وجه
علي خامنئي، المرشد
الإيراني، رسالة مفتوحة إلى الشباب الغربي يدعوهم فيها إلى التعقل وضبط النفس في التعامل مع التطرف والإرهاب، كرد فعل على التطورات التي تشهدها بعض الدول الغربية بعد أحداث باريس.
ودعا خامنئي الشباب إلى تغيير نظرتهم لسياسة الدول التي تفرض ضغوطات على المسلمين، وقال"إنني آمل أن تغيروا أنتم في الحاضر أو المستقبل هذه العقلية الملوثة بالتزييف والخداع، العقلية التي تمتاز بإخفاء الأهداف البعيدة وتجميل الأغراض الخبيثة".
وأشار في الرسالة التي أوردتها وكالة فارس الإيرانية، إلى أن الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار "هي إصلاح هذه الأفكار المنتجة للعنف"، مشددا على أنه مادامت المعايير المزدوجة هي السائدة في السياسة الغربية، ومادام
الإرهاب يقسم في أنظار حماته الأقوياء "إلى أنواع حسنة وأخرى سيئة"، وأن ترجيح مصالح الحكومات يتم على حساب القيم الإنسانية والأخلاقية، فإنه "ينبغي عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى" حسب قوله.
وأكد أن الإرهاب هو الهاجس المشترك بين الغرب والعالم الإسلامي في هذه الآونة الأخيرة، موجها كلامه للشباب على ضرورة معرفة "أن القلق وانعدام الأمن الذي ظهر في الأحداث الأخيرة يختلف اختلافين أساسيين عن الآلام التي تحملتها شعوب العراق واليمن وسوريا وأفغانستان طوال سنين متتالية".
وفي إطار حديثه عن القيم والأواصر الثقافية دعا إلى عدم قبول القيم الثقافية التي تفرض بالقوة لأنها تنتج أفكارا متطرفة دينيا وفكريا وهو ماساهم في ظهور
تنظيم الدولة ، حسب قوله.
وتساءل خامنئي في الرسالة الموجة للشباب "كيف يمكن أن يخرج من واحدة من أكثر المدارس الدينية أخلاقا وإنسانية في العالم، والتي تعتبر وفق نسختها الأصلية أن قتل إنسان واحد يعد بمثابة قتل الإنسانية كلها، كيف يمكن أن يخرج منها زبل مثل داعش؟"، داعيا لعدم نسيان تأثيرات التغذية الثقافية غير السليمة "في بيئة ملوثة ومنتجة للعنف طوال سنوات عمر هؤلاء".
أما في ما يخص القضية الفلسطينية فقد اتهم إسرائيل باعتبارها دولة تمارس الإرهاب على الشعب الفلسطيني المظلوم "الذي يعاني منذ أكثر من ستين عاما من أسوأ أنواع الإرهاب".
ولفت إلى أن أشد أنواع العنف قسوة هو بناء الكيان الصهيوني للمستوطنات، وقيامه بتدمير كل يوم بيوت الفلسطينيين ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرض أبدا لمؤاخذة جادة مؤثرة من قبل حلفائه المستفيدين، أو على الأقل من المنظمات الدولية التي تدعي استقلاليتها، على حد تعبيره.