بدأت
روسيا عقب إسقاط
تركيا لمقاتلتها جراء انتهاكها مجالها الجوي، تقديم دعم جوي لمقاتلي "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" (امتداد حزب العمال الكردستاني في
سوريا)، لتمكينهم من إحراز تقدم شمالي محافظة حلب (شمال سوريا)، لا سيما بين مدينتي "جرابلس" و"أعزاز"، اللتين ترغب تركيا بتأسيس منطقة آمنة بينهما.
وباشر مسلحو الحزب عقب الدعم الجوي الروسي، تحركهم في كل من مدينتي عين العرب/كوباني (شرقي جرابلس)، وعفرين (غربي إعزاز)، من أجل ربط المدينتين المذكورتين تحت غطاء جوي روسي، وإحكام السيطرة على المنطقة الواصلة بينهما.
ويشن عناصر الحزب، تحت اسم "وحدات حماية الشعب" و"جيش الثوار"، هجوما على خط جبهة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الثوار من جهة، وتحارب تنظيم الدولة على خط جرابلس، للعبور غربي نهر الفرات، من جهة أخرى.
وتقول مصادر محلية إن بلدات "دير جمال" و"مريمين"، و"مالكية" و"زيارة" الواقعة شرقي مدينة عفرين والخاضعة لسيطرة الثوار، تتعرض منذ خمسة أيام لهجمات برية من قبل وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي)، تحت غطاء جوي من قبل الطيران الروسي.
وكانت مقاتلات روسية، قصفت مرتين، خلال خمسة أيام، الطريق الذي تسلكه شاحنات الإغاثة لنقل المساعدات الإنسانية، والمؤدي إلى معبر "باب السلامة"، في بلدة "أعزاز" الحدودية مع ولاية كليس التركية.
ويسعى مسلحو "وحدات حماية الشعب" الكردية، الذين يسيطرون على مدينة "عين العرب" (كوباني)، للعبور غربي نهر الفرات، تحت غطاء جوي روسي، والسيطرة على مدينة جرابلس التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، فيما تعرضت المنطقة الواقعة بين مدينتي منبج وجرابلس في محافظة حلب لأكثر من 15 غارة خلال ثلاثة أيام.
وكان "ميخائيل بوغدانوف" مساعد وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنطقة الشرق الأوسط، قد التقى بالرئيس المشترك لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم في باريس، بعد 11 يوما من انطلاق الغارات الروسية على سوريا نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي.
وفي 21 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، استقبل بوغدانوف في موسكو، الرئيسة المشتركة الثانية للحزب، آسيا عثمان، وممثلين من عين العرب، أعقبه جهود فتح ممثلية للحزر في روسيا.
وقال الرئيس الروسي، في 23 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، إنه يتعين على "حزب الاتحاد الديمقراطي" أن يتوحد مع قوات نظام بشار الأسد، داعيا الحزر للقتال إلى جانب النظام في الحرب الدائرة في سوريا.