أعرب إعلاميون موالون للانقلاب في
مصر وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن قلقهم من تزايد دعوات الحشد لثورة ثالثة في 25 يناير المقبل الذي يوافق الذكرى الخامسة لثورة يناير.
وأكدوا أن عوامل اندلاع ثورة شعبية كبيرة في مصر متوافرة، محذرين النظام من خطورة عدم التعامل بحكمة مع هذه التهديدات.
واعترف هؤلاء الإعلاميون بتزايد الضغوط على النظام الحاكم، ومعاناة المصريين من أزمات اقتصادية واجتماعية طاحنة، على رأسها وقائع التعذيب داخل أقسام الشرطة بحق المواطنين، وارتفاع الأسعار وتفشي الإهمال والفساد، وانتشار الإحباط واليأس بين المواطنين.
أجلوا الثورة سنة أخرى
وبطريقته الساخرة، رصد الإعلامي
عمرو أديب تزايد الحديث عن قرب اندلاع ثورة ثالثة في مصر، متسائلا "هو الشعب ده مش وراه غير يعمل ثورة يوم آه ويوم لأ؟ انتو مبتتعبوش؟".
وأعرب أديب، خلال برنامجه على قناة "اليوم"، عن قلقه من هذا التوجه قائلا "ليه كل ما تحصل مشكلة في أي حاجة في البلد نقول العودة للميدان؟ المصريين بيتلككوا عشان يعملوا ثورة جديدة".
وأقر بأن حال البلد "زي الزفت"، لكنه أضاف "وهي الثورة اللي فاتت عملت لنا إيه قبل كده؟ عملنا ثورة ومعرفناش نكمل، وجبنا المجلس العسكري وبعديه
الإخوان ومشينا الإخوان، طب وبعدين؟".
ودعا أديب المصريين إلى تأجيل قيامهم بالثورة لمدة عام واحد، قائلا "ممكن نأجل الثورة السنة دي ونخليها السنة الجاية؟ هننزل كلنا نولع في البلد بس خليها السنة الجاية، عشان الناس تكون شمت نفسها ووقفت على رجلها، الثورات جاية كثير، بلاش الثورة دلوقتي".
واقتبس كلمات القيادي الإخواني المعتقل محمد البلتاجي قائلا "الإخوان علمونا إن الثورة في البرلمان مش في الميدان، ممكن نستنى مجلس النواب المقبل ربما ينجح في احتواء هذه المشكلات".
ولجأ أديب إلى تخويف المصريين من عواقب الثورة على النظام، قائلا "انتوا نسيتوا الأيام اللي مكنش فيها جيش ولا شرطة ومكناش بنعرف ننزل من بيتنا؟"، مشيرا إلى أن الثورة هذه المرة ستدمر مصر تماما.
"إعادة سيناريو 25 زفت"
وحذر معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من دعوات البعض للقيام بثورة جديدة، وقال في برنامجه الإذاعي على راديو مصر، الاثنين، "مش كل شوية نعمل ثورة ونسقط النظام".
أما الإعلامي سيد علي، فانتقد بشدة تجاوزات الشرطة تجاه المواطنين قائلا "هو إحنا ناقصين مصايب؟ ولا محتاجين البلد تولع، ولا محتاجين نعيد سيناريو 25 زفت تاني، وبعدين نقول يا ريت اللي جرى ما كان، هو إحنا ليه طول الوقت مصرين إننا نكرر أخطاء الماضي بنفس الدقة".
وكانت مصر قد شهدت خمس حالات وفاة داخل أقسام الشرطة خلال أقل من أسبوع، وهو ما أثار موجة من الغضب تجاه الداخلية طالت حتى مؤيدي النظام.
ودشن نشطاء هاشتاج على مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان #الثورة_قادمة حظي بتفاعل كبير خلال الأيام الماضيىة.
أوقفوا التعذيب 6 أشهر
أما الإعلامي محمود سعد فانتقد بشدة تزايد حالات التعذيب داخل أقسام الشرطة في الآونة الأخيرة، محذرا الدولة من أن امتهان كرامة المواطنين سيولد غضبا عارما "إحنا مش قده"، على حد قوله.
وطالب سعد، خلال برنامجه على قناة النهار، ضباط الشرطة بوقف تعذيب وإهانة المصريين لمدة ستة أشهر فقط، حتى يتمكن النظام من تجاوز ذكرى الثورة في يناير المقبل، مضيفا "البلد على آخرها ومش حمل ثورة جديدة هاتضيعنا كلنا".
أما الصحفي إبراهيم عيسى فشن هجوما عنيفا على النظام المصري ورئيسه عبد الفتاح السيسي، وقال إن جميع الظروف مهيأة أمامه لتحقيق الإنجازات، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
وأوضح عيسى، عبر برنامجه على قناة "القاهرة والناس"، أن المعارضة خجولة والبرلمان يتنافس على حب السيسي، والحكومة والرئاسة لا تواجه أي ضغوط وتعيش في أكثر درجات الطمأنينة فى ظل عدم وجود معارضة مزعجة للدولة.
وتابع "جاءته فرصة من السماء، فالإعلام يصفق على الفاضي والمليان، والأرض ممهدة لأي شيء حيث لا مظاهرات حقيقية من أي نوع، ومع ذلك النظام مش عارف يمشي".
حماس في التحرير
من جانبه، حذر الإعلامي أحمد موسى، المقرب من الأجهزة الأمنية، من وجود جهات خارجية تخطط بمساعدة جماعات وقوى مصرية للقيام بثورة جديدة على نظام السيسي.
واتهم موسى، في حلقة الأحد من برنامجه على قناة "صدى البلد"، عناصر تنتمي لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالتسلل إلى داخل مصر واستئجار شقق سكنية قريبة من ميدان التحرير لاستخدامها في نشر الفوضى وإشعال نار الثورة الجديدة من خلال قتل المتظاهرين وإلصاق التهمة بقوات الشرطة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تبحث عن هذه العناصر وتلاحقها لمنعها من تنفيذ مخططها.
وحذر من استغلال الإخوان للمظاهرات الفئوية مثل التي نظمها حملة الماجستير والدكتوراه في ميدان التحرير لتأجيج نيران الغضب في الشارع المصري، مضيفا "أديني بقولكو أهه، عشان لو قامت ثورة جديدة لا قدر الله محدش يقول لماذا لم تحذرونا".