نشرت صحيفة الجورنالي الإيطالية قصة لاعب تونسي، انتقل إلى أوروبا لاحتراف
كرة القدم، لكنه تحول بعد ذلك إلى طريق التشدد الديني، وتمت محاكمته في بلجيكا في غمرة ردود الأفعال التي تلت هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قصة التونسي
نزار الطرابلسي، تعد من أغرب قصص لاعبي كرة القدم، حيث إن الكثيرين من متابعي الكرة في أوروبا، يذكرون أنه كان لاعبا جيدا وموهوبا، ولكنه انتهى به الأمر إلى التشدد الديني، بعد أن فشل في الالتزام بمتطلبات الاحتراف، مثل الكثير من اللاعبين الذين يضيعون فرصتهم، بسبب بضعة كيلوغرامات من الوزن الزائد، أو إقدامهم على تصرفات طائشة تكلفهم مستقبلهم الكروي.
وذكرت أن هذا التونسي المولود في سنة 1970، توقع له الجميع مستقبلا باهرا في عالم كرة القدم، حيث انتقل من تونس إلى فريق "ستاندار دي لييج" البلجيكي، وحقق نجاحا كبيرا رغم صغر سنه، وشد إليه انتباه المراقبين، فانتقل إلى فريق "فورتونا دوسلدورف" في دوري الدرجة الأولى الألماني، ولكن موهبته لم تسعفه بعد ذلك، حيث وقع في فخ النجومية، وأصبح يتعاطى الخمر والمخدرات.
وأضافت الصحيفة أن "نزار" انحدر بعد ذلك من القمة إلى الحضيض، وأصبح شخصا تائها ويائسا، ومع ضعف ثقافته الدينية، تعرف خلال ممارسته كرة القدم مع الفرق الهاوية، في نهاية مشواره، على طارق المعروفي، وهو أول بلجيكي يتم حرمانه من الجنسية في سنة 2009، بسبب تورطه في قضايا إرهابية.
وعن طريق طارق المعروفي، تعرف نزار الطرابلسي على شخصيات دينية مثيرة للجدل في أوروبا، مثل أبي قتادة وأبي أسامة، اللذين تمت إدانتهما لاحقا بتهم تتعلق بتنظيم القاعدة ولعب دور في أنشطة التنظيم في أوروبا. وأجرى نزار سلسلة من الرحلات إلى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وانتقل أخيرا بصحبة عائلته للعيش في أفغانستان، وهنالك التقى زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وقالت الصحيفة إنه بعد يومين فقط من إسقاط برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في سنة 2001، تم اعتقال نزار الطرابلسي في بلجيكا؛ للاشتباه في تحضيره لشن هجمات على قاعدة عسكرية لحلف الناتو في "كلاين بروغل"، يوجد بها عسكريون أمريكيون وصواريخ نووية، ثم في سنة 2003 تم الحكم عليه بالسجن لمدة عشرة سنوات.
وأضافت أن الولايات المتحدة نجحت بعد ضغط وإصرار كبير، في استصدار قرار بترحيل نزار الطرابلسي لأراضيها في سنة 2013، للخضوع لمحاكمة ثانية، بتهمة التخطيط لقتل رعايا أمريكيين، ولأنه التقى أسامة بن لادن في سنة 2001.
وهناك، تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، في ظروف شابتها انتقادات كثيرة. ثم في أيلول/ سبتمبر 2014، أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرار تسليم نزار للولايات المتحدة، وأمرت له بتعويض قدره 90 ألف يورو.
وقد اعتبرت المحكمة الأوروبية أن "تسليم نزار للولايات المتحدة يجعله يواجه حكما بالسجن مدى الحياة لا يمكن تخفيفه، وهو ينتهك أيضا بندا منع التعذيب في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".