذلك.
يذكر أن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها؛ إذ تم توثيق عدة حالات حروق ووفيات لأطفال بسبب مادة المازوت المكرر، الذي بات مصدرا أساسيا للتدفئة في ظل انعدام المازوت النظامي، ويحتوي المازوت المكرر على مواد سريعة الاشتعال مجرد اقتراب النار منها.