قال مسؤولون، الثلاثاء، إن دول حلف شمال الأطلسي تعتزم إرسال طائرات دورية وصواريخ لتعزيز الدفاعات الجوية التركية على الحدود مع سوريا، عقب إسقاط أنقرة طائرة حربية روسية في المنطقة الأسبوع الماضي.
ومع سعي بلدان الحلف لطمأنة أنقرة بشأن تداعيات الاختراق الروسي لمجالها الجوي، دفع قرار ألمانيا والولايات المتحدة نقل بطاريات صواريخ باتريوت التابعة لهما من
تركيا أعضاء آخرين في الحلف لسد الفجوة.
وبينما أعلنت الخطوات الأمريكية والألمانية قبل أسابيع، فإن التدخل الروسي المفاجئ في الحرب السورية في أيلول/ سبتمبر دفع دول الحلف لعرض مساعدة إضافية على القوات الجوية التركية.
وباتت إسبانيا الآن البلد الوحيد في الحلف الذي ينشر بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا.
وقال وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفشيوس لرويترز في بروكسل خلال اجتماعات مع وزراء خارجية آخرين بالحلف: "ينبغي علينا الاستغلال الكامل لقدراتنا في مواجهة التهديدات الماثلة أمام الجناح الجنوبي للحلف".
وتتزامن تصريحات الوزير الليتواني مع مبادرات لنشر سفن وطائرات من الحلفاء.
وقال الوزير: "ينبغي علينا دعم حليفتنا تركيا".
وقال دبلوماسيون إنه من المحتمل أن تشمل الإجراءات المزيد من السفن من أعضاء الحلف في شرق البحر المتوسط والمزيد من طائراته المتمركزة في القاعدة التركية في انجيرليك والمزيد من بطاريات الدفاع الصاروخي علاوة على ما قدمته إسبانيا.
وقال وزراء الخارجية في بيان إن الموقف على الحدود التركية مع سوريا والعراق "غير مستقر على نحو كبير" كما أعلنوا التزامهم بتعزيز الدفاعات الجوية التركية التي وصفوها بأنها "إجراءات طمأنة".
وقال الوزراء في بيانهم: "لا نزال عازمين على مواصلة تطوير إجراءات طمأنة إضافية في الحلف، ويعمل الحلفاء على إعداد إسهامات أخرى محتملة".
وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف إنه يتوقع قرارا بحزمة (إجراءات) خلال أسابيع، لكنه سعى لتبديد أي تصور لارتباط بين التعزيزات والتوغلات الجوية الروسية، كما دعا
روسيا وتركيا للتوصل لحل للتوترات.
طائرات اعتراض
ونشر الحلف صواريخ باتريوت سطح-جو على الحدود التركية السورية في كانون الثاني/ يناير 2013؛ لإسقاط أي صواريخ من سوريا. وناشدت أنقرة أعضاء الحلف الإبقاء على الدفاعات الصاروخية حتى قبل اشتعال التوتر مع روسيا؛ بسبب الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي.
وأسقطت تركيا في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر قاذفة روسية في مجالها الجوي، في أول حادث من نوعه منذ الحرب الباردة، أثار توترا شديدا في
العلاقات بين البلدين.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن قاذفات من طراز سوخوي-34 نشرت في سوريا لأول مرة يوم الاثنين مجهزة بصواريخ جو-جو للدفاع عن نفسها.
وبينما أثبت الدفاع الجوي التركي قدرته على اعتراض طائرات حربية روسية، قال الوزراء إن إرسال دعم عسكري إلى تركيا يهدف أيضا لطمأنة أنقرة وتهدئة التوترات.
ويرى البعض ومنهم ألمانيا وهولندا ضرورة أن تبحث تركيا والحلف التوغلات الجوية مع روسيا.
وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز للصحفيين "توجد ضرورة للتحدث جيش إلى جيش بين الحلف وروسيا الاتحادية؛ لتجنب مثل هذه الحوادث والصراعات؛ لأنها محفوفة بالمخاطر بشدة".
ودعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير مبعوثي الحلف لعقد اجتماع خاص مع روسيا. وعلق وزراء خارجية
حلف الأطلسي مثل هذه الاجتماعات في نيسان/ أبريل من العام الماضي، بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وحتى الآن، نقلت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة خاصة مخصصة لاعتراض القاذفات وطائرات استطلاع إلى قاعدة انجيرليك التركية، بينما قالت بريطانيا إنها سترسل أيضا طائرات إلى المنطقة عقب التصديق على قرار الحلف.
وترسل ألمانيا والدنمرك سفنا إلى أسطول الحلف في شرق البحر المتوسط. ومن المحتمل أن يرسل الحلف بعضا من طائراته الاستطلاعية التي يطلق عليها نظام المراقبة والإنذار المحمول جوا (اواكس) المجهزة بقدرات لتوجيه المعارك الجوية أيضا.