تحولت حملة أطلقتها هيئة
السياحة المصرية "هي دي مصر" إلى منبر للسخرية، ومنحت مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لنقد وتعرية نظام الجنرال عبد الفتاح
السيسي.
وكتب إيشان ثارور في صحيفة "واشنطن بوست" قائلا إن الحملة التي أطلقتها سلطات السياحة على شكل "
هاشتاغ هي دي مصر" اعتمدت على فيلم فيديو، حاول إظهار غنى الحياة السياحية في مصر، وتنوع مظاهرها الجمالية، وانتهى الشريط بعبارة "هي دي مصر".
ويشير التقرير إلى أن الحملة دفعت مستخدمي "تويتر" المصريين للتشارك في الصور، منها صورة رجل على دراجة هوائية يقرأ الجريدة بيد، ويتحكم بالعجلة بيد أخرى، ويحمل على رأسه طبلية خبز ليوزعها على المحلات، للدلالة على الفخر بأبناء مصر المتعلمين، وصورة أخرى لميدان المعز، في إشارة إلى التهديد الإرهابي الذي تواجهه السياحة المصرية، وانتشار العنف الذي منع السياح من القدوم إلى مصر.
وتستدرك الصحيفة بأن الحملة قادت إلى تعليقات غير مرغوب فيها. وقام البعض بعرض صور لا تريد سياحة مصر أن تراها، مثل انتهاكات حقوق الإنسان، والتعذيب الذي يمارس في سجون النظام المصري.
ويلفت الكاتب إلى أنه منذ وصول السيسي إلى الحكم في تموز/ يوليو 2103، بعد انقلابه على الرئيس المصري السابق محمد مرسي، تم اعتقال الآلاف من الذين اشتبه بمعارضتهم للنظام، وتعرض الصحافيون لمناخ من التخويف والقمع.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن البعض قام بتقديم تفسير ساخر للفيلم القصير، فقد عانت السياحة المصرية من ضربة قوية، كان آخرها تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، حيث أعلن تنظيم الدولة- ولاية سيناء مسؤوليته عنه. وفي بداية هذا العام أطلقت مروحيات عسكرية النار على قافلة من السياح، الذين كانوا يتناولون طعامهم في استراحة صحراوية، بعد الاشتباه بكونهم مطاردين من الجماعات الإسلامية التي تعمل قرب الحدود المصرية الليبية.
وتذكر الصحيفة أن واحدة وضعت صورة لفندق مينا هاوس وهو فارغ. وكتب وائل إسكندر تغريدة قال فيها إن عمر نوهان سجن ثلاثة أعوام؛ لرسمه كاريكاتيريا للسيسي صوره على شكل ميكي ماوس، وفي تغريدة أخرى قال فيها إن صبيا سجن عامين بسبب ارتدائه قميصا كتب عليه لا للتعذيب.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن شيرين كتبت "هاشتاغ هي دي مصر" المكان الذي تذهب فيه للسجن لكتابة رواية. وأخرى وضعت صورة لأكوام الزبالة، وتحتها تعليق "هاشتاغ هي دي مصر" ، "هاشتاغ تفاؤل" و"هاشتاغ سياحة".