عُرض يوم الثلاثاء، فيلم سينمائي بعنوان "
قناص بغداد"، الذي يجسد حياة قناص بغداد المعروف باسم "جوبا" إبان فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، في مركز "جان كرجا" الثقافي، في مدينة إسطنبول، تحت رعاية مؤسسة "إنسانية" العالمية.
واستهل الحفل، فاعليته بكلمة ألقاها "أشرف عبد الغفار"، مدير مركز إنسانية العالمي، تلاها عرض الفيلم الذي استمر لنحو 35 دقيقة، ثم كلمة المصري "عبد الرحمن عبد الحليم" مخرج الفيلم السنيمائي، لينتهي بتوزيع الدروع للمشاركين في الفلم.
ويتناول الفيلم الاحتلال الأمريكي للعراق، والقناص الذي كان يستهدف الجنود الأمريكيين هناك في العام 2003.
والفيلم من إنتاج مشترك لعمل تركي عربي، بدعم من مؤسسات ولجان عدة، من بينها مؤسسة "إنسانية" العالمية ومن إنتاج شركة "أطلس يورو"، بطولة "عبد الرحمن الشافعي" مصري، و"جوزال رافشانو?ا" وبمشاركة عدة ممثلين منهم "يشار كوتباي" تركي.
وقال "عبد الرحمن عبد الحليم" مصري، مخرج الفيلم السينمائي، في تصريحات خاصة لـ"الاناضول"، على هامش العرض، "إن الفيلم يتحدث عن شخصية معروفة في المقاومة الشعبية العراقية، خلال الفترة التي كان العراق محتلا بها من قبل الجنود الأمريكيين آنذاك، وإن قصته درامية، لكنها تجسد الواقع الذي حصل بالعراق".
وتابع "عبد الحليم"، "الفيلم تم إنتاجه من خلال عمل مشترك بين العرب والأتراك، والذين قاموا بدور العرض، بعض الممثلين المصريين والأتراك، المعروفين على الساحة التركية، ومن بعض الممثلين في الدول الأخرى مثل العراق".
وأضاف قائلا "تصوير أحداث الفيلم تم في تركيا، في مدينة أورفا على الحدود السورية التركية، بسبب أننا كنا نبحث عن موقع قريب من الأحداث التي كانت تجري في العراق".
وذكر أن "سبب إنتاجنا لهذا الفيلم، أن تاريخنا مليء بقصص البطولات المثيرة، لكنه لا يوجد أي نوع حقيقي من هذه القصص، ونحن نحاول إظهار قصصنا من وجهة نظرنا نحن، وليس من وجهة نظر الغرب".
وأوضح "عبد الحليم" قائلا "للأسف الإعلام الأمريكي أو الغربي يقدم صورة نمطية للعرب سيئة جداً، ويتم اتهامهم دائماً بالإرهاب، في حين أن الحقيقة تختلف عن هذا الشي، ونحن بدورنا نعمل على إظهار الحقيقة في فيلم (قناص بغداد)".
وأكّد "عبد الحليم"، "أن
السينما الأمريكية تعمل على إنتاج
أفلام، لإظهار صورة حسنة عن الجيش الأمريكي، للتغطية على جرائمه في العراق، أو أي بلد قام باحتلالها، مع أنه قام بارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية في البلاد المحتلة من قبله".
واستطرد "وإننا نحاول أن نحارب بنفس السلاح الذي يحاربونا به، وهو السينما، التي نستطيع إيصالها إلى كل الناس، والفيلم الذي نقدمه هو فيلم من دون حوار، ليخرج عن حدود اللغة، ويصل إلى كل الناس حول العالم، لفهم أحداث الفلم بمجرد مشاهدته".
ولفت "عبد الحليم" إلى إن "واقع البحث عن شخصية قناص بغداد، كانت مميزة جدًا في عمليات القنص، وأن الرصاصة عنده كانت بجندي أمريكي، وهذا الشيء أزعج القوات الأمريكية، وتحدث عنه كثير من المحللين العسكريين في الولايات المتحدة".
من جهته قال الدكتور "أشرف عبد الغفار"، مدير مؤسسة إنسانية ومقرها إسطنبول التركية، خلال حفل العرض، إن "الذين فهمو الشعوب وفهمو احتياجاتها الحقيقية، هم قليل في العالم، وأن هنالك جوانب كثيرة لا يمكن أن نهملها، ونحن نسعى لسد حاجات الشعوب، ولم تعد الحاجة حاجة مادية فقط".
ونوّه "عبد الغفار" في تصريح للأناضول، قائلا "لقد وضعنا مناهج تعليمية وتثقيفية على جميع المراحل الدراسية في العالم، مثل أفغانستان والشيشان، ولكن أتت قوى الشر مع الأسف، لتمنع ذلك الخير الذي نقدمه، وأدركنا وقتها أنه ليس فقط علينا السعي على الأرض بين الناس، ولكن هنالك فضاء واسعاً يجب أن يستغل، طالما أن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليست ملكاً لأحد".
وأفاد "عبد الغفار"، لقد أدركنا أن الإعلام سلاح جبار لا يمكن إغفاله في معركة عالمية، وهي معركة لا نحارب فيها أحد، ولكننا نحارب لإظهار الحقيقة المجردة".
وقناص بغداد الراحل الذي كان يتبع للجيش الإسلامي في العراق كان يستهدف قوات التحالف. ظهر ضمن سلسلة أفلام يقوم بإنتاجها الجيش الإسلامي في العراق تحت عنوان قناص بغداد، وأعلن أنه قتل 645 جندياً أمريكياً، وكان آخرها، الإصدار الثالث الذي تم إصداره في أوائل عام 2008، بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك.
ويلقب جنود التحالف قناص بغداد بكلمة "جوبا"، وهي كلمة ذات عدة معاني ترتبط كلها بالموت، ومن معاني هذه الكلمة رقصة زنجية ترمز إلى الموت.